لبنان: القبض على الرأس المدبر لخطة التفجيرات
ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على الرأس المدبر للخطة التي كانت ترمي لإحداث سلسلة من التفجيرات في عدد من المناطق اللبنانية خلال شهر رمضان المبارك. والموقوف هو من عائلة البريدي من بلدة عرسال، وكان يعمل في إطار خليتين تم توقيف أفرادهما منذ أسبوعين، واعترفا بأن الهدف من التفجيرات إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية.
في غضون ذلك، من كان يوصف بـ«شيخ الباطنية»، تيمناً بالمسلسل المصري الشهير، ويدعى سمير فوزي منذر، سقط قتيلاً برصاص دورية من استخبارات الجيش بعدما أطلق النار على الدورية لدى محاولتها توقيفه. ومنذر قتل في محلة «جورة القتيل» في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث كان يدير شبكات لترويج المخدرات ويفرض الخوات على السكان الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة.
مطلب ريفي
طالب الوزير السابق أشرف ريفي بـ«إسقاط (وليس استقالة) الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات من دون أن يكون فيها أي مرشح، وذلك حفاظاً على السيادية والاستقلالية وحفظاً للموضوعية». ورأى أنه مع النسبية «كمبدأ، ولكن الصيغة التي طرحت تمكن الدويلة (حزب الله) من أن تضع يدها على مجلس النواب، آخر المعاقل المتبقية».
وكان لبنان تحوّل إلى إحدى جمهوريات الموز، بعد أن انهالت شرطة مجلس النواب بالضرب على متظاهرين.. هكذا تم «الاحتفال» في ساحة النجمة بولادة قانون الانتخاب الجديد. الشيء الوحيد الذي لم يفعله السياسيون هو أنهم لم يطلقوا النار ابتهاجاً كما يفعل أزلامهم.
رئيس الجمهورية ميشال عون لاحظ أن القانون يطلق طبقة سياسية جديدة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يعرف كيف يغطي «مصيبة» التمديد بالبراعة اللغوية السياسية نفسها.
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي وصف القانون بـ«قانون جورج عدوان» (ضمناً يقصد.. قانون سمير جعجع) وصف الإنجاز بـ«البطولة» وكان هناك توزيع لـ«المغلي».
أما وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فيعد بـ«الاستحقاق الدستوري» الآخر، أي خطة الكهرباء المشكوك بها أصلاً وسط الحديث عن فساد معلن.
التهاني من باريس ومن بروكسل بـ«الطفل المعجزة». والطريف أن يفاخر عدد من السياسيين بأن قانون الانتخاب صناعة وطنية، وأمام النواب نحو عام لـ«تبييض صفحتهم»، ومن الآن بدأ الكلام عن الأرقام وعن الاحتمالات، وإن كان هناك من يعتقد أن الأمور لن تمضي في خط مستقيم.
أشهر للتفكير بالتحالفات التي بعضها سيكون سريالياً بكل معنى الكلمة. كيف يمكن للتيار الوطني الحر أن يكون حليفاً لـ«القوات اللبنانية» ولـ«حزب الله» في آن؟ وأين هو النائب وليد جنبلاط المتوجس من تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل إن في الشوف أو البقاع الغربي، مع الإشارة إلى أن الحريري الأب والحريري الابن درجا على تقديم المقعد الدرزي في بيروت، الذي يشغله النائب غازي العريضي، هدية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي..
الوجود الدرزي في بيروت محدود جداً، ولا سبيل أمام جنبلاط سوى إعادة المياه إلى مجاريها مع رئيس الحكومة، ومن دون أن يكون الوقت مبكراً للحديث عن التحالفات لأن المسألة شديدة التعقيد على المستوى السياسي كما على المستوى التقني، ناهيك عن المستوى الشعبي.
باسيل الذي طرح القانون تلو القانون لتأمين مقعد له من المقعدين في قضاء البترون يعتمد على الصوت التفضيلي في القضاء، بعدما عجز عن نقل المقعد الماروني في طربلس إلى البترون، وحيث عليه أن يواجه النائب بطرس حرب ومرشح «القوات اللبنانية» فادي سعد.
والمعروف أن قضاء البترون هو في القانون الجديد جزء من دائرة تضم الأقضية المسيحية الأربعة في الشمال اللبناني (زغرتا، بشري، الكورة، البترون) وتوجد في الدائرة أحزاب قوية (القوات اللبنانية، التيار الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الكتائب)، إضافة إلى شخصيات محورية، مثل النائبين سليمان فرنجية وبطرس حرب، وهو ما يجعل العملية الانتخابية في هذه الدائرة واحدة من أكثر العمليات إثارة.