المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

تقييم طلبة الجامعة لأساتذتهم

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تقييم طلبة الجامعة أساتذتهم، على برامج ومواقع التواصل الاجتماعي، وتعد عبارة «شلون دكتوري» أكثر ما يستخدم للاستفسار عن أي أستاذ جامعي، حيث يكتبها الطالب ويذكر الاسم الثنائي لمن يريد الاستعلام عنه؛ ليختار الأستاذ الأنسب في مقرره، وفقاً لتقييم زملائه.
ومن يتابع التقييمات، يلاحظ تنوع الأهداف الطلابية منها، فهناك من يبحثون عن الأستاذ الأسهل في منح الدرجات، وآخرون يريدون الأجود في تدريس المقررات، وغيرهم ممن يتمنون المتساهل في متابعة «الغيابات»، وغير ذلك.
وينقسم أغلب الأكاديميين حول تقييم أساتذة الجامعة على صفحات الإنترنت والمواقع والحسابات، بعضهم مؤيدون يرون أنه من حق الطلبة أن يعرفوا عن أساتذتهم أمورا مرتبطة بدراستهم، وهناك من يرفضون، لا سيما ذكر الأسماء علناً واحتمالية حدوث تجريح، مع عدم وجود موضوعية أو معايير واضحة ببعضها.

فوائد عدة
واعتبر أستاذ علوم المكتبات في جامعة الكويت د.هشام السرحان أن من حق كل طالب أن يعرف طريقة أستاذ المقرر الذي سيدرسه، لا سيما أن الأساتذة يختلفون في أمورٍ كثيرة، كطريقة تدريسهم وأسلوب شرحهم، وكيفية تعاملهم مع الطلبة.
وأكد السرحان لـ القبس أن التقييم يعد شيئاً إيجابياً، لكونه يمكن الطلبة من اختيار الأساتذة الأكثر مناسبة لهم، سواء بالشرح أو بالتفاعل أو الاختبارات أو غير ذلك، كما يتيح للأساتذة معرفة وجهات نظر الطلبة بهم بالجوانب التدريسية، في حال متابعتهم للتقييمات بالمواقع والبرامج.
وأفاد بأن كثيراً من المتتبعين للتقييمات، وجدوا أن كثيراً من الطلبة يبحثون عن الأستاذ المسمى بالمتسامِح أو المتساهل، سواء في المقررات أو الدرجات، رغم أن الأمر الصحيح يكون في بحثهم عن الأفضل تدريساً والأكثر التزاماً، حتى يستفيدوا من المقرر الذي سيدرسهم إياه، مبينا أنه رغم الفوائد والإيجابيات التي تحققها التقييمات الطلابية للأساتذة، سواء على وسائل التواصل أو غيرها، إلا أن ما ينقص بعضها هو وجود معايير علمية مناسبة.

الثقة بالنفس
من جانبها، قالت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت د.نعيمة الطاهر لـ القبس: بصفتي أحد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، فلا أجد أي مشكلة ولا أشعر بأي إزعاج من تقييم الطلبة شخصيتي أو تدريسي، لكوني واثقة من نفسي، رغم أهمية أن يكون التقييم وفقاً للنظام والآداب العامة، وأن يتحلى بالموضوعية اللازمة.
واعتبرت الطاهر أن من حق الطلبة أن يستفسروا عن طريقة الأساتذة، كأسلوب الشرح وطريقة التعامل وما شابه، لا سيما مع اختلاف كل أستاذ عن الآخر، فهناك من يشرحون وهم جالسون، وآخرون يشرحون وهم واقفون، وهناك من يشاركون الطلبة في شرحهم لجذب انتباههم، وبالتالي فإن الطالب يريد اختيار الأسلوب الذي يناسبه.
وبيّنت أن من يشاهد أسئلة الطلبة عن الأساتذة، يجد أن بحثهم لم يقتصر على الأستاذ الأسهل في منح الدرجات أو الأجود في تدريس المقررات، بل وصلت الحال ببعضهم إلى البحث عن مواصفات أخرى؛ كالأساتذة الذين يقدرون ظروفهم ويتواصلون معهم و«يتغشمرون وياهم»، وغير ذلك.
وأكدت أن كثيراً من الطلبة يبتعدون عن اختيار الأستاذ الذي يسمعون عنه أنه شديد في إعطاء الدرجات، لخشيتهم من انخفاض معدلهم، في حال أخذ مقررات لديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى