المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

حكواتي قريتنا وقصص آخر الزمان

 

• بقلم: إياد الإمارة

▪الحكواتي المرحوم كاظم النعيم ابن خالة والدي رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، دمث الأخلاق، طيب القلب يحبه الجميع، راجح العقل، قوي الشكيمة و الذاكرة و البنية، فارع الطول، باسم الثغر، لا يُملُ حديثه المليء بالعبر والمواعظ، كنا نلتف حوله وهو يقص علينا أجمل القصص بصوته العذب وأسلوبه المسرحي، وكأنه يقدم عرضاً مسرحياً على خشبة مسرح واسع المساحة، كان يحفظ الكثير من القصص، قصة الشاعر عنتر بن شداد والزير سالم وغيرها من القصص التاريخية الجميلة جداً..
وكان المرحوم كاظم النعيم قريباً جداً من والدي ليس لأنهما اولاد خالة بل كانت تجمعهما صداقة متينة للغاية، نحن نشم في المرحوم النعيم عطر “بيبيتي دوجة” الطيبة التي كانت على كبر سنها تحرص على أن تجلب صاع اللبن لوالدي حتى وإن ارتفع منسوب المياه في “الگرمة” التي تفصل بين بيتينا وتضطر إلى ان تغطس بقدميها الكريمتين بماء “المچرية” ليشرب حسين اللبن، رحمهم اللهةجميعا هم كل الزمن الجميل رحمك الله يا ابا جواد ويا أم جواد ويا بيبي “دوجة” ورحم الله شقيقتك الحاجة جواهر وابنها حسين والدي..
تذكرت المرحوم ابو جواد “كاظم النعيم” وقصته عن سنة “٢٠” وقصة العارفة الذي كان يتحدث عن مصائب ومصاعب العام “٢٠” ولا أدري هل كان يقصد العام ١٩٢٠ أو العام ٢٠٢٠؟ ، شخصياً أرجح أنه العام ٢٠٢٠ لأنه كان يتحدث عن المستقبل وليس عن الماضي وحديثه هذل اواسط ثمانينات القرن المنصرم، أتذكر ذلك بالدقة كما أتذكر حديث زوج خالة والدي وخالة الحكواتي كاظم المرحوم “كشيش محمد الحسن” رحمه الله الذي كان يقول أنه سمع عن مجزرة ستقع على جسر الزبير وعن أتصال البناء بين البصرة والزبير، احاديث كنا نتسلى بها لكن يبدو إنها لم تكن رجماً بالغيب وصدق الحكواتي الذي لم يكن منجماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى