كرة القدم صناعة، وهي خاضعة للمتغيرات و التطوير بشكل مستمر، ويعد انقراض صانع الألعاب الكلاسيكي، حامل الرقم 10، من أهم الملامح التي نسيها عشاق الساحرة المستديرة بصورة كبيرة.
ويعود سبب اندثار هذا النوع من اللاعبين، إلى التطور الدفاعي الذي استطاع إيقاف هذا اللاعب عبر توظيف آخر مضاد يشغل مركز ارتكاز دفاعي، وظيفته مراقبته بشكل لصيق، مما سبب له العديد من المتاعب في المستطيل الأخضر.
بيد أن المدربين حول العالم توصلوا إلى فك شيفرة الخطة الدفاعية التي شلت حركة صاحب الرقم 10، من خلال مساعدته على إكتساب المهارات الكافية للتخلص من الرقابة، مثل السرعة والمراوغة، وأقرب مثال هما النجم البلجيكي ايدين هازارد و الأرجنتيني ديبالا.
وفي الكويت، ظهر لاعب أعاد للأذهان هذه الأسطورة القديمة، وأتقن نفس الأدوار، التي تتطلب دقة التمرير وصناعة الفرص للزملاء، والتحكم برتم الفريق، ولكن مع بعض التحسينات الضرورية، مثل السرعة في الحركة والمراوغة، ونقصد بالحديث هذا، النجم الصاعد مشعل فواز، لاعب فريق النصر المتألق هذا الموسم.
مشعل من مواليد 1998، وهو أحد أكتشافات المدرب القدير صالح الشريدة، وتدرب على يد عدد من المدربين المميزين مثل أحمد مدعث وراشد البوص، لكن المدرب الوطني ظاهر العدواني قدمه في سن صغير للشارع الرياضي، وتفجرت موهبته، ليقود فريقه للمنافسة على لقب دوري فيفا.
وساهم مشعل بالعديد من أهداف النصر هذا الموسم، إلى جانبه دخوله في سباق لقب هداف الدوري برصيد ٦ اهداف.
مشعل يجيد اللعب في المنطقة ما بين خطي الدفاع والوسط لدى الخصم، بالإضافة إلى قدرته على لعب دور صانع الألعاب المتأخر للتخلص من الرقابة، كما انه يدافع مع زملائه بنفس الجودة الهجومية.
وتدرج مشعل في الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، ونال العديد من الإشادات سواء على النطاق المحلي او الإقليمي، وقد يحصل على فرصة للاحتراف الخارجي لا سيما وأنه لا يزال لاعبا صغيرا و أبواب المستقبل مفتوحة أمامه.
