والدتي (أمل) يحفظها الله ويمتعها بالصحة والعافية ويبقيها لنا ذخرا علمتني أمورًا كثيرة منها ما أكسبتني الفوائد الجمة رحمتني من الكثير من المخاطر والصعوبات وسهلت لي حياتي الصعبة. لقد كانت والدتي في تربيتها لنا كمدرسة من مدارس التربية والأخلاق، كانت معاملتها لنا تراثا ومبادئ وأهداف وهو أثمن ما تقدمه مؤسسة تعليمية لطلابها وطالباتها. والواقع أن ما تعلمته من والدتي أمور كثيرة ربما أذكر بعضها وأهمها.
كانت تقول لي:” لا تخافي من شيء أو أحد إلا من خالقك عز وجل، فليس على الأرض أناس يخيفون، بل هؤلاء الناس هم أنفسهم يخافون من بعضهم البعض، لذا كوني جريئة في التعامل مع الآخرين وخاصة أولئك الذين يحاولون الإساءة لك. وكانت تقول : متعها الله بالصحة:” لا تذهبي إلى زيارة أو مناسبة دون أن تكون معك أولًا دعوة من الجهة الداعية وعليك أن تحملي معك هدية فاليدان الفارغتان تعني البخل. ولا تستمعي لأي أحد ينقل لك كلاما لأن هذا الشخص سينقل عنك كلاما للأخرين. وأخبرتني أن أحتفظ بالقرش الأبيض لليوم الأسود.
وعلمتني أمي أن أكون صريحة مع الجميع ولا أجامل على صحتي وراحتي ومصلحتي، وأن أقف مع الحق ولا أتنازل عن حق من حقوقي وحقوق أبنائي. وأن أستخدم شعرة معاوية بيني وبين من حولي إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها أشدها. وأكدت على أن أحتفظ بابتسامتي على وجهي فهي بجانب أنها صدقة هي أيضا تجذب المسرات إلى القلوب.
كما علمتني ألا أبخل على أحد محتاج مما أملك، وأن أساعد الفقراء والمساكين، وأن أتطوع في الأعمال الخيرية والإنسانية وألا أترك بطنا جائعا و لا جسدًا عاريًا ولا عقلا خاويا.
أخيرا، علمتني والدتي أن كل ما نقدمه في حياتنا من أعمال خيرية وإنسانية وتطوعية ستحسب لنا في ميزان حسناتنا يوم الحساب.
