المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

بعض مصابي «كورونا» عُرضة للأمراض العقلية

  • عدم وجود لقاح مؤكد حتى الآن للفيروس يسهم في زيادة الاضطرابات النفسية لدى البعض
  • هناك أشخاص يصابون بأمراض نفسية نتيجة تخوفهم من نقل العدوى للآخرين أو الوفاة
  • تعرّض الشخص لضغوط نفسية خلال حياته يؤثر بشكل كبير على معنوياته ومقاومته للأمراض
  • الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أصيبوا بأمراض نفسية عليهم السعي للحصول على العلاج اللازم
  • جميعنا مطالبون بالتعامل مع مشاكلنا النفسية بشكل صريح حتى لا نضر أنفسنا ومن حولنا


آلاء خليفة

خلصت دراسة علمية أجريت مؤخرا إلى ان 18% من المصابين بفيروس كورونا المستجد قد يواجهون مشاكل نفسية وعقلية تبدأ أعراضها بالأرق والاكتئاب وتصل الى الخرف وضعف الدماغ، ولتسليط الضوء أكثر على مدى صحة وصدق نتائج تلك الدراسة، والطرق الواجب اتباعها للوقاية من تلك الامراض استطلعت «الأنباء» آراء مجموعة من الاكاديميين المتخصصين في علم النفس بجامعة الكويت، حيث أكدوا ان ارتفاع معدلات الاصابة بالفيروس خلال الموجة الثانية ادى إلى شعور الافراد بعدم زوال الجائحة وبقائها بصفة دائمة، وزاد لديهم الشعور بالاكتئاب واضطراب النوم والقلق والتوتر.

وذكروا ان هناك اشخاصا يصابون بأمراض نفسية بعد اصابتهم بـ «كورونا» نتيجة تخوفهم من نقل العدوى للآخرين او الوفاة بسبب الوباء، لافتين الى ان الاشخاص الذين يشعرون بأنهم اصيبوا بأمراض نفسية عليهم ان يسعوا للحصول على العلاج اللازم، كما ان الجميع مطالبون بالتعامل مع المشاكل النفسية بشكل واضح وصريح حتى لا يضروا أنفسهم ومن حولهم، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية أوضحت استاذة علم النفس الجنائي بجامعة الكويت د.نعيمة طاهر ان غالبية الافراد خلال جائحة كورونا ومع استمرارها لفترة طويلة يعانون من ضغوط نفسية نتيجة الاخبار السلبية المتكررة والتي تؤكد استمرار الوباء لمدة طويلة لاسيما بعد تشكيك الكثيرين في اللقاح الذي تم اكتشافه كونه لم يختبر لمدة طويلة ولا توجد دراسات علمية ثابتة تؤكد ان له نتائج ايجابية مؤكدة على الافراد.

وأضافت طاهر: تلك الاخبار السلبية والضغوط النفسية لاسيما لدى الاشخاص الذين يعانون من ضعف الشخصية والامراض المزمنة تؤثر على الناحية النفسية والعقلية لهم مع اضطراب النوم الذي يعتبر عاملاً رئيسياً فيعانون من النوم المتقطع أو حدوث كوابيس مفزعة أثناء الليل، مبينة ان هناك بعض الافراد الذين يأخذون ادوية لعلاج امراض نفسية وهم الاكثر عرضة للاصابة بتلك الأمراض خلال الجائحة، مشيرة الى ان الاخبار المتداولة بعدم وجود علاج او لقاح مؤكد حتى الآن للفيروس يزيد من الاضطرابات النفسية والعقلية لدى الافراد.

وأشارت إلى ان ارتفاع معدل الاصابات مؤخرا مع الموجة الثانية للجائحة ادى الى شعور الافراد بانها مستمرة ولن تزول وزاد لديهم الشعور بالاكتئاب واضطراب النوم والتوتر والبعض قد يفقد الشهية للطعام مما يؤدي الى خسارة الكثير من الوزن خلال الفترة الحالية، ناهيك عن شعورهم بعدم الرغبة في الخروج من المنزل والخوف من الاصابة لاسيما اذا كان لديهم اقارب اصيبوا بالفيروس او توفوا بسببه بما يزيد من الخوف والقلق.

مقاومة الأمراض

بدوره، أوضح استاذ علم النفس بجامعة الكويت د.خضر البارون ان اصابة الاشخاص بأي امراض معدية او فيروسات ومنها على سبيل المثال فيروس كورونا المستجد يترك آثارا نفسية عديدة لدى بعض المصابين نظرا لان هناك اشخاصا اخرين يتناسون الأمر بعد الاصابة والتماثل للشفاء ويكملون حياتهم بشكل طبيعي.

وبين البارون ان هناك بعض الاشخاص الذين اصيبوا بـ «كورونا» اصابتهم أيضا امراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر وذلك لخوفهم الشديد من الفيروس بعدما سمعوا عن اشخاص توفوا بسببه، كما ان هناك بعض المصابين يخافون ان ينقلوا العدوى للمحيطين بهم من الأهل والأصدقاء وزملاء العمل مما يزيد أيضا من حالات التفكير والقلق والتوتر لديهم وينعكس على نشاطهم اليومي الاجتماعي او الرياضي والذي قد يكون منعدما بسبب ذلك، لافتا الى ان تعرض الشخص لضغوط نفسية خلال حياته يؤثر بشكل كبير على معنوياته ومقاومة الأمراض موجها النصح والارشاد للجميع لكي يتخطوا تلك المرحلة ولا يقفوا عندها ويقاموا الشعور بالإحباط ويكملوا حياتهم بشكل طبيعي.

نتائج سلبية

من جانبه، اوضح استاذ علم النفس بجامعة الكويت د.طلال العلي ان الأزمة ستكون لها نتائج سلبية على المجتمع بشكل عام والصحة النفسية بصفة خاصة، حيث ان الكثير من الأشخاص مروا بتجارب صعبة وقد تصل لما يمكن وصفه بصدمة نفسية سواء بسبب الاصابة بالمرض او فقد عزيز او الحجر الصحي او الحظر الذي استمر لفترة طويلة او بسبب فقدان مصدر الرزق، وهذا يمكن ان يؤدي الى اصابة الإنسان باضطراب نفسي قد يمنعه من التأقلم مع ما حدث بعد انتهاء الصدمات النفسية والتي تبقى اثارها على الانسان وقد يواجه الكثير من الاشخاص صعوبة في العودة الى الحياة السابقة.

وأردف العلي: اعتقد ان الاشخاص الذين يشعرون بانهم اصيبوا بامراض نفسية عليهم السعي للحصول على العلاج النفسي اللازم، واننا جميعنا مطالبون بالتعامل مع مشاكلنا النفسية بشكل واضح وصريح حتى لا نضر أنفسنا ومن حولنا وعلى كل منّا ان يحتضن الافراد المقربين منه والذين اصيبوا باضطرابات نفسية ونساعدهم على الخروج من الاضطرابات، ومن المتوقع زيادة المشاكل الاجتماعية والعنف وما شابه ونحن كأفراد ومؤسسات بحاجة لخطة واضحة للتعامل مع تلك المشكلات.

بعض مصابي «كورونا» عُرضة للأمراض العقلية
د.طلال العلي
 د. نعيمة طاهر
 د. خضر البارون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى