المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

حب الوطن… ليس غناء وشعارات!

في هذه الأيام تسود الفرحة والابتهاج الوجوه والنفوس، وتعلو أناشيد حب الوطن واستذكار قيمته التي لا تُقدر بثمن، والرجوع الى الوراء وتذكر نعمة التحرير من براثن الغزو الصدامي الغاشم، ونعمة الدستور الذي وضع لإعادة بناء الدولة المدنية القائمة على النظام والديموقراطية. كل ما سبق نِعم تستحق منا الشكر والثناء لله عز وجل على فضله ومنته علينا، فشهر فبراير هو شهر الكويت وفيه تكون مبتهجة ملفوفة بلباس البهجة والفرحة والسرور ولا شك بأن هذه فرصة لاستذكار حق الوطن علينا الذي لا طالما وهب لنا الكثير ونبقى مقصرين في حقه مهما بذلنا وأعطينا.

حب الوطن والإعلاء من شأنه، لا يأتي بالشعارات والأعلام والغناء والأشعار، بل بالعمل والجد والاجتهاد والذود عن الممارسات الخاطئة والتي تعكس للوطن الضرر بدلاً من المنفعة والصواب، قبل رفع الشعارات والكلمات العطرة في حق الوطن، علينا جمعياً بحسن التعامل والإخلاص في العمل والولاء للوطن من خلال كل جوانب حياتنا، من أسرة وأطفال ونهج وعمل، فكلها يصب في بوتقة حب الوطن والإخلاص له، ولكن عندما تأتي هذه الأيام فقط للرقص والغناء والالبتهاج وتذهب، ويظل الحال كما هو عليه في الممارسات الخاطئة والضرر من جميع النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي تأتي من الأفراد، فلم ولن يكن للشعارات والبهجة أي دور الا مضيعة للوقت وضياع للنوايا.

من أهم مؤشرات حبك لوطنك أن ترفع من شأنه في كل مكان من خلال أخلاقك وتعاملك ولباقة حديثك وممارساتك، هي كفيلة بأن ترجع ولو القليل من الديّن الكبير وحق الوطن علينا في خيراته وأمنه وأمانه، فهذا هو صك العرفان والحب الحقيقي والذي لا يضاهيه حب لا من شعارات ولا غناء، فالعمل هو وحده البرهان والأخلاق هي وحدها السبيل لبرهنة الحب الحقيقي لكويتنا العزيزة، والتي طالما أعطتنا الكثير ومازالت بفضل الله عزوجل ومن ثم رجالها ونساؤها المخلصون والمخلصات في إعلاء رايتها والذود عنها.

حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل سوء، وكل عام ونحن بظلكِ منعمين، ودمتي لنا يا كويت حرة دار أمن وأمان وسلام.

* كاتب وتربوي

T_ALMUKHAIZEEM@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى