العنصرية
خلال الأسابيع الماضية أثيرت قضية العنصرية بعد تنمر ضابط شرطة على رجل امريكي أسود مما تسبب في مقتله . فثارت الجاليات الأمريكية الملونة ضد هذا التصرف .
و أصابت حمى الانتفاضة بسبب هذا الحدث جميع الولايات الأمريكية وتجاوزتها حتى وصلت إلى كثير من دول العالم خاصة اوربا .
فقامت المظاهرات في بريطانيا وغيرها من الدول الغربية ..
حتى تحولت إلى سلوك مستمر وإزعاج دائم للسلطات ،
بتصرفات مختلفة منها بإشعال الألعاب النارية بعد منتصف الليل في دول اعتاد شعبها على النوم الباكر،
للاستفزاز واثبات اعتراضهم على ماحصل ..
ونحن نتأمل مايحدث ونتابع هذه الأخبار المرعبة خاصة حين وصلت إلى مرحلة العنف و الإعتداءات – والتخريب .
لكن لو تفكرنا قليلاً وطرحنا هذا التساؤل على انفسنا .
هل نحن نعاني في مجتمعنا السعودي من داء العنصرية!؟
ونحن المجتمع الذي يجب أن يتحلى أفرادة بالخلق الإسلامي الرفيع البعيد كل البعد عن التفاخر بالأنساب والألوان والأموال . إذ ساوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الغني والفقير ،
وبين الجميع في المسجد وفي الجلوس معه ،
وكانوا أمامه متكافئين في الدماء والأموال والحقوق .
قال تعالى:-
. ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” ( سورة الحجرات 13 )
قد يكون هناك بعض التصرفات التي تبدر منا في بعض الأحيان بحسن بشئ من الجهل جراء عفويتنا…
ومن أمثلتها بعض الممارسات غيرالموفقة بالاستعراض أو المبالغات سواء بالمناسبات أو التصرفات التي تشعر الفئة الأقل مادياً أو إجتماعياً . بشيء من الحسرة والألم. هذه التصرفات التي أظهرتها للجميع كمرات الجوال التي وثق فيها أصحابها سلوكياتهم و تصرفاتهم الغير لائقة ،
وساهموا في نشرها عبر برامج التواصل المختلفة .
وكم من المشاهد مرت علينا توثق تطاول أحد الجهال على عامل ضعيف الحال لالذنب اقترفة إلا لأنه عامل،
وهذا الجاهل لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل المجتمع، وأمثاله كثر في كل المجتمعات .
وهذه أحقر أنواع العنصرية.
أضف إلى ذلك القصص التي مرت على القضاء وسمعنا بها من تدخلات بعض القبائل بفصل زيجات مستقرة هانئة لا لشئ سوى لعدم التكافئ .
أو رفض تزويج من يرضون دينه وخلقة بسبب اختلافات النسب أو الإختلافات الطبقية متجاهلين ماقد يحدث من جراء ذالك من مشاكل قد تكون اكبر .
” قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ”
( سورة المائدة 100 )
(( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ﷺ) : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))
ومن هذا المنطلق أدعو الجميع إلى إعادة النظر في داخله ومحاولة أن ينظفها ويطهرها مما علق بها من جاهلية على مر الزمان ومن بقايا تنمر دفين وعنصرية منتنة .
وتذكروا كلنا من آدام و آدم من تراب .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( سورة الحجرات 13 )
دعونا نكون الوجه المشرق للحياة والإنسانية، والذات النقية المحبة كما نحن بالفعل وكما نعلم من أنفسنا وطيب سرائرنا وأصالة معادننا وطيب معشرنا ورحمتنا لكل نفس حية.
واخيراً تعايشوا بحب تسعدوا وتُسّعدوا .