صحوة «النفط الصخري» ستنحسر.. مجدداً
تزايدت الدلائل المبكرة على انحسار صحوة أعمال النفط الصخري مرة أخرى، بعد تلقيها ضربة موجعة جراء هبوط أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين، وقد يستمر هذا الانسحار لفترة من الزمن بحسب تقرير لموقع «أويل بريس».
ولتقييم التغير الذي سيطرأ على أعمال النفط في الولايات المتحدة، ستترقب الأسواق عن كثب بيانات منصات التنقيب، التي إذا استقرت خلال الفترة المقبلة أو اتجهت نحو الانخفاض قليلاً فسيمثل ذلك دعماً كبيراً لأسعار النفط.
وفي حال صحّت هذه التوقعات، فإنها ستدلل على أن أعمال النفط الصخري في الولايات المتحدة لا تقدر على النمو في ظل انخفاض الأسعار دون 45 دولاراً للبرميل.
وتعرف أعمال النفط الصخري عادة بـ «المنتج البديل» الجديد، الذي يشكل مصدراً للعرض يتجه صعوداً وهبوطاً في وقت قصير من أجل تحقيق التوازن في السوق.
ومن الممكن أن يختلف المحللون في مناقشاتهم، لكن إذا أظهرت البيانات، التي ستصدر على مدار الأسابيع القليلة المقبلة، تباطؤاً في أعمال النفط الصخري، فسيتأكد أن مستوى 45 دولاراً للبرميل هو الحاجز الأخير لدعمها.
وأشارت بيانات إدارة الطاقة الأميركية إلى أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي انخفض بمقدار 1000 ألف برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في الثالث والعشرين من يونيو، وهو أكبر انخفاض أسبوعي في عام.
وهناك بعض البيانات الأخرى التي يعلن عنها متأخراً، مثل تقرير الإدارة عن انخفاض إنتاج البلاد النفطي خلال شهر أبريل إلى 9.083 ملايين برميل يومياً من 9.107 ملايين برميل يومياً في مارس.
طموح مبالغ فيه
توقعت إدارة معلومات الطاقة ارتفاع الإنتاج الأميركي إلى 100 ملايين برميل يومياً بحلول العام المقبل من 9.3 ملايين برميل في بداية العام الجاري، لكن هذا الهدف ربما يصعب تحقيقه حال تعثرت مسيرة الانتعاش. علاوة على ذلك، فإن تباطؤ الإنتاج، وربما هبوطه، سيؤدي إلى تبديد الاعتقاد السائد بأن أعمال النفط الصخري بمقدورها مواصلة النمو حتى إذا هبطت الأسعار إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل.
وتباهت الشركات الأميركية كثيراً بهبوط أسعار التعادل، حتى إن البعض قال إن بمقدورها مواصلة تحقيق الأرباح حال هبطت الأسعار دون 30 دولاراً للبرميل، وربما يكون ذلك صحيحاً لكن بالنسبة إلى بعض الشركات الصغيرة فقط.
وتستنزف الآبار التقليدية بمعدل %55 سنوياً، بينما تنفد محتويات الآبار الصخرية بمعدل أكبر بكثير، ومن دون نشاط تنقيب قوي سينخفض الإنتاج الكلي للولايات المتحدة.
لذلك ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البيانات التي تدعم الأسعار عند 455 دولاراً للبرميل، حيث سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى مزيد من التوسع في نشاط التنقيب.
التحسن قادم والحذر مطلوب
بعد أسبوعين فقط من بدء رحلة هبوط النفط مؤخراً، بدأت السوق تستعيد قليلاً من الثقة التي بالطبع كانت نتاج التباطؤ المفاجئ الذي طرأ على إنتاج النفط الصخري.
وراهنت صناديق التحوط وغيرها من مديري الأموال بقوة على تسجيل العقود الآجلة للنفط أكبر هبوط لها خلال عام، لكن البيانات كشفت مؤخراً عن هدوء وتيرة تلك الرهانات.
يرى روب ثوميل العضو المنتدب لشركة Tortoise Capital Advisorss أن مخزونات النفط العالمية والأميركية في طريقها للانخفاض شهراً تلو الآخر، وهو ما يدعم أسعار النفط ويدعم أعمال القطاع بأكمله.
وفي حال ارتفع عدد منصات التنقيب عن النفط إلى جانب مستوى الإنتاج في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، فإن ذلك سينعكس سلباً على السوق مرة أخرى. (ارقام)