الكويت تودّع عصام الفليج.. رائد العمل الإسلامي التوعوي
شيّعت الكويت امس د.عصام عبداللطيف الفليج، الأمين العام المساعد في اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية سابقا، عن عمر يناهز 59 عاما بعد رحلة دعوية حافلة كان خلالها أحد رواد الاعلام الاسلامي في الكويت.
وقد نعى رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الراحل قائلا عبر حسابه على تويتر قائلا: نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلة الفليج الكرام لوفاة فقيدهم الغالي المغفور له بإذن الله د.عصام الفليج أحد رجالات الكويت الأوفياء الذي أفنى حياته في العمل الخيري ودعم المشاريع الخيرية.
ولد الراحل سنة 1961، وقد تعددت نشاطاته من تأليف الكتب الى إعداد وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية الى كتابة المقالات الصحافية الهادفة، فضلا عن جهوده في العمل التطوعي وتوثيقه للعمل الخيري والوطني، فأشرف على البرنامج التلفزيوني «سفراء الخير»، الذي دعم العمل الانساني والخيري للكويتيين من خلال إجراء اللقاءات التلفزيونية الحية مع شخصيات ورموز العمل الخيري الرسمي والأهلي في الكويت، كما ترأس تحرير مجلة «سفراء الخليج».
كما قام د.الفليج، رحمه الله، بتوثيق زياراته الإعلامية الى كل من غزة المحاصرة، والصومال، فأصدر كتابيه «غزة رأي العين» في أبريل 2010 و«الصومال الآمن رأي العين» (أكتوبر 2010)، وأصدر كتابه «فلسطين في كلمات سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح» (أبريل 2011). وأبدع، رحمه الله، فكرة انشاء «لجنة تأهيل الخريجين لسوق العمل» في جامعة الكويت، حيث تقوم اللجنة بإعداد البرامج التدريبية التأهيلية المكثفة لخريجي الجامعات لتهيئتهم لسوق العمل.
أسرة «الأنباء»
بدأ الراحل عمله الصحافي في «الأنباء» التي كتب فيها اول مقالاته عام 1982، ثم بعد ذلك في الزميلة «القبس» ثم الزميلة «الوطن»، ثم عاود الانضمام الى اسرة «الأنباء» عام 2017 بزاوية «آن الأوان»، وكتب المقال الأخير في 20/10/2020 بعنوان «مارس هواية».
رثاء الراحل
واستـذكر د.عبدالـمحـسـن الخرافي مآثر الراحل قائلا: كان وإلى آخر لحظة في وعيه وقدرته وهو ـ بقلمه السيال وملكته الكتابية الانسيابية بشكل طبيعي وبلا تكلف ـ يكتب المقالات التوعوية والتغريدات الدعوية المليئة بالحس الوطني الإسلامي ويتابع القضايا الاسلامية والدينية والاجتماعية فيتعامل معها بتفاعل ايجابي دائم يحدوه الامل في الاصلاح ولا يسمح للإحباط بأن يجد محلا له في حياته العامرة بالانجاز.
وتابع الخرافي قائلا: بصماته التي تركها كثيرة، اسسنا معا فور التحرير صندوق التكافل لرعاية اسر الشهداء والاسرى وكان نائب الرئيس والساعد الأيمن في التأسيس ثم الرئيس بعد انشغالي في عمادة كلية التربية الاساسية ومسؤولية الامانة العامة للاوقاف، كما عملنا معا في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، فكان مبدعا في مجال عمله فيها مديرا لإدارة الاعلام والعلاقات العامة ثم مساعدا للامين العام ثم امينا عاما، ثم تزاملنا في تأسيس جمعية «المنابر القرآنية» التي كان فيها نائبا لرئيسها عند التأسيس فضيلة د.خالد المذكور، حفظه الله، ثم تفرغ للكتابة الدعوية من خلال الكتب الكثيرة والمقالات الوفيرة التي تشكل ـ وبلا مجاملة أو مبالغة ـ سجلا دعويا تربويا زاخرا في تلبية الحاجات الدعوية الميدانية بعيدا عن التنظير والمثالية، وكان، رحمه الله، صاحب مبادرات في محيطه حيث لم يكن يوما شخصا عاديا يعيش على هامش الحدث، بل يصنع الحدث ويوجهه بمبادراته الطيبة ويعين الآخرين على الاختيار الانسب لأولويات المرحلة ومبادراتها.
من جانبها، نعت نماء للزكاة والتنمية المجتمعية بجمعية الإصلاح الاجتماعي الراحل، حيث قال المدير العام سعد العتيبي: عندما تتحدث عن د.عصام الفليج فإنك لا تعرف من أين تبدأ وبأي الخصال الحسنة تستهل الحديث، فلقد عرفناه على الدوام محبا للعمل الخيري والدعوي، صاحب ابتسامة جميلة يوزعها على كل من يقابله، فقد استطاع من خلال أسلوبه المميز ودماثة خلقه ودعوته الربانية الخالصة ان يجعل له مكانة مميزة في قلوب من يجلس معه أو يستمع لحديثه، فكان له عظيم الأثر في تربية أبنائنا على المنهج الوسطي المعتدل وغرس في نفوسهم حب العمل الخيري والدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين.
وتابع العتيبي: د.عصام الفليج، رحمه الله، ترك بصمات واضحة في ميادين العمل الخيري والذود عن قضاياه عبر مسيرة طويلة من العمل الإعلامي والخيري والإنساني والقيمي، فجوانب الخير في مسيرة هذا الرمز الخيري الكبير متعددة ومتنوعة، ولا يمكن إحصاؤها، فقد كان رحمه الله يرى أن خدمة الفئات الضعيفة في المجتمع الإسلامي ليست عملا كريما فحسب، بل هي عبادة إسلامية تصل إلى حد الفريضة على الإنسان القادر عليها.
كما نعى د.محمد الشطي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية «المنابر القرآنية» الراحل قائلا: افتقدنا رمزا من رموز العمل الإسلامي والخيري بالكويت عرفناه أخا حبيبا وداعية صابرا وكاتبا لامعا، وقال حسين العنزي: رحم الله المربي الفاضل د.عصام الفليج، الصابر المحتسب على ما ألم به من بلاء، رحم الله الساعي في الخير، البار بوالديه وأرحامه، المحب لنشر رسالة الخير من خلال المشاريع الخيرية المؤسسية، الحريص على ترك الأثر القيمي من خلال كتاباته.
كما نعت جمعية الرحمة العالمية الراحل حيث عبر نائب رئيس مجلس الإدارة والأمين العام للجمعية يحيى العقيلي عن خالص تعازيه لأهله وذويه ومحبي هذه الشخصية الكبيرة د.عصام الفليج، رحمه الله، الذي يعد واحدا من أبرز رجال العمل الخيري والقيمي في العالم الإسلامي، فقد كان همه مساعدة المحتاج، حيث تواصل في آخر أيام من حياته مع بعض القياديين في الجمعية للتفكير في مشروعات إنسانية تخدم النازحين السوريين.
وأضاف العقيلي: كان د.عصام الفليج، رحمه الله، من محبي العمل الخيري والمدافعين عنه ومن الذين نشروا بجهودهم رسالة الكويت الإنسانية، وكانت سيرته رحمه الله حافلة بالأعمال الخيرية والإنسانية ومساعدة المعوزين إلى جانب الدفاع عن العمل الخيري.
وتابع: د.عصام الفليج نموذج مشرف للعمل الخيري والاجتماعي والدعوي الكويتي، سعى لخدمة الإنسانية ورفع راية وطنه من خلال مشاركته في افتتاح المشاريع الخيرية والتنموية وزيارتها وتفقد سير العمل بها، للتخفيف من لوعة المسكين، والمسح على رأس اليتيم والحنو عليه، وعرفناه يرحمه الله بشوشا لم تفارقه الابتسامة عند لقاء إخوانه ومحبيه، ولم يهجره التفاؤل أو البشر حتى في أيام مرضه الأخير، ولم يقعده المرض عن مواصلة رسالته الخيرية.
الغزو والتحرير
لم تقتصر جهود د.الفليج، رحمه الله، على الجانب الخيري والدعوي، بل كان ايضا من أبرز الموثقين لاحداث الغزو العراقي الغاشم وتوثيق بطولات المقاومة الكويتية، حيث اشرف على إصدار سلسلة «قوافل شهداء الكويت الأبرار»، التي صدر منها ثماني قوافل باللغة العربية، وواحدة باللغة الانجليزية والاشراف كذلك على كتاب «شهداء الواجب» وشارك في إعداد كتاب «الشهيد.. مثوبة ومكانة» وقام بإعداد كتاب «التكافل.. تاريخ وإنجازات»، الذي يسجل فيه دور لجنة التكافل في المقاومة الشعبية، وتثبيت المرابطين وخدمتهم أثناء الاحتلال الغاشم، بالاضافة لاعداد كتاب «جنود الخفاء»، الذي روى فيه إنجازات المتطوعين القائمين على المقابر والدفن فيها خلال فترة الاحتلال الغاشم في الفترة من 2 أغسطس حتى فبراير 1991 وإعداد «أجندة 2000» بعنوان «ذكريات كويتية»، وكانت ذات طابع جديد ومتميز، وثقت أسماء الشهداء والأسرى، والأحداث التي جرت خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت الحبيبة. والإشراف المباشر على إدارة وتنفيذ ثلاثين حملة إعلامية بخصوص قضية الأسرى، سواء في داخل الكويت أو خارجها.
وفي لقاء سابق له مع «الأنباء»، روى الراحل، رحمه الله، تجربته اثناء الغزو العراقي الآثم وتحرير البلاد قائلا: في بداية الاحتلال عملت في المجال الإعلامي لفترة قصيرة ثم تحولت لخدمة المسجد وتنظيفه والعمل على رفع الروح المعنوية لدى المصلين، وأذكر انه في يوم من الأيام تم اعتقال جميع المصلين وكان يفترض أن أكون من بينهم، لكن الله حفظني، فالعمل في فترة الاحتلال كان محفوفا بالمخاطر، إلا أنك من خلاله تشعر بقيمة وأهمية الوطن ومن الواجب علينا أن نحافظ على وحدة وترابط الكويت. وبعد التحرير عملت في صندوق التكافل لرعاية أسر الأسرى والشهداء وكان رئيس الصندوق د.عبدالمحسن الخرافي واستفدت من هذه التجربة الجديدة وخضت تجارب إعلامية وسياسية وقمنا بتشكيل لجان لاستقبال الأسرى ثم بعد ذلك حرصنا على توثيق حياة الشهداء وكنا أول جهة تقوم بهذا العمل وقمنا بعمل رحلات كثيرة للتعريف بقضية الأسرى الكويتيين وكان من بين تلك الرحلات رحلة الجمال إلى أميركا والتي قادها الأخ هشام العمر، رحمه الله.
وعـن بـرامـجـه الإذاعـيـة والتلفزيونية، قال في لقاء سابق: قدمت بعض البرامج الإذاعية مثل برنامج «الصراحة راحة» الذي أذيع عام 1995 عبر البرنامج الثاني وقد استمر هذا العمل لمدة 10 سنوات، وكذلك برنامج عن الغوص وبرنامج عن آل البيت وبرنامج جدد حياتك والعمل الإذاعي ممتع لكنه في الوقت نفسه متعب ويحتاج إلى تحضير مستمر وأما فيما يخص البرامج التلفزيونية، فقد قدمت برنامج سفراء الخير وهي فكرة الأخ عبدالله الكمالي وقد تعرفت من خلال هذا البرنامج على الكثير من أهل الخير الذين عملوا على ذلك لسنوات طويلة.
وعن نشأته، قال رحمه الله: البداية كانت في منطقة الفيحاء وولادتي كانت في عام 1961، وقد عشت في أجواء تعلمت منها الترابط ومحبة الجيران حتى كأنهم أسرة وكنت ولله الحمد متفوقا في دراستي، لدرجة أنني في العطلة أقول لأصدقائي: متى نعود للمدرسة؟ وجميع المراحل الدراسية درستها في منطقة الفيحاء أما الثانوية فقد انتقلت للدراسة في ثانوية يوسف بن عيسى. وفي فترة الدراسة، كانت لي أنشطة وبرامج أدبية مثل الإذاعة المدرسية وتقديم الفقرات الطلابية، وأيضا أنشطة صحافية، لكنني مع هذا كنت أحب الميول العلمية مثل الرياضيات والعلوم ولذلك تخصصت في العلمي وجعلت الأمور الأدبية هوايات أحرص على ممارستها ونصيحتي لكل إنسان يريد النجاح أن يتعرف على ميوله ويعمل على تنميتها.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم «الأنباء» الى ذوي الفقيد الراحل وعائلتي الفليج والمنيفي الكرام بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.
ومضات
.. ورحل عصام الفليج فقيد العمل التطوعي.. بقلم: يوسف عبد الرحمن
رحلت حبيبنا.. وها هو هادم اللذات يجبرنا على فقدك يا عصام ولا نملك إلا الدعاء لك أبا عبدالله!
التقيته في الثمانينيات في مكتبي بجمعية المعلمين الكويتية (أمانة السر) عرفني بنفسه وكان تخرج توا لينضم إلى مسيرة المعلمين، وبدأ يرسم لنفسه (دربا) نجح في تحقيقه وكان بحق صديقا وأخا وفيّاً، له اتصال بي بين فترة وأخرى لنتشاور حول بعض القضايا التربوية والخيرية والتطوعية. اليوم أرثي حبيب قلبي المرحوم بإذن الله الدكتور عصام عبداللطيف الفليج الأستاذ والمربي والكاتب والناشط في العمل الخيري والإنساني عن عمر يناهز 59 عاما (من مواليد 1961) وديوان الفليج في ضاحية عبدالله السالم.
خسارتنا فيه اليوم عظيمة، فلقد ترجل عن صهوة المجد (فارسا) يُفتقد في أكثر من ميدان فهو ابن التربية خريج كلية العلوم جامعة الكويت.
وهو ابن جمعية المعلمين الكويتية التي نهل منها فكره النقابي، وهو ابن لجنة استكمال الشريعة، وهو ابن العمل الخيري الذي سيفتقده بعد ان صار احد رموزه، وهو اولا واخيرا ابن الكويت البار الذي لطالما شرف الكويت بحضوره في المؤتمرات والملتقيات، وساهم في حياته بنشر فكره التربوي والتطوعي والخيري والدعوي في أكثر من ميدان ومجال.
بالأمس حزنت أمنا الكويت على واحد من اخلص ابنائها الابن البار بالكويت وشعبها المربي الفاضل الدكتور عصام عبداللطيف الفليج بعد صراع مرير مع المرض.
أول من أمس كنت مع الزميل أسعد عبدالله وإذا بـ«واتساب» يعلن وفاة أخي العزيز (أبي عبدالله) والذي هزنا فقده ورحيله وكان وقع الخبر علينا قويا مدويا، لأنه فقيد يفتقد.
رحمك الله يا عصام فلقد كنت صاحب ابتسامة واثقة وخلق رفيع وتواضع جم مدافعا عن القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية وسيفتقده قراؤه في داخل الكويت وخارجها كما سيفتقده العمل الخيري والإنساني والتطوعي فلقد كان أخونا أبوعبدالله مثالا يحتذى في الدفاع ونصرة الدين ومساندة العمل الخيري والتطوعي والدعوي والتربوي.
مارس التدريس وعشق العمل الإعلامي (الخيري) وله مقابلات تلفازية ولقاءات حوارية مع شخصيات ورموز العمل الخيري والتطوعي، وترأس مجلة سفراء الخليج وله مجموعة كبيرة من الكتب، وكان يهتم بأمور التوثيق وله اصدارات عن غزة المحاصرة والصومال وفلسطين وكلمات سمو أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد في ابريل 2011، كما وثق جريمة الاحتلال العراقي الصدامي الآثم من خلال اشرافه على اصدار قوافل شهداء الكويت الأبرار،
وكتاب «الشهيد.. مثوبة ومكانة»، وكتاب جنود الخفاء يروي فيه قصة المتطوعين الذين عملوا خلال فترة الاحتلال العراقي في المقابر، وفي عام 2000 اخرج اجندة بعنوان «ذكريات كويتية»، كما ان له كتاب شهداء الواجب. وأتذكر دوره المميز المساند لمسرحية «راجع» الخاصة بقضية اسرى الكويت الشهداء وكيف حققت المسرحية نجاحا في دول الخليج العربية وبريطانيا واميركا.
هكذا هو د.عصام الفليج (ناشر دينمو) فلا عجب ان قرأت ان الجاليات الاسلامية الاوروبية ترثيه، فلقد عمل جاهدا في سنوات عمره على دعم هذه الاقليات في شيفلد البريطانية وألمانيا وأوروبا عامة.
حضرنا عرس نجله عبدالله الذي صار اليوم مدربا يقدم الدورات المتخصصة في قضايا المال والتسويق، وهو شبل من أسد ومن شابه أباه فما ظلم.
ومضة: عصام رحمه الله كان يؤمن بأنه لا شيء يجتلب النجاح كالنجاح، وكان سر نجاحه اخلاقه وشخصيته المؤثرة، وكان يطرق باب كل فرصة تطوعية خيرية انسانية من غير تردد، وكان قلمه سلاحه الدائم في نصرة قضاياه المبدئية دون ان يفقد حماسه وطموحه.
آخر الكلام: كان رحمه الله من الأذكياء الذين يقبلون على مأدبة الحكمة ويتلذذ بالعمل الخيري والإنساني، وكان رغم شدة وسطوة المرض يقوم بكل واجباته زارعا ليحصد الآخرة.. وقد حصد حب الناس واحترامهم.. نسأل الله أن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة.
زبدة الحچي: أترك هذه المساحة للدكتور خالد المذكور والذي يرثي الدكتور عصام الفليج ويدعو له ونحن نؤمّن معه: اللهم إن عبدك عصام الفليج اصبح في ذمتك وحبل جوارك، مفتقر الى رحمتك ومغفرتك ورضوانك، اللهم جازه بالإحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، اللهم آنس وحشته ووسع مدخله وثبته عند السؤال واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأره مكانته عندك واكسه حللك واعطه نوالك اللهم إنا عرفناه في الدنيا تقيا نقيا باذلا جهده ووقته وماله وقلمه في طاعتك ورفع كلمتك مدافعا عن شريعتك في صحته ومرضه، اللهم انه كان لنا أخا وصاحبا وصديقا وزميلا ورفيقا فألحقنا به في الصالحين واجمعنا به في جنات النعيم، ولا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده، اللهم اربط على قلوب زوجته وأبنائه وبناته ووالده وإخوانه وعائلته ومحبيه برباط الصبر والإيمان بقضائك وآجرهم بمصيبتهم.
يا أبا عبدالله ان القلب ليفجع وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا عصام لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كنت أتمنى أن أشارك في المسيرة في جنازتك يا عصام لكننا نتقيد بالاحترازات والإجراءات، سندعو لك ونصلي عليك صلاة الغائب الذي سأفقد تواصله اليومي معي، ولا أملك إلا الدعاء له بأن يكون قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفروس الأعلى من الجنة.
كل العزاء لرفيقة دربه زوجته ضياء المنيفي (أم عبدالله) الصابرة المحتسبة وعياله: عبدالله ومحمد ودينا ودانة ولميس.. الله يحفظهم لعيون ترجاهم ويطول في أعمارهم.
والعزاء موصول لأسرته الكريمة وإخوانه ومحبيه وذويه.
وندعو الله العلي القدير ان يتغمد فقيد العمل الخيري التطوعي الإنساني المغفور له بإذن الله تعالى ابن الكويت البار بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ونقولها كما يقولها الآن أهلنا في الكويت «يا عصام ان القلب ليفجع وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا عبدالله لمحزونون».. وتسقط دمعات!