إجماع لبناني على الستاتيكو السياسي والأمني
أي قرار ستتخذه ثلاثية القمم في السعودية حول «حزب الله»؟ وما موقف رئيس الحكمومة سعد الحريري عندما «يكتشف» أن حكومته تضم «إرهابيين» هما حسين الحاج حسن ومحمد فنيش؟
آخر قرار لواشنطن، وأعقبه قرار للرياض، قضى بتصنيف رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين إرهابياً، وصفي الدين هو ابن خالة الأمين العام للحزب، ويشبهه إلى حد بعيد (وحتى في اللثغة). ولكن حتى الآن لا قرار حول النواب والوزراء، بانتظار ما ستسفر عنه القمم. وكان لافتاً تصريح لعضو كتلة المستقبل، النائب عاطف مجدلاني، قال فيه «إن (حزب الله) يمثل فئة مهمة من الشعب اللبناني، ولا نقبل أن يتهم الحزب بالإرهابي». وأوضح أن تفاهماً حصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري حول من يمثل لبنان في لقاءات الرياض «ولا إشكالية في الموضوع».
وتطرّق مجدلاني إلى موضوع قانون الانتخاب، معتبراً «أن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي يعطي المجال حتى 19 يونيو، ولكن هناك صعوبة في الوصول إلى صيغة للقانون، ونحن مع التوافق على أي قانون».
الرهان الآن على دور سعودي في عدم إحراج الحريري، إذ إن لبنان، حالياً، هو في قلب التجاذبات (والاحتمالات) التي تعيشها المنطقة، مع اتجاه واضح إلى تصعيد المواجهة، ومن دون أن يتضح المسار الذي ستأخذه الحرائق.
الثابت أن القوى السياسية على اختلافها تدرك حساسية المرحلة، ولذلك فإن المواقف التي تصدر عن تلك القوى تشي بالرغبة في الحفاظ على الستاتيكو، لأن أي تفلت سياسي أو أمني مفاجئ لابد أن يفضي إلى ما لا تحمد عقباه.
وعلى هذا الأساس، ثمة اقتناع بأن الحريري، الذي على علاقة وطيدة مع السعودية، سيتمكن من إبقاء الوضع اللبناني بمنأى عن أي قرارات يمكن أن تفجر الوضع الداخلي.
في الكواليس، فإن «حزب الله»، الذي يربط بين إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني وبين الغارة الأميركية على قافلة للحرس الثوري قي سوريا بات يميل إلى الواقعية، وإلى حد الإقرار بأن ما يحدث على الساحة السورية، وفي إطار «لعبة الأمم»، يتجاوزه ويتجاوز إمكاناته.