النظام الإيراني يبدأ الهروب من مأزقه الداخلي والخارجي بالتودد للمملكة

على غير المعتاد غير قادة النظام الإيراني منهم لهجتهم التصعيدية إلى التودد للمملكة، في ظل ما وصفه مراقبون بالمخاوف من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب”، وانزعاجها من الأجندة الروسية في سوريا، فيما تتصاعد الخلافات الداخلية بين الكتل والأحزاب الشيعية في العراق وبداية ظهور الصوت السني في إيران .
رصدت صحيفة “العرب” اللندنية تغيير طهران لهجتها تجاه السعودية، من التصعيد إلى التودد والسعي إلى فتح قنوات للتواصل معها، أنه “وبغض النظر عما إذا كانت السياسات الإيرانية الحالية إزاء المملكة تعتبر تسويف ومناورة، إلا أن تكرار هذه المواقف يعني أن إجماعاً لدى كافة تيارات النظام في إيران على رسائل الود تجاه السعودية، ومن ورائها بقية دول الخليج”.
وبحسب متابعين، فإن “هذا التحول المفاجئ يعكس مأزقاً تود طهران الخروج منه، والإيهام بالتراجع عن دورها التخريبي في المحيط الإقليمي، ما قد يفتح باباً للتهدئة مع محيطها الخليجي للتفرغ للأزمات المستعصية، خاصةً مع رحيل إدارة باراك أوباما، وتسلم إدارة جديدة لا تخفي عداءها لإيران”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال في وقت سابق:”أن عشر دول حاولوا ترميم العلاقات بين إيران والمملكة، مؤكداً أنه يريد أن يرى تغييرًا في السياسات السعودية في المنطقة، والأمر نفسه الذي قالته السعودية عن إيران، وفي أي حال، فإن تبدد التوتر بين هذين البلدين يطوي صفحة ويفتح أخرى جديدة في الشرق الأوسط”.
في هذا الاطار، نقل موقع “دويتشه فيله” الألماني عن حسين روريان، الخبير في الشؤون الإيرانية، قوله إن هذا الموقف الإيراني تكرر على لسان علي شمخاني، رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني، وروحاني، وأخيرًا وزير الخارجية محمد جواد ظريف”.
وأضاف روريان: “لا يعود موقف ايران الثابت من السعودية إلى السياسيين أنفسهم، وإنما إلى طبيعة إيران المتشددة، “ولهذا السبب ترد الجملة على لسان كل المسؤولين الإيرانيين”.