الكويت تقدم ورقة عمل حول مواجهة ظاهرة العزوف عن العمل الأمني
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/05/hesham-180.jpg)
أكد مدير عام الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية رئيس وفد الكويت في المؤتمر العربي السادس لرؤساء إدارات الرعاية الاجتماعية والصحية في الأجهزة الأمنية الذي انعقد في تونس أخيرا، العميد عادل الحشاش، أن الكويت تقدم مثالا يحتذى به في ترسيخ الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية لمنتسبيها قادة وضباطا وضباط صف وأفرادا ومدنيين.
وأوضح أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح يؤمن إيمانا راسخا بأن الدعم المتواصل لهذه الرعاية قاعدة ضرورية وأساس لا يمكن الاستغناء عنه لكي يقدم رجال الأمن أقصى ما في وسعهم من جهد وعطاء لخدمة أمن الوطن وأمان أبنائه. وأثني العميد الحشاش على التعاون العربي في هذه المجالات، مشيرا إلى أهمية إفساح المجال لمزيد من الجهود في مواجهة المستجدات على الساحة الإقليمية والعربية والدولية التي تلقي أعباء جساما على عاتق المؤسسات الأمنية العربية وأبنائها. وقدم الحشاش للمؤتمر ورقة عمل بعنوان «مواجهة ظاهرة العزوف عن العمل الأمني.. رؤية للأسباب والمعالجات»، تناول فيها أهمية البحث العلمي لمعرفة أسبابها، مشيرا إلى أن العمل الشرطي بطبيعته عمل مضن وشاق فهدفه هو تعقب المجرمين وملاحقة الخارجين عن القانون والتصدي للجريمة قبل وقوعها، والاهتمام بكافة المشاكل الأمنية التي تعترض المواطنين. وألمح إلى عدم تكافؤ المزايا المادية والمعنوية لرجل الشرطة مع ما تتضمنه طبيعة عمله من مخاطرة مستمرة وتضحيات، مما يؤدي بالضرورة إلى العزوف عن العمل الشرطي بالنظر إلى وجود مجالات عمل مجزية مادية أكثر ولا تنطوي على مخاطر مماثلة. وأضاف أن التركيبة السكانية لبعض المجتمعات تتكون من مواطنين ومقيمين بصورة غير قانونية تجعل بالضرورة صياغة صورة ذهنية إيجابية لرجل الشرطة عملية عسيرة بالنظر إلى اختلاف الثقافات تبعاً لذلك داخل المجتمع. كما تناول العميد عادل الحشاش أزمة الثقة بين المؤسسة الأمنية وبين أبناء المجتمع، فأبناء المجتمع يرون في رجال الشرطة أداة في يد السلطة التنفيذية، بينما يرى رجال الشرطة أنهم في خدمة الشعب من خلال عملهم لإقرار الأمن والاستقرار ورد الحقوق لأصحابها.. وأزمة الثقة تلك تلقي بظلالها على رغبة أبناء المجتمع في الالتحاق بالعمل الشرطي. وأضاف أن هناك أيضا اهتزازا لهيبة رجال الأمن وتصاعد الاعتداءات المتبادلة بين رجال الأمن والجمهور، وذلك لأسباب قانونية واجتماعية ونفسية وتنظيمية. وأعلن العميد عادل الحشاش في ختام ورقة العمل عن برنامج عملي يضم على عدة محاور تشمل: تعزيز العلاقات بين المؤسسة الأمنية ووسائل الإعلام، توثيق الروابط بين وزارة الداخلية وأبناء المجتمع، توعية الأسرة العربية بأهمية دور رجل الشرطة. وأكد أن ذلك ويتم ذلك من خلال: لجنة على مستوى عال تضم خبراء من وزارات الداخلية والإعلام والتربية ووسائل الإعلام الجماهيرية تضع توصياتها ويتم تفعيلها بعد إقرارها، زيادة الحوافز المادية والمعنوية لرجال الشرطة أمام الضغوط والمتاعب التي يتعرضون لها، تفعيل مهمة المؤسسات الاجتماعية ومنظمات العمل المدني في معالجة الأمراض الاجتماعية، بحث تطوير سياسة القبول في كليات الشرطة، من حيث أخذ العوامل النفسية والسلوكية في الاعتبار بصورة أكبر، إبعاد العناصر غير الصالحة عن العمل الشرطي. وبين أن تحقيق تلك الاستراتيجية بمختلف محاورها تعتبر ركيزة أساسية من ركائز دعم الصورة الذهنية لرجل الشرطة في عيون المجتمع.. وتأتي بالقطع في إطار الرعاية الاجتماعية والنفسية لرجال الأمن. وقد لاقت ورقة العمل التي تقدم بها وفد الكويت لوثيقة المؤتمر إشادة جماعية من المؤتمر لما تحتويه من نهج اجتماعي عالي المستوى للجهاز الأمني. وأوضح الأمين المساعد لمجلس وزراء الداخلية العرب اللواء أحمد الربعي، أن ورقة العمل استثنائية بحق وتستحق كل تقدير للجهد المبذول فيها وللنهج العلمي الذي اعتمدته. وأشار مدير عام الرعاية الصحية بوزارة الداخلية التونسية الدكتور احمد الغطاس إلى أن ورقة العمل تعد وثيقة هامة من وثائق المؤتمر. |