طالما حلمت الفلسطينية العشرينية، أنسام عبدالناصر شواهنة، أن تصبح صحافية توصل صوت شعبها وقضيته العادلة لمسامع العالم أجمع، إلا أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلية طاردت حلمها وسرقته واقتادته لزنازين الظلام.
غادرت أنسام منزل عائلتها في قرية أماتين قضاء قلقيلية في الضفة المحتلة في صباح 9 مارس 2016، نحو الجامعة، إلّا أنّ عائلتها فوجئت بعد عدة ساعات بخبر اعتقال ابنتهم قرب مستوطنة كدوميم، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن، ليستمر التحقيق مع أنسام مدة أسبوعين تجرعت خلالها أقسى أنواع العذاب والشتائم والضرب بأعقاب البنادق، والحرمان من النوم لأيام متواصلة، في الوقت ذاته تعرضت عائلتها للاستدعاء والتحقيق والمداهمات الليلية لمنزلهم أكثر من مرة.
تأجيل
وأجّلت سلطات الاحتلال محاكمة الأسيرة شواهنة لأكثر من 20 مرة على التوالي، قبل أن تصدر بحقها حكماً بالسجن الفعلي خمسة أعوام، وعامين آخرين مع وقف التنفيذ، بعد أن لفقت لها النيابة الإسرائيلية العسكرية تهماً باطلة بالشروع في القتل العمد ومحاولة تنفيذ عملية طعن، وتهماً أخرى تقبع على إثرها الآن في سجن الدامون. وحرمت أنسام من زيارة ذويها أكثر من ثمانية أشهر مستمرّة بحجج أمنية، ولا يسمح لذويها بزيارتها إلا مرة واحدة كل ستة أشهر.
حرمان ومبادرة
وحرم الاحتلال أنسام الطالبة المتميزة والمجتهدة من إكمال تعليمها مرتين، مرة يوم اعتقالها وحرمانها من إكمال تعليمها الجامعي، ومرة أخرى بحرمانها من إكمال تعليمها داخل السجن، إلا أنها لم تستسلم، واستعاضت عن ذلك بقراءة عشرات الكتب واجتياز العديد من الدورات العلمية، وتعلمت اللغة العبرية قراءة وكتابة، وبادرت بتحقيق أحلام زميلاتها الأسيرات من خلال تدريسهن ومساعدتهن على اجتياز امتحان الثانوية العامة.
عُرفت أنسام الابنة الوحيدة والمدللة للعائلة بين خمسة أشقاء ذكور، بنشاطها وحيويتها، صاحبة حضور مميز، لقد أوجع غيابها القسري عن أسرتها كل محبيها، فيما تنتظر العائلة يوم الإفراج عن ابنتهم الذي سيصادف السابع عشر من أبريل المقبل بفارغ الصبر والاشتياق، لتعيش برفقتهم الحياة التي حرمت منها، وتحقّق حلمها في أن تصبح صحافية تناصر قضيتها.