لم يمر يوم على إعلان استعادة الجيش السوري كافة المناطق بمدينة حلب، حتى توجه علاء وزوجته هناء إلى بلدة كفر حمرة لتفقد معملهما لصناعة الشوكولا، لكنهما عادا خائبين بعدما وجداه مجرد ركام. وعلى غرارهما، توجهت عشرات العائلات في سيارات اكتظ بها الشارع المؤدي إلى ريف حلب الشمالي الغربي، لتفقد ممتلكات ومنازل تركوها قبل سنوات مع توسع الفصائل المعارضة قرب مدينة حلب.
وعند دوار الليرمون المؤدي إلى بلدات شمال غرب حلب، ينهمك عناصر من الجيش بتنظيم السير ومن حولهم عمّ الدمار المباني المحيطة وبينها ما يبدو أنه بقايا مركز تسوق لا يزال يحمل شعارات باهتة لسوبرماركت «كارفور» ومتجر «فيرجين» الشهير.
من خلف مقود، لا يخفي علاء سماني (55 عاماً) خيبته برغم ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه. ويقول «ذهبت لتفقد معملي ومحلي ومزرعتي لكن كل شيء مدمر» في بلدة كفر حمرة المحاذية لمدينة حلب من الجهة الشمالية الغربية.
وبرغم سيطرة القوات الحكومية على كامل حلب في العام 2016، بقيت المدينة هدفاً لقذائف هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل المعارضة الأخرى المنتشرة عند أطرافها والتي أودت بحياة مئات المدنيين.