«الجهراء» أول محمية في الكويت تحوي حياة فطرية كاملة في المياه العذبة
تعول الهيئة العامة للبيئة كثيرا على محمية الجهراء في حملتها الخاصة بنشر الوعي البيئي، اذ تهدف من وراء افتتاح المحمية أمام الجمهور الى اطلاعهم على الحياة الفطرية في الكويت في حال تمت المحافظة على البيئة البرية وحمايتها.
ومن المقرر ان تفتتح الهيئة المحمية نهاية العام الحالي بعد انتهاء كل التحضيرات والاجراءات الخاصة بذلك في شهر اكتوبر المقبل وفق اعلان المدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الاحمد صباح أمس خلال جولة في المحمية تم خلالها تسليط الضوء على وجود اول تنوع احيائي للأراضي الرطبة في الكويت والتي تضم اسماكا وطيورا ونباتات وحيوانات وكائنات دقيقة في دورة كاملة للحياة الفطرية بعد جهود حثيثة وحماية ومتابعة دورية.
وقال الشيخ عبدالله الاحمد، في تصريح صحافي على هامش الجولة التي شاركت فيها مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية د.سميرة السيد عمر، ان الهيئة تقوم بإعداد دراسات خاصة لمكونات المحمية بالتعاون مع الجهات العلمية مختلفة بالدولة للمحافظة عليها، لافتا الى ان المساحة تبلغ 18 الف كيلومتر مربع والتي رصدت فيها كائنات المياه العذبة كالاسماك والعوالق النباتية والحيوانية والطحالب والرخويات والبرمائيات وغيرها.
واشار الى ان الأراضي الرطبة تكونت من مصادر مائية متعددة تغذي المحمية وتكونت فيها حياة فطرية كاملة، مبينا ان هذه المحمية وجدت بعد عناية وتزويدها بالمياه من محطات المعالجة ومحطات توليد الطاقة ما ساهم في ايجاد نظام ايكيولوجي في المنطقة.
وأوضح أن هناك فريق عمل مختصا من الهيئة قام بعمل مسوحات ميدانية خلال العامين الماضيين وتم الكشف عن أنظمة بيئية مختلفة بالمحمية التي تحوي تنوعا احيائيا فريدا، مشيرا الى ان الأراضي الرطبة تعد من أهم مناطق للتنوع البيولوجي في العالم كونها توفر الموائل الأساسية لأنواع عديدة من الكائنات. وأوضح ان الهيئة تعمل على استحداث مركز علمي خاص بالدراسات والأبحاث والكائنات الحية المتواجدة بالمحمية، مبينا انه تم رصد اسماك لأول مرة في الكويت وبالتحديد في المحمية وهي سمكة البلطي الازرق التي لها أهمية اقتصادية من حيث الاستزراع عالميا وهي تعيش بالمياه العذبة.
وافاد بأن المحمية تعد معبرا للطيور المهاجرة حيث تم رصد اكثر من 280 طائرا مهاجرا من قبل جمعيات النفع العام والمؤسسات البحثية المتخصصة، متمنيا ان تحذو الجهات التي تدير باقي المحميات الاخرى حذو الهيئة في هذا الشأن.
واعلن افتتاح المحمية رسميا للجمهور نهاية العام الحالي، مبينا سبب التأخر في افتتاح المحمية هو القيام بالترتيبات والإجراءات اللازمة لحماية البقع الرطبة بالمحمية والتي تعد الأولى من نوعها في البلاد.
وأفاد بأنه سيتم حاليا إعداد دراسة دقيقة جدا المحمية لتحديد أماكن خاصة للزائرين في المحمية، مؤكدا بذل جهود كبيرة لتوفير الخدمات للجمهور للاستفادة منها على ان تنتهي أكتوبر المقبل وبعدها الافتتاح.
وأعرب عن امله في تحويل المناطق النفطية إلى محميات طبيعية، خصوصا أنها متوزعة على مختلف مناطق البلاد ولا توجد فيها أنشطة بشرية وهناك امكانية لاستغلالها، مبينا ان سعة باقي المحميات 10% وهناك طموحات لتوسعتها لتكون 25%. بدورها، اشادت مديرة معهد الكويت للابحاث العلمية د.سميرة السيد عمر بجهود هيئة البيئة في حماية الموارد الطبيعية والتنوع الاحيائية وتنمية جيل من المتخصصين في دراسة هذه المواقع ومراقبتها وعمل برامج لحماية وادارة المحمية.
وقالت ان محمية الجهراء تعتبر من المناطق الرطبة التي تجلب الكثير من الطيور المهاجرة، وكانت تعاني بشدة في السابق، وتمت معالجة المشاكل مثل السيول والحرائق التي مثلت عائقا امام تطويرها.
وأكدت على ان المناطق الرطبة مهمة في الكويت، فلدينا ما يقارب مساحة 325 كيلومترا من السواحل التي تشمل الجزر، وتختلف المناطق في طبيعة البيئة والموائل الطبيعية الجاذبة للطيور.
ولفتت الى ان المسطحات المائية المنخفضة تجذب الطيور من الشمال والجنوب خلال مواسم مختلفة، مما أدى الى تكون سلسة غذائية ممتازة في البحيرة، حيث نجد الآن وفي آخر المراحل وجود الاسماك والطيور والكائنات الفطرية والنباتية وهذا يساهم في حماية الثروة السمكية لما لها من ضرورة بتوفير التغذية للمواطنين.
وبينت ان التصنيف العالمي للمحميات تتدخل فيه كل محميات الكويت، لافتة الى ان معهد الكويت للابحاث العلمية بدأ جهوده في دراسة الموارد الطبيعية وانشاء المحميات منذ العام 1981، كان التركيز في موقع صباح الاحمد و تخصيصه لما فيه من تنوع في الفئات والتضاريس المختلفة، من نباتات و حيوانات و طيور، حيث تم انشاء محمية صباح الاحمد تحت رعاية وتنظيم المركز التطوعي برئاسة الشيخة امثال الاحمد.
وكذلك محمية كبد التي انشأها معهد الكويت للابحاث العلمية في العام 1975، وهي تشمل العرفج التي كانت معرضة للاندثار، وقام المعهد بحماية 40 كيلومترا في انشاء هذه المحمية.
وتابعت انه تم تسلم محمية اللياح حديثا بجهود كبيرة من مجلس الوزراء مع معهد الابحاث لإعادة تأهيل الاراضي المدمرة نتيجة استخدام الدراكيل والصلبوخ في البناء.
وفي محاضرة عن النظام البيئي في الاراضي الرطبة، تحدث د.عبدالله زيدان مدير ادارة المحافظة على التنوع الاحيائي في الهيئة عن التنوع البيولوجي في الاراضي الرطبة، لافتا الى ان الهيئة وبالتعاون مع الجهات العلمية المعنية بالدولة قامت بدراسة الضفاف لسهولة جمع العينات منها وصولا الى ايجاد اول نظام بيئي متكامل للاراضي الرطبة بالمياه العذبة (المياه العذب).
ولفت الى رصد عوالق خاصة ببيئة المياه العذبة في دورة تكاثرية في العوالق الحيوانية والنباتية والاسماك والضفادع والخنافس والصدفيات. وأوضح انه تم رصد أسماك في المياه العذبة منها البلطي التي تقوم الهيئة بتربيتها في مختبراتها حاليا.