لاشك ان البشر يتفاوتون في سلوكياتهم وتعاملاتهم فهناك الهين اللين الذي يمكن التعامل معه بسهولة ويسر وهناك الصعب المراس الذي يغلبك بسرعة غضبة وسوء خلقه ولكن في الجملة يمكن للمرء التعامل مع الفريقين بحسن الخلق وصدق النية وتفسير أي تصرفات غير لائقة بإيجابية بعيدا عن اي تراكمات وخلفيات سابقة فحسن الخلق من اسباب تعزيز الإخوة وإزالة العداوة والبغضاء بين افراد المجتمع وهو سببا من أسباب دخول الجنة ولهذا علينا ان ننتهج هذا السلوك القويم
وفي الحديث النبوي سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج).
إن هناك مظاهر وسلوكيات تحدد معادن الرجل واوزانهم القيمية فمثلا الرجل الذي يظهر عليه علامات الصدق وقول الحق والعمل بمقتضى الشريعة الإسلامية وفضائل الأخلاق والإحسان إلى الخلق وسمح في تعامله مع أهله وجيرانه وأهل حيه فإن ذلك دليل على طيب معدنه وحسن خلقه وأمثال هؤلاء الرجال هم الذين يجب مصاحبتهم ومعاشرته بالمعروف.
وفي المقابل هناك رجال لهم مواقف تتسم بالطيش وسوء الخلق وكثرة الجدل و المراء والخوض في اعراض المسلمين والاساءة إليهم والشماتة فيهم عند البلاء والكذب عليهم والنميمة تجده في المجالس يغمز هذا ويسب هذا ويشعل نار الفتن والحقد والعداوة بين الافراد والجماعات و التندر بزملائهم أو أصدقائهم بنسج القصص والحكايات التي لا اساس لها من الصحة بالإضافة إلى التعامل السيء مع اهله وجيرانه فمثل هؤلاء يجب على المرء تجنبهم بقدر الامكان ولا يعني ذلك الانعزال عنهم فهؤلاء يحتاجون لمن يبصرهم ويرشدهم إلى طريق الصواب والعمل على معالجة سلوكياتهم وإرشادهم إلى التمسك بقيم الأخلاق التي يفتقدونها لانهم إذا تركوا من غير توجيه وإصلاح فإن ذلك سيقود المجتمع إلى هاوية سحيقة فينتشر فيه الفوضى وسوء الخلق فمخالطتهم والصبر على أذاهم من أعظم القربات التي تسهم في اصلاحهم وفي الحديث النبوي (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ويصبح علينا انطلاقا من الواجب الأخلاقي والمجتمعي معالجة هذه السلوكيات الخاطئة حتى نبني مجتمع يسوده المحبة والتعاون والرفاهية.