بعد التمديد لمجلس النواب اللبناني عاماً كاملاً، أصبح العهد الجديد أمام تحدي الإصلاح، وهو أمر يسعى السياسيون أيضاً إليه لتلميع صورتهم عشية انتخابات غير اعتيادية يفرضها اعتماد قانون النسبية للمرة الأولى. غير أن رئيس الجمهورية ميشال عون يجد نفسه أمام معضلة كبيرة، فهل يمكن قطع دابر الفساد من دون قطع الرؤوس في دولة يعتبر فيها الفساد «وباء بنيوياً» وليس طارئاً أو آنياً.
سلة الفضائح تبدأ بالكهرباء ولا تنتهي بالنفايات. أمّا المعضلة فهي أن «الرؤوس» تؤمن التغطية للفاسدين ومن رتبة وزير حتى رتبة حاجب في إدارة عامة يبيع الطوابع بضعفي سعرها.
هذه المسألة ستكون في صلب جدول أعمال لقاء الخميس مع القيادات السياسية في قصر بعبدا. والمؤكد من المعلومات المتداولة أن عون لن يقبل باستمرار الوضع على ما هو عليه، وما يتسرب من معلومات يشير إلى أن عون ورئيس الحكومة سعد الحريري متفقان على عناوين معينة تتعلق بإجراء إصلاحات في هيكلية الدولة. ورؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة سيكونون الخميس في قصر بعبدا. رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيشارك ويفتح صفحة جديدة مع عون في حين أنه وللمرة الأولى سيزور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعبدا في العهد الجديد.
رئيس الجمهورية قال إنه «لن يكون هناك وقت ضائع بل 66 سنوات من العمل، وقد دعوت رؤساء الأحزاب في الحكومة للقاء وبحث المشاريع المتأخرة وجدولة تنفيذها». كما أن هناك تأكيدات بأن عون سيكون حاسماً أمام رؤساء الأحزاب: إما الإصلاح أو الانفجار. والمثير أنه تسبق اللقاء جلسة مجلس الوزراء غداً للبحث في ملف الكهرباء، الذي يصفه الكثيرون بـ «أم الفضائح». التيار الوطني الحر يقول باستئجار بواخر لتوليد الطاقة والحليف «القوات اللبنانية» إذ يشتمّ رائحة ما من الصفقة يرى أن هذا ليس بالحل المناسب، وهلمجرا.
في سياق آخر، قال مرجع أمني لـ القبس إن الإنجاز الذي حققته الأجهزة الأمنية أخيراً بتوقيف أفراد خليتين تابعين لتنظيم داعش أنقذ البلاد من كارثة خلال شهر رمضان، وأكد «أن ملاحقة الإرهابيين مستمرة في كل لحظة»، مشيراً إلى أن توقيف الرئيس المدبر للخليتين عبد الله البريدي سيؤدي إلى الكشف عن خيوط مهمة جداً وتتعلق بالنشاطات الإرهابية. إلى ذلك، حال توقيف الأمن العام عضواً في تنظيم داعش دون تنفيذ عملية انتحارية تم إعداده نفسياً للقيام بها. والموقوف لبناني قدم البيعة للتنظيم عبر الإنترنت أمام القيادي «أبو أمينة السوري».
