المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

العلاقة بين الكويت و الأقصر و أسوان

المسافة الجغرافية بين الكويت ومدينة الأقصر الأثرية في مصر تبلغ 1566 كيلومترا، وتعد الطائرة في وقتنا الحاضر هي أسرع وسيلة للسفر، حيث تستغرق الرحلة الجوية المباشرة بين الكويت ومدينة الأقصر حوالي ساعتين وربع الساعة، ولكن قبل مئة عام لم تكن الطائرات قد صنعت بالشكل الذي نتمتع به الآن من كراسي مريحة وضيافة كريمة طوال الرحلة الجوية، وكانت وسيلة السفر المتوفره هي السفن البخارية قبل أن تدخل عليها مواصلات منافسة مثل القطارات والسيارات، وكانت الرحلات البحرية تستغرق اياما وليالي طوال، فإذا شئت الذهاب الى مصر من الكويت عليك برحلة سفن شركة الهند البريطانية البخارية لتأخذك الى بومباي التي تمتد رحلتها ما بين أسبوع الى أسبوعين حسب مواعيد السفن سريعة كانت أم بطيئة، ومن بومباي عليك ارتياد سفينة أخرى لتأخذك الى مدينة السويس ويستغرق زمن الرحلة حوالي عشرة أيام.

«رحلة الشيخ جاسم الإبراهيم 1911»
عمر هذه العلاقة الثقافية تكشفها لنا زيارة قام بها التاجر الكويتي الشيخ جاسم بن محمد الابراهيم الى مصر في مارس من عام 1911، عندما تنقل ما بين الأقصر وأسوان وأطلع على آثارها ومعابدها ومقابرها الفرعونية، ليعد بذلك أول كويتي وثقت زيارته لتلك المناطق الأثرية التي كتبها ونشرها الصحافي عبدالمسيح الأنطاكي على مدى ثماني حلقات من جريدته «العمران»، نظرا لأنه كان بصحبة وضيافة جاسم الابراهيم، وثم قام بجمعها وطبعها بكتيب يبلغ عدد صفحاته ثمانين صفحة بعنوان «سياحة اثرية بين الأقصر وأسوان» وقد ضمنه تعريفا بالمقدمه تحت عنوان «ضيف مصر العظيم».
كما هو معروف، كان الشيخ جاسم الإبراهيم مقيما في بومباي وعاش فيها حتى توفاه الله برحمته ودفن فيها عام 1956، حيث كان يشرف على إدارة شؤون عائلته التجارية التي تعد من أغنى العائلات الخليجية في الهند آنذاك، والذي يرتكز نشاطها التجاري على تجارة اللؤلؤ، وتجارة بيع التمور كون عائلة الابراهيم تعد من كبار ملاك أراضي النخيل في البصرة، الى جانب الاستثمار بالشركات في الهند.
وفي شهر مارس من عام 19111 عزم الشيخ جاسم الأبراهيم على زيارة باريس في فرنسا، ويعتبر أول كويتي يسافر إلى فرنسا، فقدم الى مصر كما أشار الأنطاكي «سائحا متفرجا ترويحا للنفس ثم يتوجه الى أوروبا فالأستانة العلية، وبعد ذلك ينتقل الى سوريا ومنها يعود الى بومباي»، فركب من ميناء بومباي احدى السفن البخارية عبرت ميناء عدن، ومن ثم عرجت الى داخل البحر الأحمر حتى وصلت السويس، ومن ثم استقل القطار من السويس الى القاهرة ليمكث فيها عدة ايام، وبعد ذلك توجه بالقطار لزيارة الأقصر واسوان ومن ثم عاد الى القاهرة لبضعة أيام ليغادرها الى فرنسا.
كان بصحبة جاسم الابراهيم الشيخ عبدالله محمد البسام، الذي عرفه الأنطاكي «بكاتم أسراره القادم بصحبته اللذين لا هم لهما إلا معرفة ما في مصر من رقي وعمران من قديم وحديث»، ويبدو أن عبدالله البسام كان يقوم بدور المترجم في بعض الأحيان من الإنكليزية الى العربية، كما يتبين خلال زيارتهما إلى معبد «الكرنك» في الاقصر عندما أمر الشيخ جاسم الابراهيم باصطحاب دليل سياحي، إلا أن الانطاكي اعترض لأنهم «يملأون الآذان كذبا فيشوشون عليهم ما يشاهدونه»، بدليل عندما استمع عبدالله البسام إلى أحدهم شارحا للآثار بلسان انكليزي طلق، علموا مما ترجمه ما يؤيد زعم الإنطاكي عن تخريفهم فيما يروون على أولئك السائحين.
فبعد وصول الابراهيم والبسام إلى القاهرة، قاموا بعدة زيارات سياحية لكل من المتحف المصري والمتحف العربي (المقصود بالمتحف الاسلامي) وكذلك الاهرامات، وبعدها عزموا زيارة الاقصر بواسطة القطار الذي به أسرة للنوم ومطعم في رحلة استغرقت 14 ساعة ونصف الساعة، انطلق بهم القطار في الساعة السادسة والنصف مساء من القاهرة، ووصلوا الاقصر في الساعة الثامنة صباحا من اليوم التالي، وكان من المزمع مبيتهم في فندق «ونتر بالاس» ولكن كان الفندق مشغولا بضيافة ملك وملكة بلجيكا، فقرروا الذهاب إلى الفندق المسمى بـ «غراند أوتيل».
وبعد ساعة من وصولهم الى الفندق انطلق كل من الابراهيم والبسام والانطاكي لزيارة معبد الكرنك، وبعدها تجولوا في المدينة وذهبوا إلى ميدان سباق الجمال والحمير والجواميس والبقر من باب الترفيه، وبعدها ساروا مشياً الى معبد الاقصر.
وفي اليوم الثاني كانت زيارتهم حافلة، حيث انتقلوا الى البر الغربي، من قرية القرنة ثم وادي الملوك (مقابر ستي الاول، أمنوفيس الثالث، رمسيس الثالث، ورمسيس السادس والتاسع)، وبعدها توجهوا الى الدير البحري الذي به معبد منتوحتب ومعبد حتشبسوت، ومعبد تحتمس الثالث، واستراحوا هناك لتناول وجبة الغداء التي أحضرها لهم الفندق. وبعد ذلك انتقلوا الى دير المدينة الذي كان مقراً للعمال الحرفيين وسكنا للنحاتين في مقابر الملوك. وبعد ذلك انطلقوا الى وادي الملكات على بعد 30 دقيقة بالعربة، لزيارة مقبرة امرأة رمسيس الثاني، ومقبرة ابن رمسيس الثاني، وبعدها توجهوا الى مدينة «هابو» التي بها معبد رمسيس الثالث الذي يعد من المعابد الجنائزية المهمة.
وفي اليوم الثالث قرر الشيخ جاسم الابراهيم الذهاب الى اسوان، فاستقلوا قطار الساعة العاشرة صباحا ووصلوا في الساعة الرابعة والنصف مساء، ونزلوا بفندق «سان جيمس» بدلا من فندق «سافوي» نزولا على رغبة دليل من الفندق التقى بهم في المحطة. ونظرا لحرارة الجو وهبوب الغبار مما سبب لهم الضيق طيلة رحلتهم بالقطار من الاقصر، فقرروا الاكتفاء بزيارة معبد فيلة، ويعرف بـ «هيكل أنس الوجود» نسبة إلى قصص ألف ليلة وليلة، وكذلك زيارة خزان أسوان من خلال جولة نيلية بالزورق بعد وصولهم للفندق، وفي صباح اليوم التالي ذهبوا الى «الجبل الذي قطع منه المصريون القدماء تلك الاحجار الصلبة ونحتوا منها مسلاتهم وأصنامهم وأعمدة هياكلهم»، وهناك وجدوا «إحدى المسلات قد نحت ثلاثة من أطرافها والطرف الرابع ما زال ملتصقا بالجبل»، وبعدها عادوا الى الفندق ومنه الى محطة القطار ليتوجهوا الى اسوان، ومن هناك ركبوا قطارا آخر الى القاهرة لتنتهي رحلتهم الاثرية إلى الأقصر وأسوان بتاريخ 17 مارس 1911.
ويذكر الانطاكي عن الشيخ جاسم الإبراهيم إنه «كثير الولع في السياحة»، وينقل عنه رأيه عن آثار الهند بعد مشاهدته لآثار مصر «لقد سحت في أطراف الهند جميعها ووقفت على كل الآثار المحفوظة هنالك فلم أر من الفخامة ما يحاكي الآثار المصرية».

«رحلة طلبة بيت الكويت بمصر 1952»
عام 19388 خرجت من الكويت بعثة طلابية مكونة من أربعة طلاب الى مصر تحت إشراف مجلس المعارف. وفي عام 1943 تم ايفاد سبعة عشر طالباً للدراسة بمصر، ولحقهم بعد عام ونصف العام سبعة وثلاثون طالبا، وكانت دراستهم ما بين الثانوية وبين الالتحاق بمعاهد تخصصية، وفي ضوء التزايد في أعداد الطلبة قرر مجلس المعارف إنشاء «بيت الكويت» عام 1945 في منزل أستأجره بمنطقة الزمالك ليكون مكاناً للادارة وسكنا للطلبة، وتم تكليف الاستاذ عبدالعزيز حسين مسوؤلية الاشراف على الطلبة وشؤون البيت ممثلا لإدارة معارف الكويت.
وكان «بيت الكويت» يقيم الانشطة الثقافية، مثل الندوات الادبية والفكرية، واقامة المسرحيات، والحفلات الموسيقية الى جانب الانشطة الاجتماعية مثل المسابقات الرياضية، والرحلات الخارجية والداخلية في العطلات إلى كل من: الاسكندرية، ورأس البر، ومرسى مطروح، وحلوان، وسيوة.. وغيرها.
وفي الاول من يناير 19522، سارت رحلة طلابية من القاهرة الى الاقصر تحت اشراف الاستاذ عبدالله زكريا الانصاري، الذي تولى ادارة بيت الطلبة خلفا لعبدالعزيز حسين في أواخر عام 1950، وقام بمساعدته في تنظيم الرحلة الاستاذ جاسم القطامي، حيث انطلق بهم القطار في الساعة الثامنة مساء ليصل في الساعة السابعة والثلث صباحا، وقد نشرت مجلة «البعثة» في عدد مارس 1952 على مساحة صفحتين تفاصيل مختصرة للرحلة مع نشر لبعض الصور يظهر الطلبة مع الآثار الفرعونية.
وبلغ عدد الطلبة في الرحلة نحو العشرين طالباً، كما يتضح من الصور الجماعية، وكانت مدة زيارتهم للأقصر ثلاثة أيام، وإقامتهم كانت في فندق «ونتر بالاس»، الذي بني في عام 1886، المتميز ببنائه الفيكتوري والمطل على النيل.
وفي مساء يوم وصولهم، ذهب الطلبة إلى معبد الأقصر المجاور للفندق، وفي صباح اليوم الثاني انتقلوا إلى الضفة الغربية من النيل لزيارة وادي الملوك الذي يحتضن مقبرة «توت عنخ أمون» المكتشفة في نوفمبر عام 1922، ومقبرة «رمسيس الثاني» و«سيتي الأول»، فضلاً عن عدد من المقابر، وبعدها ذهبوا إلى معبد الدير البحري الذي بنته حتشبسوت التي تعد أول ملكة في التاريخ، ثم توجهوا للاستراحة وتناول الغداء، وبعدها ذهبوا إلى معبد «السرابيوم»، ثم مخازن الغلال التي خزن بها النبي يوسف عليه السلام الحبوب لتلافي السنوات العجاف التي حلم بها فرعون، ومن ثم عادوا إلى الفندق. وفي اليوم الثالث والأخير، كانت زيارتهم لمعبد «الكرنك» في الساعة التاسعة صباحاً، وانتهت في الواحدة والنصف، ليعودوا بعدها في المساء إلى القاهرة بالقطار.

رحلة معلمي معارف الكويت 1953
وفي مارس عام 19533، بعد قيام الثورة المصرية بأشهر عدة، قررت إدارة المعارف القيام بزيارة إلى مصر، فاختارت ناظراً ومدرساً من كل مدرسة، إلى جانب مدرسين من المعهد الديني وبعض طلبة الثانوية، وبلغ إجمالي عددهم 45 بين ناظر ومدرس وطالب، برئاسة عبدالمجيد مصطفى مدير المدرسة المباركية ورئيس البعثة المصرية في الكويت، والأستاذ محمد زكريا الأنصاري نائباً، وكل من: أحمد السقاف سكرتيراً، وبدر سيد رجب الرفاعي سكرتيراً، وسليمان أبو غوش محاسباً، وقد حددت مدة الزيارة بخمسة عشر يوماً، بدأت في 13 مارس وانتهت في 30 مارس 1953، خصصت لهم طائرتان للإقلاع من مطار الكويت توقفتا في مطار بيروت للتزود بالوقود، وهناك التقوا خلالها في استراحة المطار ببعض زملائهم من الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعة الأميركية، وبعدها أكملت الطائرتان رحلتهما إلى القاهرة.
وقد تزامنت مع زيارة بعثة إدارة المعارف بعدها بأسبوع زيارة رسمية للشيخ عبدالله الجابر الصباح دعي إليها من قبل الرئيس محمد نجيب، والتي علّق عليها الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري المشرف على بيت «طلبة الكويت» في تقديمه لمجلدات البعثة التي أصدرها مركز البحوث والدراسات الكويتية بالقول «أعتقد هذه الزيارة تمت بجهود الحاج عبدالعزيز العلي المطوع، الذي كان على صلة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين التي كانت على صلة بالرئيس محمد نجيب، ولهذا دعي الشيخ عبدالله الجابر لزيارة رسمية لمصر، وتم استقباله في مطار ألماظة، وكان على رأس المستقبلين الرئيس محمد نجيب وجميع رجال الثورة». ومما يؤكد صحة تفسير الأستاذ الأنصاري في أسباب الزيارة يتمثل في دعوة «الإخوان المسلمين» لبعثة المعارف على حفل شاي وكان ضيف الشرف الشيخ عبدالله الجابر الصباح، حيث ألقيت بعض الخطب حول مبادئ الإخوان مع إلقاء الشعر والترحيب، وقد رد عليهم الشيخ عبدالله الجابر بالشكر والثناء وقام بالتبرع بألف جنيه من جيبه الخاص، وعلا بعدها الهتاف وترددت في جنبات المقر «الله أكبر ولله الحمد».
ففي الأيام الخمسة الأولى من الرحلة، زارت بعثة المعارف المتحف المصري، والمتحف الإسلامي، وجامع ابن طولون، ومنطقة الأهرامات وأبو الهول، والقناطر الخيرية، واستديو مصر، وجامعة فؤاد التي سميت بجامعة القاهرة، وبعض المعاهد والمدارس المصرية، ولم تستثن منها جولات ترفيهية بوسط القاهرة وحضور بعض المسرحيات ومشاهدة السينما.
وفي الثامنة من مساء الأربعاء يوم 188 مارس، انطلق بهم القطار إلى الأقصر، وفي الثامنة من صباح الخميس وصلوا ونزلوا في فندق «ونتر بالاس»، وبدأت زيارتهم السياحية إلى معبد الكرنك ومن ثم معبد الأقصر، وفي اليوم الثاني ذهبوا إلى وادي الملوك الذي يحتوي على مقبره «أمينوفيس الثاني»، ومقبرة «رعمسيس الثالث»، ومقبرة «توت عنخ أمون». وفي الثانية عشرة ظهراً، انتقلوا إلى معبد الملكة حتشبسوت ثم إلى معبد «رعمسيس الثاني»، ثم إلى معبد رمسيس الثالث بمدينة هابو. وفي الرابعة مساء، عادوا إلى الفندق، حيث أقامت لهم شركة السياحة المتعهدة حفلاً للشاي، وبعدها خرجوا لزيارة المدينة وشراء الهدايا والتحف وصور الآثار.
في السابعة والربع من صباح يوم السبت، انطلق بهم القطار من محطة الأقصر، وفي الساعة العاشرة والنصف وصلوا أسوان، فوجدوا شوارعها مزدانة بالأعلام واليافطات، استعدادا لقدوم الرئيس محمد نجيب، ونزل الوفد بفندق «جراند أوتيل»، وعصراً ركبوا السيارة لزيارة خزان أسوان، الذي بناه الخديوي عباس عام 1902، وزيارة جبل الجرانيت الذي قطعوا منه المسلات.
وفي التاسعة من صباح اليوم التالي، وصل الرئيس محمد نجيب إلى أسوان فامتلأت الشوارع بالناس، فتوجه بعض من الطلبة إلى مشاهدة الاستقبال ولسماع الهتافات والخطب، مما أدى إلى مغادرة بقية وفد البعثة لاستكمال زياراتهم السياحية، وكانت رحلتهم نيلية إلى جزيرة النباتات، ومن ثم جزيرة «فيله»، وبعدها متحف أسوان، من ثم عادوا إلى الفندق لتنتهي زيارتهم عند معالم أسوان، فحزموا أمتعتهم وتوجهوا إلى محطة القطار عائدين إلى القاهرة.

قرض حكومة الكويت عام 1963
في أواخر الخمسينات، وقبل البدء في بناء السد العالي عام 19600، برزت مخاوف ارتفاع مياه التخزين في بحيرة السد العالي لمستوى أعلى من خزان أسوان، مما سيؤدي إلى غمور معبد أبو سنبل، ومعبد فيله، وكذلك أثار النوبة وقرى نوبية بسبب تكون بحيرة ناصر الصناعية، مما استدعى تدخل وزير الثقافة المصري الدكتور ثروت عكاشة، بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، القيام بحملة دولية تسهم في تمويل نقل معبد أبو سنبل على هيئة كتل إلى أعلى الهضبة ليرتفع عن مياه السد بمقدار 200 متر، وقدرت تكاليف مشروع نقل أبو سنبل بـ36 مليون دولار. ويشير الدكتور عكاشة، في كتابه «مذكراتي في السياسة والثقافة»، إلى أن قبل البدء في طرح مناقصة عالمية لتنفيذ المشروع في عام 1963، خطت الوزارة لتوفير العملات الحرة للمشروع، فأوفدت عبدالمنعم الصاوي وكيل وزارة الثقافة لعقد قرض بمبلغ 3 ملايين جنيه أسترليني مع حكومة الكويت، بهدف توفير العملة الحرة. هذا وقد نجحت مصر بدعم من التمويل الدولي لإنقاذ معبد أبو سنبل، الذي بدأت بتنفيذه عام 1964، وانتهت من عملية نقله في سبتمبر 1968.

«الطوابع البريدية في عامي 1964 و1967»

في إطار سعي منظمة اليونسكو لعملية إنقاذ معبد أبو سنبل وآثار النوبة في عام 1963، قامت بحملة إصدار طوابع بريدية تحمل صورا من آثار النوبة، لتعرف المجتمعات على حضارة النوبة وخطورة غرقها بالتعاون مع اتحاد البريد العالمي، وفي عام 1964 قامت ادارة البريد بالكويت بإصدار طوابع من 3 فئات مختلفة الالوان ومتشابهة في الرسم لرمسيس الثاني في معركة قادش، مستوحى من أحد رسوم المعبد الأكبر في أبو سنبل، ونص لعبارة أنقذو آثار النوبة.
وفي عام 19677 أصدرت ادارة بريد الكويت طابعين متماثلين بالشكل مختلفين باللون من فئتين يحملان رسما لرمسيس الثاني وزوجته نفرتاري مستوحى من تماثيل معبد أبو سنبل وذلك بمناسبة الاسبوع العربي لإنقاذ آثار النوبة.

إقامة الرسام عبدالله القصار عام 1965

في عام 1958 برز الطالب عبدالله القصار (1941 ــ 2003) بمعرض «البطولة العربية» التشكيلي، الذي أقامته دائرة المعارف في ثانوية الشويخ، بمناسبة مؤتمر أدباء العرب، ومن ثم تكررت مشاركاته بمعارض الربيع، التي تقيمها إدارة المعارف سنويا. وفي عام 1962 أوفدته وزارة التربية للالتحاق بالقسم الحر في كلية الفنون الجميلة في القاهرة، ونتيجة تفوقه وتميزه منحته الكلية بعد تخرجه جائزة مرسم الأقصر لعام 1965، وهي منحة تفرغ في الأقصر، مع صرف مكافأة رمزية، وتوفير أدوات الرسم اللازمة من خامات وألوان وأقمشة، وكانت أقامته بمرسم الشيخ علي عبدالرسول في البر الغربي من الأقصر.  وقد رسم الفنان عبدالله القصار، خلال تلك الفترة، مجموعة كبيرة من اللوحات المستوحاة من طبيعة مكان الأقصر، وقد شهدت له القاهرة بعد تفرغه معرضاً تشكيلياً، افتتحه السفير حمد الرجيب. هذا وقد تركت تجربة أقامته في الأقصر أثرا كبيرا في نفسه، مما انعكس على مسيرته التشكيلية، وخاصة في مرحلته الأخيرة التي عرفت بسماتها الفرعونية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى