المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

أبو الغيط: إيران وتركيا تحملان مشروعا سياسيا يتم تطبيقه خارج حدود الدولتين

المصدر اليوم السابع


أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن أصل المشكلة فى العلاقة بين الدول العربية من جهة وإيران وتركيا يتمثل فى أن كلا الدولتين تحملان مشروعاً سياسياً يجرى تطبيقه خارج حدود دولته، وبالتحديد في المنطقة العربية .

جاء ذلك فى كلمة أبو الغيط اليوم اليوم الإثنين، فى افتتاح ندوة “نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافى” التى ينظمها البرلمان العربى.

وقال أبو الغيط: لقد تأخرنا كثيراً فى تناول موضوع العلاقات العربية مع دول الجوار بصورةٍ مُعمقة تتجاوز الجارى من الأحداث أو الطارئ من القضايا .. إلى ما هو استراتيجى ومستقبلى وبعيد المدى، ومن هنا تأتى أهمية اجتماعنا اليوم الذى يطرح مسألة التعامل مع دول الجوار الجغرافى على طاولة البحث الفكرى، والحوار العملى، معربا عن يقينه بأن علاقةً صحية وصحيحة، تنطلق من أسس سليمة مع دول الجوار، ينبغى أن تحتل مكانها كأولوية رئيسية على أجندة الفكر الاستراتيجى العربى، فى جانبه النظرى، وتطبيقاته العملية على حدٍ سواء، مشيرا إلى أنه من حيث المبدأ، إن الحوار المباشر يظل السبيل الأنجح والجسر الأقصر لتناول هذه المعضلات جميعاً، بصورة تستجيب لشواغل الجميع وتحقق مصالح الجميع.


واستدرك قائلاً: “إننا نقف هنا ونقول: هل يكون هذا الحوار من دون أسس أو مبادئ تُحدد وجهته وأهدافه وإطاره العام؟.. إننى أتحدث هنا على وجه التحديد عن دولتين جارتين للعالم العربى، هما إيران وتركيا”.

وقال: الأمور تأزمت مع إيران وتركيا فى الآونة الأخيرة، إلى حد صار معه الحوار صعباً، بل وغير مجدٍ فى الوقت الحالى، فالحوار لغرض الحوار، من دون إطار مفاهيمى يحكمه أو نقاط مرجعية تضبطه، لا يكون سوى تمرين ذهنى، أو استعراضٍ شكلى، لا يُعالج القضايا الجوهرية ولا يؤسس لعلاقة صحية.


وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية: “لا أريد أن أخوض فيما هو معروف للكافة من مظاهر التوتر الشديد فى العلاقة مع هاتين الجارتين، ولكن يكفى أن أقول إنه كان هناك منتدى للتعاون العربى التركي، تأسس منذ عام 2007، وعقدت 5 دورات له على المستوى الوزارى، قبل أن يتوقف فى 2013 لأسباب معروفة لنا جميعاً، مشيرا إلى أن تدخلات إيران فى الشئون الداخلية للدول العربية، صارت بنداً دائماً على أجندة مجلس الجامعة العربية منذ 2015.

وقال: “نشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومى العربى، بل وللأمن العالمى فى واحد من أدق مفاصله المتعلقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية، وتابع: هناك كثير من  التفاصيل الكثيرة والمؤلمة فى العلاقة مع الدولتين الجارتين للعالم العربى، التى انحدرت لحد مؤسف لا يتمناه أى عربى لعلاقة مع دولتين إسلاميتين تربطنا بهما عُرى التاريخ والجغرافيا، وأواصر الدين والثقافة، لافتا إلى أن أصل المعضلة – من وجهة نظرى – يتمثل فى أن كلا الدولتين تحملان مشروعاً سياسياً يجرى تطبيقه خارج حدود دولته.. وبالتحديد فى المنطقة العربية.


وأضاف: إيران تعتبر أن المنطقة العربية ساحة مفتوحة ومباحة لمشروعها التوسعى، وتُعطى لنفسها حق التدخل فى أزمات الدول العربية، بل إشعال هذه الأزمات فى أحيان كثيرة، من أجل الدفع قُدماً بهذا المشروع الذى يتعارض مع أسس الدولة الوطنية على طول الخط ، ويضرب بمبدأ السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية عرض الحائط، ويدفع بالمنطقة إلى أتون حروب طائفية نرى تجلياتها –للأسف- فى عدد من نزاعات المنطقة اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى