جرعة قوية من «الداخلية»… لاستكمال الـ «بوندسليغا»

عواصم – أ ف ب – بدأت الصورة تتضح أكثر فأكثر في ما يتعلق باستئناف مباريات الدوري الألماني لكرة القدم، ليصبح بالتالي أول بطولة أوروبية كبرى تعاود نشاطها بفضل الوضعية الأكثر ملاءمة في ألمانيا مقارنة مع سائر دول «القارة العجوز» في مواجهة تداعيات فيروس «كورونا».
وتلقت رابطة الـ«بوندسليغا» جرعة قوية من وزير الداخلية والرياضة الألماني، هورست سيهوفر، الذي أعرب عن دعمه لاستئناف الدوري، خلال الشهر الراهن.
وجاء موقف سيهوفر الداعم، في حديث إلى صحيفة «بيلد»، أمس، وقال: «أجد أن البرنامج الموضوع من قبل رابطة دوري كرة القدم جيد وأدعم استئناف الدوري في مايو»، وذلك قبل يومين من اجتماع للسلطات الألمانية للبت في مصير المسابقة.
لكن سيهوفر، الذي يلعب دوراً محورياً داخل الحكومة كونه يحمل حقيبتين وزاريتين، اشار الى انه يتعيّن على الفرق واللاعبين احترام شروط عدة وهم لن يحصلوا على اي «استثناء».
وأضاف: «في حال وجود حالة كورونا واحدة في صفوف الفريق او الجهاز الفني، يتوجّب على النادي بأكمله والفريق المنافس له الذي واجهه في آخر مباراة ان يدخلوا في حَجْر صحي لفترة 14 يوماً».
وتابع: «وبالتالي، ثمة مخاطر تتعلق بالبرنامج والترتيب» في حال انتقال العدوى «ما يستدعي انضباطاً كبيراً في اطار مكافحة كورونا».
كما رفض الوزير منح افضلية للاندية مقارنة بالآخرين في إطار الخضوع للفحوصات، في الوقت الذي طالبت فيه الأندية بفحوصات دورية للاعبيها على سبيل الحماية.
وجاء كلام سيهوفر، قبل يومين من اجتماع للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مع رؤساء 16 ولاية ألمانية، حيث من المرجّح منح الضوء الأخضر لاستئناف الدوري في 16 او 23 مايو الجاري من دون جمهور.
وعاودت الاندية الـ18 في الدرجة الاولى تدريباتها، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي، حتى على أرضية الملعب.
وتبدو رابطة الدوري الألماني مصممة على انهاء الدوري، في 30 يونيو، لضمان حصول الاندية على ايرادات من حقوق النقل التلفزيوني تقدّر بـ300 مليون يورو، في ظل تقارير تشير الى ان 13 نادياً من اصل 36 في الدرجتين الاولى والثانية على شفير الإفلاس.
وتوقف الدوري الألماني، في منتصف مارس، بسبب تفشي الوباء لكن المخاوف لا تزال موجودة في ألمانيا، لا سيما بعدما تبين وجود 3 حالات في صفوف نادي كولن، السبت.
وقد وضع الاشخاص الثلاثة (لاعبان ومعالج فيزيائي) في الحَجْر الصحي لمدة اسبوعين.
واستغرب نجم كولن، البلجيكي بيرغر فيرسترايت، الذي تعاني صديقته من مشاكل في القلب، ألّا يبادر ناديه الى وضع لاعبيه كافة في الحَجْر الصحي بعد ظهور هذه الفحوصات، وذلك في مقابلة مع شبكة «في تي أم»البلجيكية، وقال: «الامر لا يعود إليّ في ما يتعلق بما يجب ان يتم اقراره في الدوري، لكني استطيع القول إن تفكيري ليس في كرة القدم في الوقت الراهن».
وأضاف: «صحة عائلتي وصحة صديقتي هما الأولوية بالنسبة إليّ».
وفي لندن، أكدت نائب رئيس نادي وست هام الإنكليزي، كارين برايدي، أن أندية الدوري الممتاز كافة، تريد استكمال الموسم الراهن، على الرغم من وجود «الكثير من العقبات» لاستئنافه.
وأدى انتشار الوباء إلى تعليق مباريات الـ«بريميرليغ»، منذ 9 مارس الماضي، إلى أجل غير مسمى.
وجددت الأندية تأكيد التزامها بإنهاء الموسم 2019-2020، في حال تقليص القيود الاجتماعية المفروضة في بريطانيا نتيجة تفشي «كورونا»، وذلك على الرغم من تخوّف بعض اللاعبين، كما ناقشت في اجتماعها الأخير، الجمعة، كيفية إنهاء هذا الموسم، مع الحفاظ على نزاهة المسابقة.
وقالت برايدي في عمود تكتبه في صحيفة «ذي صن» البريطانية: «في الاجتماع الأخير، ذكرت الأندية كافة أنها تريد استئناف الموسم. الموضوع المشترك الوحيد بين الأندية هو أن أي تنازلات يجب أن تكون عادلة وتحافظ على نزاهة اللعبة».
وأضافت: «على اللاعبين والمدربين أن يكونوا صانعي قرار رئيسيين في تلك البروتوكلات، كون الطريق لا تزال طويلة من حيث نحن الآن إلى الوقت الذي سنعود إلى خوض المباريات مجدداً».
وأشارت برايدي إلى أن هناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها، وان هناك الكثير من التنازلات التي يجب القيام بها.
وكان الرئيس التنفيذي لنادي برايتون، بول باربر، رأى أن فكرة عدم خوض المباريات البيتية هي «عيب إضافي» فضلاً عن خوضها من دون جماهير.
وقبل خطة العودة لاستئناف المباريات، على أندية الدوري الممتاز معالجة قضية كيفية اجراء الاختبارات الصحية، وسلامة اللاعبين.
ويتعيّن على اللاعبين وافراد الجهاز الفني الخضوع للفحوصات للكشف عن فيروس «كورونا» مرتين او ثلاث في الاسبوع الواحد، وقد يتم اجبارهم على البقاء في الحجر الإلزامي في فنادق بعيداً عن عائلاتهم للحد من مخاطر تفشي الفيروس.
واشارت برايدي إلى أنه «من الواضح أن موقع اقامة المباريات عندما يعاود الدوري نشاطه سيخضع لموافقة كل من الحكومة وهيئة سلامة الملاعب الرياضية».
وختمت: «يمكنهم القول إن اقامة المباريات على ملعب محايد تحمي سلامة المشاركين فيها، وتقلّل العبء على الخدمات العامة مثل الشرطة والفرق الاسعافية».
وفي سياق متصل، أعطى مسؤولون في أحد الأندية الإنكليزية، الحرية للاعبيهم بالانسحاب من «مشروع الاستئناف» المقدّم من رابطة الدوري الممتاز بشأن العودة الى المنافسات، إذا اعتبروا أن ثمة خطراً على صحتهم، وفق ما أفادت صحيفة «ذي صن» البريطانية.
وأثارت الخطوة التي قام بها نادٍ، لم يكشف عن اسمه، غضباً بين لاعبين من اندية أخرى كونهم لم يحظوا بالامتياز نفسه.
وتم الكشف عن الخبر عبر تجمع على أحد المواقع، تأسس بداية لقادة الأندية الـ20، قبل أن ينضم اليه لاعبون آخرون ليرتفع العدد الى نحو 100 شخص.
وكشفت «ذي صن» أن أحد الأندية بعث برسائل إلكترونية فردية للاعبيه، موضحاً لهم انهم يملكون الحرية المطلقة بشأن ابداء رغبتهم في استئناف المنافسات من عدمها.
وأدى ذلك، بحسب الصحيفة، الى تساؤل لاعبي الأندية الأخرى عن عدم الحصول من مسؤوليهم على الامتياز ذاته.
وفي إطار متصل، كشفت صحيفة «دايلي ميرور»، أن عدداً من اللاعبين الأجانب في الـ«بريمير ليغ» تواصلوا مع حكومات بلادهم لاستشاراتهم بشأن ما إذا كانت العودة الى المنافسات صحية وآمنة، فيما أبلغ لاعبون وكلاءهم أنهم يشعرون وكأنهم يوضعون تحت ضغط لا يحتمل من اجل انقاذ اللعبة من الخسائر المالية ووضع أنفسهم في خطر الإصابة بالفيروس.
فقد أفاد مصدر مقرب من لاعب أجنبي أن «عدداً من اللاعبين لجأوا الى حكوماتهم. الكثير منهم أبلغوا وكلاءهم انهم قلقون من العودة الى المنافسات في وقت مبكر جداً».
من جهته، ذكر رئيس الرابطة التي تمثل الوكلاء والوسطاء في أوروبا، الهولندي روب يانسن: «سأقول لكم ما سيكون السؤال الأهم: هل يمكن لنادٍ أن يجبر لاعبيه على اللعب في ظروف مماثلة؟ هل بإمكانك أن تضع فريقاً كاملاً ومدربيه وعامليه في العزل في الفنادق؟».
وأردف: «ستكون إصابة شخص واحد أكان نادلاً أو موظفاً في الفندق كافية لتدمير البطولة مجدّداً».