المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

تمسك بها … فإنها من أفضل ما يتقرب بها العبد إلى الله

بقلم / فيصل بن فراج بن زيد آل فراج

صلة الرحم ….. ما أروعها من عبارة تحمل بين حروفها كل معاني الإنسانية والرحمة والإحســان وجمــال الروح بين من يلتزم بها ويعمل على وصلها وبين من يصلهم وجوبا لما أمرنا الله تعالى في قوله العزيز ” وَأُولُو الأَرحـــامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ” آية 75 سورة الأنفال
فهي أساس لزيادة البركة في الرزق والوقت والعمل والصحة والعمر وهي الجســـر المتين الذي يحمـــل قوة الجـــانب الاجتماعي المترابط ويغرس الإنسانية في نفوس من يتحلون بروح صلة الأرحام فترفع عنهم مكـــائد الحياة وعقبـــات الأيام فتحيا نفوســــهم راضية مطمئنة سعيدة بهذا الوصل … أليس يكفي أن الله يصل من وصــلها ويقطـع من قطعها ؟! فعلى أي مرحــــلة تـقف أنت الآن أمام الله ؟ موصول بسبب وصلها أم مقطوع بسبب قطعهـــــا ؟ يقــــول النبي صلى الله عليه وسلم ” مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ”
فصلة الرحم تعني لغة البر والإحسان وكلمة الرحم محددة تعني ما يحمله رحم الأم كموضع لاستقرار الجنين ويعني الموضع مدى القرابة والتلازم بين الجنين لبطن أمه وبذلك فإن صلة الأرحام تبدأ بالأقارب من الأب والأم وإن بعدوا فكلما اقتربت القرابة اشتدت ووجبت وتأكدت صلتها وتكون صلة الأرحام ببرهم والتواصل معهم والسؤال عنهم ومشاركتهم الأفراح والأحـــــزان وأوقات اليسر والعسر ولا تقتصر صلة الرحم في محياهم فقط فهناك من يصل رحم أمه حتى بعد موتها وفراقها كأن يواصل تقديم الدعاء لها أو يباشر صدقاتها كما كانت تفعل في محياها وذلك أثر عظيم يدل على أن الرحم موصول حتى بعد الموت ….عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه سلم :- ” نمت فرأيتنى فى الجنة ، فسمعت صوت قارئ يقرأ ، فقلت من هذا ؟ قالوا : هذا حارثة بن النعمان . فقال لها رســـول الله – صلى الله عليه وسلم :- كذاك البر ، كذاك البر ، وكان أبر الناس بأمه ”
ولما نتعجب فهذا ديننا وهذه وصية نبينا صلى الله عليه وسلم لنا بأن نصل أرحامـــنا فما بالكم بدرجــة الــرحم الأولى التي تتمثل في الأب والأم فقد جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال جِئتُ أُبَــايِعُك علَى الهِجـــرةِ وتركتُ أبويَّ يبكِيانِ فقــال : ” ارجِع إليهِما فأضْحِكْهُما كما أبكيْتَهُما ”

فهل نقف مع أنفسنا وقفة بعد تدبرنا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل لنتدبر و يا أسفا على ما نراه الآن فمنا مــــن يقطع رحمه ومنا من يهجر والديه ومنا من يجعل الميراث والمال حاجزا مدى الحياة أمام أخواته واخوانه فهل نرجع ونتذكر صلة الأرحام ؟ وهل ترق القلوب وتتراحم فيما بينها كما أمرنا ربنا عز وجل ؟
فعلينا جميعا أن ندرك أهمية وصل الأرحام وأن نتمسك به فهو أفضل ما يتقــرب بها العبد إلى الله من الأعمال كما أن صلة الرحم من الأعمال التي تكون سببا في كثرة النعم ودفع البلاء والنقم وإكرام الفرد بحســن الخاتمــة وهي وســـيلة لزيادة الود والتراحم والتآخي بين الأفراد والأسرة والعائلة ثم وصولا بالمجتمع ككل .
فلا تبخلوا على أنفسكم وعلى أرحامكم بالزيارات بحجة ما يسمى بالتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاركوهم مناسباتهم وردوا الأذى عنهم وتفقدوا أحوالهم وعاونوا فقيرهم ومريضهم ولا تعاندوا أنفسكم وتكابروا في الإصرار على الخصــــومات ولو رأيتم متخاصمين فكونوا عونا للإصلاح ذات بينهم فلا تتركوا التخاصم والبعد يأكل في عقولنا ويوســوس لها كمـــا تأكـــل الأرض الأجساد يوم لا عودة ولا مفر إلا دعاء أهل الرحم لك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى