المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

«الواسطة» و«المزاجية» وراء تدني المكانة العلمية

يعد أساتذة الجامعة من نخبة المجتمع. بيد أن عددا منهم يعاني مشاكل كثيرة تعترض مسيرتهم العلمية وتعسر عليهم إنجازات يأملون القيام بها، مما أدى إلى شعور بعضهم بالإحباط حتى فضلوا الاكتفاء بأداء عملهم كأي وظيفة أخرى، وعطلوا قدراتهم الإبداعية في بعض الأحيان، وذلك لعدة أسباب، منها استخدام الواسطة في الترقيات، وقلة المكافآت المالية المجزية، بالإضافة إلى شعور بعضهم بوجود نظرة مجتمعية سلبية تجاههم.
ورأى بعضهم أن تلك النظرة تكونت جراء البلبلة التي أحدثتها مشاكل الشهادات الوهمية والأبحاث المسروقة وتعميم الأخطاء التي يرتكبها بعض الأساتذة على أعضاء هيئة التدريس ككل.
وامتدت تلك النظرة إلى علاقة بعض الأساتذة بطلبتهم، مما أدى إلى احتقانها إلى حدّ عزم بعض الأساتذة مقاضاة طلبتهم المسيئين، والشكاوى الطلابية المقدمة لعمداء الكليات ضد بعض الأساتذة، حتى وصل الأمر إلى الاعتداء بالضرب على أحد المدرسين.
وقال أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. خضر البارون لـ القبس إن هناك عوامل كثيرة أدت إلى زعزعة صورة الأساتذة في نظر المجتمع، ذلك كقبول بعضهم بالواسطات، وكون الحصول على الشهادة أصبح أمراً سهلاً، خصوصاً أن هناك تزويراً وشهادات تشترى بالأموال.
وأضاف البارون أن الدولة «أصبحت لا ترعى الأساتذة ولا تولي اهتماما بمكانتهم العلمية»، لذلك نجد الموظفين في وزارة النفط يتقاضون رواتب أكثر من الأساتذة وكذلك القضاة ممن لا يحملون شهادات عليا، بل ترقوا في السلم الوظيفي.
وقال إن عدم المساواة بين الأساتذة وبعض التخصصات الأخرى يسبب إحباطاً لهم. لذا، فبعضهم لا يؤدي عمله بالطريقة المنشودة، كما أن نظام الترقي بالجامعة وتوزيع المناصب محبط، ويخضع للمزاجية والواسطات وليس السيرة الذاتية للأساتذة.

شروط غريبة
بدوره، لفت أستاذ التمويل والمنشآت المالية بكلية العلوم الإدارية د. سليمان الجسار إلى وجود مزاجية في الترقيات وتضييق على الأساتذة بفرض شروط غريبة للترقي، حيث تترك فجوة لمنفعة أفراد من دون غيرهم.
وذكر أن واضعي تلك الشروط ترقوا إلى الأستاذية بشروط أسهل، ولو طبق عليهم ما وضعوه على غيرهم لما ترقوا، كما لم تأخذ الإدارة الجامعية برأي الأساتذة حينما وضعت تلك الشروط.
وأوضح الجسار أنه لا داعي من تحكيم الأبحاث المنشورة والمحكمة مسبقاً في لجنة الترقيات، ولكن التحكيم من قبل اللجنة يأتي لتعطيل ترقيات بعض الأساتذة، وهذا شيء معيب ولا توجد جامعة تقوم بذلك.
وبيّن أن الطعن بالأمانة العلمية هي أعظم وأخطر جريمة قد تحدث داخل أي جامعة، مؤكداً أنه من الضروري أن يحترم الطلبة أساتذتهم في جميع الأحوال، فبعض الأساتذة لا يستحقون التواجد بالجامعة، كما يوجد طلبة غير مستحقين، لذا فلا أحد معصوم من الخطأ.
وبيّن الجسار أن هناك قوانين ولوائح تحكم علاقة الطلبة والأساتذة، ولكنها غير مطبقة، مشيراً إلى أن تطاول الطلبة على الأساتذة حالات فردية، بل قد يحدث العكس أحياناً، حيث يسيء بعض الأساتذة لطلبتهم، وبسبب غياب تطبيق اللوائح فإن الطلبة بدورهم يتطاولون على الأساتذة، لا سيما مع معرفتهم أن الشكاوى ضد الأساتذة غير مجدية ولا يوجد تطبيق للقانون، فالمشكلة تكمن في النظام ككل وليس خطأ من الطالب فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى