لا تزال ترددات مفاعيل صفقة «حزب الله – داعش» وملف العسكريين المخطوفين تطغى على المشهد السياسي في لبنان، لاسيما بعد الأنباء عن فرار عدد من عناصر قافلة داعش والتحاقها بالنظام السوري. واستعرت السجالات مجدداً لاسيما بعد اعلان وزير العدل سليم جريصاتي ان قيادة الجيش ستعلن اليوم نتائج فحوص الحمض النووي لرفات العسكريين التي تم العثور عليها في وادي الدب (جرود عرسال). واشارت معلومات لـ القبس الى ان نتائج آخر هذه الفحوصات تطابقت مع الحمض النووي للعسكريين عباس مدلج وخضر يحيى بعد التعرف على هوية جثامين 8 عسكريين في وقت سابق.
تغريدة السبهان
في المقابل، انشغلت الأوساط السياسية بتغريدة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان التي وصف فيها حزب الله بحزب «الشيطان» للمرة الأولى، ما يؤشر إلى تصعيد في الموقف السعودي، في حين تحاول الأطراف اللبنانية ان تتبين مداه. وقال السبهان عبر تويتر: «ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس آثاره على لبنان حتما، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه او ضده. دماء العرب غالية».
كلام السبهان يأتي بعد أيام قليلة على مغادرته بيروت على ان يعود مجدداً اليها في الأيام القليلة المقبلة لاستكمال مهمته.
مصدر وزاري قال لـ القبس ان كلام السبهان يصب في سياسة السعودية الداعمة للبنان والساعية إلى انسجامه مع مصالحه العربية. وأضاف المصدر أن كلام الدبلوماسي السعودي لا يستهدف حزب الله فحسب، وانما يطال القوى السياسية المناوئة له عبر دفعهم الى اتخاذ مواقف أكثر حزماً في ردع هيمنة حزب الله على القرار اللبناني، لاسيما بعد السجال الذي ولدته صفقة «حزب الله-داعش» ومحاولة الحزب قطف انتصار الجيش اللبناني ونسبه اليه.
تصريح الحريري
والسجال الدائر حول معركة الجرود لم ينته فصولا، فالكلام الذي اطلقه رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس من انه والرئيس ميشال عون كانا على علم بصفقة ترحيل الدواعش، لم يضع حداً لهذا السجال. كما ان تصريح الحريري لا يبدو انه أعجب حزب الله الذي اعلن تململه منه، كونه يعني ان الهيئات الدستورية الشرعية للدولة اللبنانية لا تزال تتمتع بالوجود، ولو الشكلي.
وفي هذا السياق، لفت النائب أنطوان زهرا (القوات اللبنانية) إلى أن الحريري يمثل الحكومة لكنه لا يأخذ قرارات عنها، وأوضح زهرا أن الجيش اللبناني كان يقصف الإرهابيين ويتقدم ولم نر اي اشتباك مباشر مع المسلحين، وانسحابهم خلال قصف الجيش كان قد رتبه «حزب الله» الذي عندما اكتشف انه خارج عملية تحرير الجرود اخترع لنفسه دور «المنقذ» بموضوع الكشف عن العسكريين المخطوفين، وتساءل زهرا عن معنى التحاق 130 داعشيا بجيش النظام السوري!
صقر: فضيحة الصحراء
بدوره، رد النائب عقاب صقر على بيان حزب الله الى المجتمع الدولي الذي طلب الرأفة بعوائل داعش، واعتبر صقر انه بدلاً من ان يعمد الحزب الى معالجة فضيحة حماية الارهابيين ونقلهم في باصاته المكيفة، نراه يذهب الى هجوم مرتجل على السعودية، بما يتنافى مع مقومات المصلحة الوطنية.
وتوقف صقر عند تصريح النائب نواف الموسوي الذي اعتبر ان كلام الحريري من باريس في ما يتعلق بكيفية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وبالموقف من نظام الاسد، مواقف شخصية لا تعبر عن الحكومة، فأشار صقر الى «ان هذا الكلام هرطقة دستورية تمس بجوهر المؤسسات وتقوض رئاسة الحكومة»، متهماً «حزب الله»، ونظام الاسد وايران بتصنيع وتعليب وصيانة «داعش».
سليمان: الصفقة المشبوهة
كلام الموسوي لم يوفر الرئيس السابق ميشال سليمان حيث اتهمه بالتقصير في معركة نهر البارد ومعركة عرسال في 2014، ما استدعى رداً من سليمان الذي تساءل «كيف يتحول كل مطالب بالدولة فقط الى عدو لمن يغلّب منطق الدويلة، وكيف يصبح كل صاحب رأي في قضية إخراج الدواعش بصفقة مكيفة ومشبوهة عرضة للتخوين». وسأل سليمان عن «سر هذا الخط الأحمر الذي يظهر عشية كل معركة تتواجه فيها القوى العسكرية الشرعية مع ارهابيين، من معركة الضنية والبارد وعرسال وعبرا، وصولا الى الجرود».
