رساله لكل معلم شريف
بقلم / أ.بليغ بدوي
التعليم هو أيقونة تقدم الدول و سر تفوقها علي سائر الأمم، فسر تقدم اليابان هو التعليم، و مفتاح تقدم سنغافوره هو التعليم ، و أساس النقلة النوعية لإقتصاد الهند و تفوقها التكنولوجي كان التعليم. التعليم سلاح الأمم للتغلب علي معوقات الواقع و تحديات المستقبل، بالتعليم ننتج الطبيب و المهندس و المحاسب و الضابط و باقي التخصصات التي تخدم المواطن و المجتمع و التي تسهم في تحقيق الرفاهية و التقدم المنشود.
المعلم هو حجر الزاوية الذي يقع علي عاتقه مسئولية التعليم و هو الذي يدير عملية التعلم، فالمعلم الجيد يقود الي التعلم الجيد و الي جودة المنتج التعليمي ألا و هو الطالب. المعلم يحتاج الي اهتمام خاص من الدولة و المجتمع فهو أساس النهضة و التطور و أداة الدولة في تحقيق خططها التنموية، فلا تقدم بدون تعليم ، و لا تعليم بدون معلم. في الوقت ذاته يحتاج المعلم أن يطور نفسه ذاتيا بالإطلاع و الإستنارة بكل تطورات الحاضر في كل المجالات، و ان يكون علي وعي و إدراك كامل بالمستجدات و أن يكون مخلصا للوطن مؤيدا لرؤية الدولة حول التطوير و التطور لعملية إدارة التعليم و التعلم ، و ان يسعي جاهدا لتحقيق تلك الرؤية عن اقتناع و وعي و فهم.
نشر الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو قصة قصيرة يقول فيها: كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكفّ عن مضايقته، وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم، ومزقها إلى قطع صغيرة، وقدمها لابنه، وطلب منه إعادة تجميع الخريطة، ثم عاد لقراءة صحيفته ظاناً أن الطفل سيبقى مشغولاً بقية اليوم، إلا إنه لم تمر خمس عشرة دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة، فتساءل الأب مذهولاً: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟! رد الطفل قائلاً: لا؛ لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم. عبارة عفوية، ولكنها كانت جميلة وذات معنى عميق – عندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم…
لذا علي كل معلم شريف أن يهتم ببناء التلاميذ أخلاقيا و علميا …فلا ينفع العلم بدون أخلاق و سلوك حميد…فمعظم الفاسدين يحملون شهادات علمية و لكنهم لا يتمتعون بالخلق الحميد الذي يمنعهم من الأكاذيب و الإفتراءات و النصب و استباحة حقوق الآخرين….لا بارك الله فيمن لا يؤصل الخير و الأخلاق و الحب في نفوس النشء