القصص الحقيقية لـ«غناوي» الزمن الجميل بلسان شعرائها
تعلمت من والدي حفظه الله وهو مصدر الهامي الأول ان القلب دكان وكلن له مكان وكون جيناته متشربة شعريا من فطاحله في الشعر والفصاحة فما تعلمنا انا ووالدي في مجالس اعمامي وهم عضداه رحمهم الله الا الكلام الاصيل والحجيات التي تداوي العليل فهم تركوا بصمة في تاريخ الشعر والأدب زخرت مكتبة التلفزيون والإذاعة باعمالهم الخالدة هما الشاعران من العصر الأصيل (بدر الجاسر وخالد العياف) فهما تركا لنا ارثا غزيرا بمعنى الكلمة الاصيلة، فكان ولا يزال والدي يحفظني جملة والتي تقول «القلب دكان.. وكلن له مكان»، لكل كلمة في القلب معنى وبنيان له اساس قوي تحمل معه الذكرى والكلمة الشعرية لا يستهان بها ومن هذا المنطلق فهم لهم خيال الشاعر الخاص بعالمه حينما يعيش حالة في حب الوطن او حب الرياضة او الأم والأب او حتى الحبيب، فلديه مخزون شعري كبير، وذلك الحال يسري على العديد من الشعراء الذين تمكنوا من جرة اقلامهم التي تقطر حبرا من الذهب وأثبتوا ان كل ما زاد عمرهم زادت قيمتهم فهم مخلدون بأذهاننا وذاكرتنا وعقولنا من الصميم، ومثل ما نقول لكثير من الشعراء الراحلين رحمهم الله او الباقين من ذلك العصر الذهبي اللامع اطال الله في اعمارهم فهم غالون ويظلون والذي لن ينتقص قدر لمعانه حتى الآن لحسن اختيار الكلمة والموقف، عندما نستمع لبعض غناوي اول وذاك الزمن يجعلوننا من خلال كلماتهم الرائعة الحنينة ان نتمنى لو ان الزمان يعود ونعيش بتلك الفترة النقية الصافية التي تعتبر للكمة قدرا كبيرا ومعنى، فهم من جعلوا للجملة الموسيقية معنى، لهم سجية لن نشهدها الآن في البعض فنحن متشبثون بهم وبعصرهم الذي اثبتوا اليوم انه صالح لكل زمان ومكان وتنصت له جميع الأجيال، لكن لشعرائنا احساسا مرهفا فهم يشعرون ويتأثرون ويعانون ويشرحون حجيات ومواقف من قابلوهم في حياتهم، اليوم لنا معهم وقفة خالدة، ننشدهم عما يجول في خاطرهم وشنو صجية غناياتهم التي تغرف القلب وكانت البداية مع الشاعر القدير عبداللطيف البناي وسولفلنا عن غناية «وداعية» الذي تغنى بها المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر حيث قال: بالصدفة احد الاصدقاء مر بأزمة مرضية وبمرض قاتل اسم الله عليكم وزرناه انا والأخ الملحن يوسف المهنا، فقال لنا الدكتور صحيح ان الاعمار بيد الله لكن نعتقد انه لا يمكن انه يعيش لحد بكرة فكان يقوللي هذا الرجل المريض وهو يشرب كوب من الحليب وطبعا ما انسى هالمنظر وحينها كنت اسكن بيت جديد في وقتها وقال لي هذا الصديق اني متنقصلك قطعة من السجاد بس اطلع من المستشفى، وطبعا كان هذا الصديق سامع المذهب للأغنية وأول الابيات وكان يتمنى اني اكملها، فلما رجعت البيت فكرت اني اكتب وقعدت ادور معنى قوي لهذا الحدث، وجلست بالبلكونة بالليل وقلت «لحظة يا بقايا الليل لحظة لحظة ما بقى بالحيل لحظة حسيت اني بنحرم شوفي ما اقدر اوادع قطعة من يوفي وبلحظة وداع قال الوداع وهلت الدمعة وسال الكحل فوق السواطر وقال الوداع»، ولما رحنا الصبح وزرناه لقيناه قد فارقته المنية، الله يرحمه وودعنا.
أما المحطة الثانية فكانت مع حجايات القدير ساهر وطلع المكنون في قلبه وحجى علينا سالفة غناية شدت فيها الصوت القوي الجميل رباب رحمها الله ولحنها وأبدع فيها القدير سليمان الملا واللي يقول مطلعها:
احتمالاتك خطى.. مو انا من ينسى ويروح واحتمالاتك خطا، يا عمري يا عزيز الروح، انا على خبرك لاينشغل لك بال، لاتبني ظنونك.. على وهم وخيال، او مجرد شك..او حتى احتمال
وطبعا هذي سالفتها سالفة، كان لي صديق حينها يعمل في احد الادارات في مطار الكويت الدولي وكان لها بداية قصة حب وإعجاب مع زميلة له في ادارة اخرى وايضا في المطار وكان يجمعهم مكان العمل، وبعدها حاول ان يلفت انتباهها في اكثر من مرة الى ان بدت قصة بينهم لطيفة لكن شوي هي تغيرت عليه وهو كان يحاول يتقرب منها وسولف حق ربعه القراب وكان يطلب نصيحتهم شيسوي لها ونصحوا انه يكتب ورقه ويلزقها على باب سيارتها وبالفعل سواها وقرت الورقة وبدت القصة بتحرك مشاعر الطرفين بشكل نقي لكن لما تغيرت عليه شوي وماقت نصحوا ربعه انه يشيل نفسه ويثقل عليها، وطبعا الصديق ياظلمه ولاسرايين، قام وثقل ولا يعطيها وجه بالمرة فاهيا اعتقدت انه كان يتلاعب بمشاعرها وبادلته نفس الحركة وكتبت على ورقة بيضا صغيرة عبارة «انت متغير واحتمال شايفلك شوفة وكنت تلعب بمشاعري واحتمال انه كله كذب، فلما جاني صديقي وسولفلي السالفة واحنا ماسكين خط الشاليه قالي شنو اقول لها ورديت عليه وقلت له هالابيات وبدا المطلع باحتمالاتك خطى، بلحظتها كتبت الاغنية وحتى من بعدها قام يقول انه الاغنية هذي اغنيتي».