شركة «تويتر» غير ناجحة مالياً
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/08/Untitled-3-2-23.jpg)
أصبح من المألوف للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يستخدم حسابه على موقع تويتر كل يوم تقريبا ليطلق تغريدات غالبا ما تشكل مادة ثرية للتناول في المنابر الإعلامية الدولية بمختلف أنماطها.
وتتسبب تغريدات ترامب التي يطلقها صباحا، وعلى مدار اليوم وحتى خلال أوقات متأخرة من الليل، في ملايين من ردود الفعل عبر الإنترنت، بعضها غاضب وبعضها الآخر إما يدين أو يؤيد.
ومع ذلك، لم تنجح حملة الترويج المجانية تلك في توفير دفعة حقيقية لـ«تويتر» نفسها، التي ما زالت تتوارى في الظلام خلف شركات أسرع نموا مثل غوغل وفيسبوك، بحسب تقرير لـ«فايننشال تايمز».
قيمة «تويتر» الحقيقية
– استقر سهم «تويتر» نسبياً طيلة عامين بسبب مخاوف المستثمرين من تعطل مسيرة نمو الشركة، وعند الكشف عن نتائج أعمال الشركة للربع الثاني من هذا العام، هبط السهم لاكتشاف عدم إضافة مستخدمين جدد للشبكة.
– لو أن مستويات تفاعل المستخدمين مع «تويتر» هي مقياس قيمة الشركة، لكانت «تويتر» لتحقق نجاحا هائلا، لكن من غير الواضح إلى الآن نسبة المتفاعلين بشكل كبير من إجمالي 328 مليون مستخدم نشط شهريا.
– لكن بالنظر سريعا عبر الموقع خلال الأوقات الممتلئة بالأحداث الضخمة، مثل وقائع العنف من قبل القوميين البيض في شارلوتسفيل الأميركية أو مثلا أثناء حفل توزيع جوائز الأوسكار، يظهر مدى أهمية «تويتر» في الحياة العامة.
– يجب أن تكون هناك قيمة واضحة لهذا المستوى من التفاعل العميق مع الشبكة، لا سيما في ظل معاناة وسائل الإعلام التقليدية بسبب أدوات الإنترنت البديلة، وانتشار الإعلانات عبر الأجهزة الرقمية المختلفة.
– يجب أن تكون «تويتر» ولو على الورق فقط أحد أبرز رواد صناعة الإعلان، بفضل الملايين من مستخدميها الذين يعلّقون على الأخبار اليومية والرياضية والأحداث الترفيهية.
تجربة المواقع الإخبارية
– كوسيلة اتصالات تملك «تويتر» قوة لا يمكن إنكارها، فهناك تغريدات يمكنها تحريك الأسواق أو إقصاء سياسيين أو تدمير شركة ما أو حتى إشعال الثورات، ولكن ركود السهم إلى الآن لا يعكس قدرات وانتشار الشبكة.
– من المهم التساؤل هنا حول ما سيفعله ناشرو الأخبار إذا كانت «تويتر» نفسها لا تستطيع تحويل تفاعل المستخدمين إلى نجاح مالي؟
– في صحف مثل الغارديان وفايننشال تايمز ونيويورك تايمز، طور الناشرون أدوات تحليلية داخلية لدراسة كيفية تفاعل القراء مع المحتوى الصحافي الذي ينتجونه، واستخدموا هذه البيانات لتحسين تجربة القراء وتشجيعهم على زيارة المواقع مرة أخرى.
– هناك أسباب تجارية لذلك، فمن المرجح أن يستجيب القراء للرسائل الإعلانية المصممة خصيصا لهم، وهذا يعني مزيدا من الأرباح للناشرين. أما بالنسبة للمواقع ذات الاشتراك، فهناك احتمالات أكبر للحصول على مزيد من الاشتراكات.
– أقامت المواقع الإخبارية في جميع أنحاء العالم أقساماً غير مجانية لتعويض تراجع مبيعات الصحف وانخفاض عائدات الإعلانات، بينما «تويتر» التي لا تملك أقساما مدفوعة لا تعاني من هذه المشاكل.
نقطة قوة وارتكاز
– «تويتر» هي منصة إلكترونية مفتوحة، مثلها مثل «فيسبوك»، تعتمد على قاعدتها من المستخدمين لزيادة عائدات الإعلانات، ولكن المستثمرين جعلوا عدد رواد الشبكات الاجتماعية الفيصل في تحديد القيمة والقوة بدلا من مستوى المشاركة.
– بسبب هذه الطريقة في تقييم الشبكات الاجتماعية، وصلت قيمة «فيسبوك» التي تملك قاعدة جماهيرية تتجاوز ملياري مستخدم إلى 500 مليار دولار، مقابل أقل من 12 مليار دولار لـ«تويتر».
– بعد توقف قاعدة مستخدمي «تويتر» عن النمو، هل يمكن لبعض الأقسام المدفوعة الأجر تحريك سهم الشركة مرة أخرى؟ ربما، وقد أطلقت الشركة بالفعل اختبارا للمعلنين، حيث فرضت 99 دولاراً على توسيع نطاق انتشار التغريدات.
– يعتقد أن الشركة قد تفرض نموذجا جديدا للاشتراكات يستهدف المستخدمين الأكثر نشاطا، وهي خطوة من شأنها توفير مصدر ثانوي للإيرادات، ولكنها تكهنات غير مؤكدة إلى الآن.
– قد لا تكون «تويتر» بحجم «فيسبوك»، ولكن محتواها من التغريدات المضحكة أو تلك التي تحمل معلومة مهمة أو حكمة تجوب العالم في دقائق معدودة، حيث يتشاركها نحو 300 مليون شخص في كل أنحاء الأرض. (أرقام)