المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

جدلية ملعب كربلاء وهموم الناس الحقيقية

 

• بقلم: إياد الإمارة

لست مع كل “الجعجعة” التي أُثيرت على ما حدث خلال افتتاح بطولة غرب آسيا على ملعب مدينة كربلاء المقدسة، ولست مع بعض الكلام الموضوعي في هذه القضية، لإعتبارات عدة:
اولها ان هذا الاحتفال الذي خرج بعيدا عن “قدسية” كربلاء المقدسة لم يكن الأول في هذه المدينة كما إن هذه الاحتفالات التي يحدث في بعضها انتهاكا حقيقيا صارخا لم تقتصر على هذه كربلاء فقط بل أن مدنَ أخرى “مقدسة” يحدث فيها ما يخدش الحياء أمام أنظار الجميع ولا من متحدث ولا من مستنكر البتة، وهذه حقيقة تثبتها الأرقام والشواهد..
الإعتبار الثاني هو إن بعضنا منشغل بالتسييس أكثر من التقديس إلى الحد الذي أضاع الكثير من الحقائق خلف أغراض السياسية بعيدا عن القداسة..
وإعتبار آخر هو حساسيتنا المفرطة شعبا وقوى سياسية وهي حساسية ليست في محلها في أغلب الأحيان ولا تعدو ان تكون “خوط بصف الإستكان”..
وإعتبار أخير أين كل ذلك من معاناتنا الحقيقية التي لم تثر الجميع كما ينبغي؟، معاناتنا الحقيقية ليست في ملعب كربلاء المقدسة، هي في نقص الخدمات، في الفساد من كل نوع، *في استأثار الطبقة السياسية بالفيء كل الفيء، في تقسيم الأرزاق على طريقة آل أمية الذين يلعنهم الكل ويسيرون على سيرتهم بكل أريحية*..
لذا انا لست مع ما أُثير ويثار واغلب القصد منه التماحك والتماري وتصفية الحسابات بطرق مختلفة، صحيح أنني لست مع “مدنية” السفور والتهتك وقدح الخمر “الخايس” الذي يعتقده البعض أنه المدنية ولا مدنية بغير خمر وتهتك ، وكان حري بمنظمي الاحتفال الغرب آسيوي ان يستثمروا الفرصة لكي يعكسوا تاريخ هذا البلد وما يكتنزه هذا التاريخ من مبادئ وقيم جدير بنا الاحتفاء والإعتزاز بها وستكون أكثر إثارة وإعجاب للجميع من عازفة وعارضة اخفقت في إيصال رسالة هذا الوطن إلى شعوب كانت ترقب الحدث بلا “عقد” سياسية أو إجتماعية كما موجود لدينا في العراق الذي كانت ولا تزال كل “عينه” عقد..
كنت أتمنى أن نهتز الما وإحتجاجا لا يتوقف ابدا أمام مناظر النفايات التي تشوه صورة هذا البلد، وأمام طرقنا التي لا تصلح للسير، وأمام مستشفياتنا ومدارسنا ودوائرنا الحكومية ووو الخ.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى