ماكلين…شاربين…نايمين.. بقلم: ليانة العوضي
بقلم: ليانة العوضي
ها نحن عدنا لنعيش ونتعايش مع موسم انتخابات برلمانية جديد، وها نحن عدنا لنسمع الكثير والعديد من الآراء المتضادة حول مبدأ «المشاركة بالانتخابات»، وقد يكون السبب الرئيسي الذي شجعني لكتابة هذا المقال هو حديث حاد دار أمامي بين صديقين، أحدهما كان يدعو للمشاركة وضرورة ممارسة حقنا الديموقراطي والدستوري، والآخر كان يُسفه الانتخابات بعبارة «يا معود، صوتي ما راح يفرق». وهأنذا أتساءل: كم مرة يا عزيزي القارئ تنامى الى سمعك مثل هذا الجدال؟ أو ربما كنت أحد أطرافه؟
كوني مواطنة مهتمة بالشأن العام ومؤمنة بأهمية الحفاظ على مكتسباتنا الدستورية الوطنية، أرهقت كل من حولي بنفس السؤال المتكرر «بتصوتون؟» وللأسف غالبا ما كانت الردود سلبية أو غير مبالية «ما كو فايدة، كلهم فاسدين» أو «الحمد لله ماكلين شاربين نايمين، مو محتاجين انتخابات ولا مجلس»، قد تكون هذه الردود انعكاسا لحالة الإحباط «المضروبة بخلاط» مع استسلام للواقع. نفس هذه الردود المختلفة ظاهرا المتشابهة مضمونا غالبا ما تستفزني وتجعلني أنهي النقاش بعبارة «ترا هالسلبية هذي اهيا بالضبط السبب باللي قعد نعيشه حاليا من تعاسة على جميع الأصعدة».
على أي حال، ليس هؤلاء الوحيدين الملامين، حيث هناك من «يهرول» لبيع مستقبل البلد عبر التسابق للتصويت «لمندوب معاملات» كأن حقه الدستوري اختزل بمعاملة وزارية أو واسطة غير مستحقة، اختلفت الطرق والخراب واحد!
إذا أردنا أن نتعظ من جائحة كورونا «عجَّل الله في زوالها» فعلينا أن نستذكر أن هذه الجائحة نفضت غبار عقود من الفساد والبيروقراطية الحكومية و«خمالا» متناميا في مؤسسات الدولة، كما أنها دقت ناقوس الخطر من انهيار العديد من قطاعات الدولة الحيوية والاقتصادية، وأفرزت ومازلت تفرز الجائحة تحديات جديدة علاوة على التحديات السابقة منها مستقبل استدامة الاقتصاد، والتعليم الجريح وكفاءة قطاعات الصحة وغيرها من اختلالات التركيبة السكانية وتوابعها. مثل هذه التحديات تتطلب مجلس أمة حقيقيا «يواجه» وحكومة «قادرة» على النهوض بالبلد وسط أحلك الظروف.
لذلك أدعوك عزيزي القارئ للمشاركة الفعالة في الانتخابات القادمة والأهم حسن الاختيار، لاسيما النساء المرشحات اللاتي يتمتعن بالكفاءة العالية والأهلية لتمثيل الأمة في ظل التحديات الراهنة. ومن باب التذكير، يمكن الاطلاع على كامل مستجدات مرشحات الكويت وكل ما يطرحنه خلال خوضهن السباق البرلماني عبر منصة «سجل مضاوي» بوسائل التواصل الاجتماعي [email protected]
أحلم بيوم من الأيام أن أرى الكويت التي كان يحدثني عنها أبي وعمي، الكويت التي سبقت زمنها ونهضت وسط التحديات، كويت الصمود التي تسامت فوق كل الجراح، كويت الإنجاز والإبداع التي كانت سباقة في كل المجالات.
وفي الختام أنهي حديثي برائعة د.أحمد الربعي «طيب الله ثراه» والشعار الذي اختاره خلال خوض الانتخابات البرلمانية يوما من الأيام: «تفاءلوا مازالت الكويت جميلة».
***
تنشر حملة «سجلني» مجموعة من المقالات لتشجيع الشباب والشابات على المشاركة الإيجابية في الانتخابات القادمة.
«سجلني»: حملة وطنية تهدف إلى تسجيل أكبر عدد من النساء غير المسجلات في القيود الانتخابية.