قطاف الزيتون فرصة عمل للاجئين السوريين في الأردن
المصدر /البيان
يشكل موسم قطاف الزيتون، فرصة للاجئين السوريين، الذين يبحثون عن عمل، ورغم أن هذا النوع من العمل، يعد مرهقاً وشاقاً، إلا أن ما يوفره من أجر، أفضل من الأعمال الأخرى، خصوصاً في المجال الزراعي. قطاف الزيتون مرهون بفترة محددة من السنة، وبعد الانتهاء من عصر الزيتون، أو فرزه وإرساله إلى الأسواق، تعود الأسر السورية للعمل في القطاع الزراعي بالمجالات المختلفة.
خالد أكرم (18 عاماً)، وهو طالب توجيهي، بالعادة يأخذ أكثر من يوم من المدرسة إجازة، من أجل العمل في هذا الموسم، فهو يحتاج للمبالغ المالية من أجل متابعة الدروس الخصوصية، وبين الغياب والحضور، يعمل على جمع هذه المبالغ، ليواصل دراسته، لعله يصل إلى حلمه، خالد ليس الوحيد في المزرعة الذي يمر في مرحلة دراسية حساسة وحاسمة، وإنما تمتلئ المزرعة بالطلاب الذين في مثل عمره، فجميعهم يسعى للحصول على معدل عالٍ في شهادة الثانوية العامة.
يقول خالد أكرم: «منذ ساعات الفجر الأولى أستيقظ، وأعود عصراً، وأتوجه إلى خارج مخيم الزعتري، إلى محافظة المفرق، وهي محافظة مليئة بالأراضي الزراعية، والأقرب إلى المخيم، وعبر باص يتجمع به الراغبون في العمل، تبدأ رحلة الزيتون». ويضيف: «إن والدي متوفى، وأمي لا تعمل، والحال المادية صعبة بالنسبة لنا، ومنذ سنوات أعمل في مجالات مختلفة، لمساعدة أمي في الإنفاق على المنزل، وهذا العمل بالنسبة لي مهم، كون فرص العمل قلّت بشكل كبير بعد الجائحة، نحصل في نهاية اليوم على 10 دنانير، وهو مبلغ نجمعه للحصول على الحصص الدراسية، قطاف الزيتون ليس بالأمر السهل، ولكنه المتاح لنا للعمل، نعاني من الغبار والأذى الذي يلحق الجهاز التنفسي والعيون، وكذلك ألم في الظهر، فالشجر موجود، ولا سلالم موجودة».
تحسين الدخل
أما نصر الحريري، الذي يشارك في هذا القطاف، يعلق قائلاً: «أغلب الذين يشاركون في هذا العمل، إما الطلبة أو العائلات بمجملها، تخرج من الفجر بحثاً عن الرزق، في الحقيقة، أوضاع العائلات السورية أصبحت أصعب، نتيجة انقطاع المساعدات من قبل المفوضية عن عدد كبير منا، ولم يعد أمامنا خيارات إلا العمل، حتى لو كان شاقاً أو متعباً، وبعد الانتهاء من هذا الموسم، في الأغلب تستمر العائلات في البحث في المجالات الزراعية الأخرى، من قطاف البندورة وتعبئتها». وتابع قائلاً: «إن ما يميز قطاف الزيتون، هو التعاون، ووجود الجو العائلي، ومحاولة إتمام هذه المهمة بنجاح، وأصحاب الأراضي متعاونون معنا، ونشعر أننا أسرة واحدة، نشاركهم في هذه الفرحة، فالزيتون يأخذ وقتاً في قطافه، ومن ثم تصنيفه وتوزيعه، وفي هذا العام، يعد حمل الشجر ليس بكثير، كما كان في العام السابق، وبالتالي، فإن سعر الزيتون يكون مرتفعاً، ومن الممكن أن تحصل العائلات بدلاً عن جهدها في القطاف، على تنكة زيت زيتون، وهو أمر مهم، ويلبي حاجة العديد من الأسر، فهذا الزيت أساسي في طعامنا وموائدنا».