محمد بن زايد: الإمارات تجدد تأكيدها المساهمة في بناء عالم خالٍ من شلل الأطفال
المصدر /البيان
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن الإمارات تجدد تأكيدها على المساهمة في بناء عالم خالٍ من شلل الأطفال وأكثر أماناً وصحة. وأثنى سموه على شجاعة وتفاني العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لمكافحة شلل الأطفال.
وقال سموه في «تدوينة» على حسابه الرسمي في «تويتر»: بفضل شجاعة وتفاني العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، حقق العالم تقدماً كبيراً في مكافحة شلل الأطفال.. وفي اليوم العالمي لشلل الأطفال وبالتعاون مع شركائنا العالميين، نجدد تأكيدنا على المساهمة في بناء عالم خالٍ من شلل الأطفال وأكثر أماناً وصحة».
جهود متواصلة
وتُولي دولة الإمارات أهمية قصوى للقضاء على مرض شلل الأطفال في العالم، وتواصل سعيها الدؤوب بدعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لبناء شراكات إقليمية ودولية فاعلة، لمواجهة مختلف التحديات الإنسانية، التي تواجه البشرية، وفي مقدمتها تخليص البشرية من شلل الأطفال بصورة نهائية، وتعزيز الجهود الرامية لدعم برامج الرعاية الصحية في جمهورية باكستان الإسلامية، والحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية، التي يعانيها الأطفال في المناطق المنكوبة، وهي دليل على الالتزام بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة وتطوير برامج التنمية البشرية وتأمين الحياة الكريمة للإنسان.
وجاءت مبادرة حملة الإمارات للتطعيم ضمن المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، والتي اتخذت شعار «الصحة للجميع.. مستقبل أفضل» لتنفيذ خطط التمنيع ودعم المبادرة العالمية، التي أقرتها الجمعية العامة للصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ودعم خطة الطوارئ الوطنية، التي أطلقتها الحكومة الباكستانية للقضاء على فيروس شلل الأطفال، ومنذ يونيو عام 2014 قدمت الحملة أكثر من 583 مليون جرعة لقاح ضد شلل الأطفال في باكستان، استفاد منها أكثر من 100 مليون طفل باكستاني.
وتحظى حملة الإمارات للتطعيم بدور استثنائي وأهمية خاصة في جهود القضاء على الوباء نهائياً، حيث يعد نجاح حملة الإمارات للتطعيم مؤشراً إيجابياً للحد من انتشار الفيروس ليس على مستوى جمهورية باكستان، ولكن على مستوى العالم، حيث تؤكد الحملة أن الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة فعّالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة، كما تؤكد الدور القيادي لدول الإمارات في دعم الجهود الدولية وبرامج هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية لحماية المجتمعات من الأمراض والأوبئة، والحد من تأثير الأزمات والكوارث عليها.
تبرعات
وقدمت دولة الإمارات منذ عام 2011 تبرعات سخية لتحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل لدعم الجهود الدولية والصحية، من أجل شراء وتسليم لقاحات حيوية لإنقاذ حياة أطفال أفغان وباكستانيين، وتحقيق الوقاية من المرض طوال العمر، وأسفرت هذه الشراكة عن تحصين نحو 5 ملايين طفل في أفغانستان ضد ستة أمراض مميتة، كما ساعدت هذه الشراكة العاملين لدى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) على إيصال لقاحات شلل الأطفال الفموية إلى 35 مليون طفل في أفغانستان وباكستان.
وأدت جائحة «كوفيد 19» إلى تعطيل كبير في الجهود المبذولـة لمكافحة الأمراض التي يمكن الوقـاية منها من فرص الحصول على وسائل العلاج واللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال، فمنذ يوليو 2020 وإلى جانب تعطـل التمنيع الروتيني لأكثر من 60 حملـة في أكثر من 30 دولة، ما أدى إلى زيادة انتقال فيروس شلل الأطفال.
واتخذت الحكومات قرارات استئناف أنشطة التطعيم ضد شلل الأطفال، باستخدام الإرشادات الاستراتيجية للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وتم تنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال وانتشـارها، ففي فبراير 2020 تم تنفيذ حملات التطعيم في أفغانستان وأنجولا وبنين وبوركينافاسو والكاميرون، وفي يوليو 2020 تم تنفيذ حملات أخرى للتطعيم في أكثر من 23 دولة في أفريقيا وآسيا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية استأنفت أفغانستان التطعيم ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل في جميع أنحاء أفغانستان اعتباراً من 8 أكتوبر الجاري، ورحبت المنظمة واليونيسيف بقرار قيادة طالبان الداعم لاستئناف التطعيم ضد شلل الأطفال، والتي توقفت منذ أكثر من ثلاث سنوات للوصول إلى جميع الأطفال في أفغانستان، بما في ذلك أكثر من 3.3 ملايين طفل في بعض أجزاء البلاد الذين ظلوا في السابق غير قادرين على الوصول إلى حملات التطعيم، كما تم الاتفاق على حملة ثانية للتلقيح ضد شلل الأطفال في جميع أنحاء البلاد، وستتزامن مع الحملة الباكستانية الخاصة بشلل الأطفال المخطط لها في ديسمبر.
مبادرة
حققت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال منذ عام 1988 نجاحاً كبيراً وخفض معدلات الإصابة بالمرض بنسبة 99%، حيث كان المرض يصيب أكثر من 1000 طفل دون الخامسة يومياً في جميع أنحاء العالم، ومنذ ذلك الحين، تم تحصين أكثر من 2.5 مليار طفل ضد شلل الأطفال بفضل تعاون أكثر من 200 دولة و20 مليون متطوع، مدعومين باستثمار دولي يزيد على 11 مليار دولار، لا يوجد فيروس شلل الأطفال حالياً إلا في 3 دول فقط، وانخفض عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في العالم بنسبة 99.9%.