المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

تأملات

بقلم : طارق محمود هلال

تعددت الدراسات والتفسيرات العلمية واللغوية والإبداعية والفكرية في آيات القران الكريم ومن هذه الدراسات ما توقفت عنده في سورة الكهف متأملا تصاريف الله عز وجل التي وجدت فيها من الشواهد والبلاغة ودلائل القدرة الالهيه التي تجلت في هذه السورة العظيمه وفي تصرفات الله في حال اصحاب الكهف اضافة الى تنوع السياق القراني فيها, ومن هذه الموسوعة العلمية المتكاملة قوله تعالى ( فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) وقد فسر العلماء واهل العلم ان الصوت الخارجي من المؤثرات التي تساهم في الايقاظ , ومعنى الضرب هنا هو تعطيل حاسة السمع والاجهزة المحلقة بها وقد ثبت ان هذا لايحدث الا من خلال العصب القحفي ذلك لأن السمع من الحواس التي لا تتوقف عن العمل في اليقظة او في المنام , وقوله تعالى فضربنا بدلا من ضربنا هو اكثر شمولية توضح توقف كافة المحفزات الخاصة بالانسان وادخاله في حالة من التخدير والنوم العميق , ومن المعجزات التي وردت في هذه السورة العظيمه كيف بقيت اجسادهم دون تحلل او تعفن فترة نومهم التي استمرت لثلاثمائة وتسعه اعوام كما يحصل في حالة الاموات فقد اثبتت البحوث العلميه ان الله عز وجل جعل اعضائهم تعمل بأدنى مستوى من استهلاك الطاقه لتثبت حرارة اجسادهم ومنع عنهم المحفزات الداخلية التي توقظ النائم مثل الجوع والعطش او حتى الاحلام والكوابيس المزعجه . ومن الحكم الالهيه ان الله اماتهم ثلاثمائة وتسعة أعوام ولكن جعل الارتباط بين الروح والجسد متصلان بحيث يبقى القلب في حالة عمل وبذلك تستمر الدورة الدمويه بدون توقف , وليكتمل اتقان الله عز وجل الذي قال ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) سبحانه وتعالى والتي تجلت في امره لأجسادهم في حركاتها ذات اليمين وذات الشمال حتى يحفظها الله من تقرحات الفراش والجلطات الدمويه التي تؤدي في اغلب الاحيان الى الوفاة وهذا ما ثبت علميا في حالة المرضى المقعدين عن الحركة , وليكتمل هذه الاعجاز الالهي في دورة الحياة بين النهار والليل فكانت الشمس اذا اشرقت تميل عنهم ذات اليمين واذا غربت تميل عنهم ذات الشمال لتكون الحرارة التي تصلهم بمقدار معتدل حتى تمد اجسامهم بفيتامين (د) الذي يساعد اجسادهم على البقاء في حالة متعافية محمية من التلف والتعفن , ثم القي في قلوب من يرونهم الرعب والخوف حتى يحفظ سرهم وتبعد عنهم المؤثرات الخارجية ولتكتمل رسالته سبحانه وتعالى التي اراد . يقول الله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) سبحانه وتعالى احسن الخالقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى