المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

كيف تساهم الأحوال الجوية الباردة.. في تحسين الاقتصاد؟

 

يلعب قطاع السياحة دوراً فعالاً في تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث تعتبر السياحة في العصر الحالي صناعة متكاملة تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية لكثير من البلدان التي اهتمت بتنميتها، كما أصبحت السياحة بديلاً تنموياً فعالاً عن الموارد النفطية في الكثير من الدول المتقدمة، من خلال مساهمتها في تنويع مصادر الدخل وتنشيط باقي القطاعات الاقتصادية، ولقد خاضت العديد من الدول تجارب ناجحة في الاستثمارات السياحية، بل واعتبرت قطاع السياحة الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية.

تقوم صناعة السياحة على العديد من المتغيرات والتي تهدف إلى تطويرها ولعل الأحوال الجوية من أهم هذه المتغيرات، إذ تلعب أحوال الطقس دورا مهما في تفعيل السياحة واستقطاب السياح وبالتالي جلب العملة الصعبة والتي تعد من أهم ركائز التنمية الاقتصادية.

التجربة السويسرية
ومن أكثر المناطق التي تشهد تطوراً في قطاع السياحة نجد سويسرا التي تشهد خلال هذا العام ازدهاراً ملموساً بسبب تساقط الثلوج، الأمر الذي ساعد على جذب محبي رياضة التزلج من جميع أنحاء العالم، حيث تشهد منتجعات التزلج السويسرية إقبالاً متزايداً خلال هذه السنة بسبب تساقط الثلوج المعتبر وتراجع الفرنك السويسري مقابل اليورو، مما جعل تكالف السياحة السويسرية أرخص.
الفنادق والمطاعم السويسرية تتوقع زيادة في الإيرادات، بسبب الأحوال الجوية وارتفاع سعر الصرف، الأمر الذي أدى إلى ازدياد الطلب على المنتجعات، حيث يؤكد مشغلو عربات التلفريك الشهيرة في جبال الألب أن الأعمال كانت جيدة جداً في هذه الفترة.

ويؤكد المعهد الاقتصادي السويسري KOF Swiss Economic Institute أن قطاع السياحة في سويسرا قد شهد نموا كبيرا سنة 2019 مقارنة بسنة 2015 التي شهدت ارتفاع تكلفة العطلة في سويسرا بسبب ارتفاع الفرنك إلى التكافؤ مقابل اليورو.
ويعبر Andreas Zewilling رئيس فندق «Schweizerhof» عن امتنانه للثلوج السميكة وسعر الصرواصفا إياها بالبيئة الاقتصادية الجيدة، قائلا:« الحجوزات تشير إلى أنه سيكون فصل الشتاء جيدًا جدًا».
وفي تصريحات المكتب الاتحادي السويسري للإحصاء الذي قدم إحصائيات تطور السياحة في سويسرا والذي يؤكد على تطور عائدات مشغلي السيارات الكبلية إلى أكثر من 8 % فوق متوسطها الخمسي، ومن الأمثلة على ذلك Titlis Bergbahnen في وسط سويسرا، الذي شهد في هذا الفصل تطورا أعلى من الرقم القياسي لعام 2018، كما ارتفعت حجوزات الفنادق في Zermatt في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
كما يتوقع معهد KOF ارتفاع الطلب على الحجوزات الفندقية في صيف 2019 بنسبة 3%، الأمر الذي يدل على تطور قطاع السياحة السويسرية.

تجربة لبنان
تشهد السياحة في لبنان هذه السنة ازدهاراً كبيراً بسبب التساقط الكثيف للثلوج، حيث يعد هذا القطاع واحداً من القطاعات الاقتصادية الرائدة في لبنان، والذي يعد مصدراً رئيسياً للدخل والعمالة، بلغت قيمة المساهمة المباشرة للسياحة والسياحة 3.3 مليار دولار أمريكي في عام 2017، وهو ما يمثل 6.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبنان.

تتميز صناعة السياحة في لبنان بعدة مزايا تنافسية أهمها: المعالم الترفيهية، فرص التسوق، منشآت الإقامة، دور الضيافة والسياحة الطبية، كما يعد منتجع مزار كفردبيان، وهو واحد من أقرب المنتجعات إلى بيروت، من أحسن المنتجعات حيث يقدم أكبر عدد من المطاعم التي تناسب مختلف مستويات المتزلجين.

سياحة تونس
في تونس أيضاً التي شهدت تساقطا للثلوج، ارتفعت مطالب خبراء التنمية وأهالي مناطق مختلفة في الدولة بتحويل الثلوج التي أصبحت مصدر «نكبة» إلى مصدر تنمية، ويعتبر نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي أن الثلوج التي عزلت مناطق بأكملها يمكن أن تتحوّل إلى مصدر للثروة، إذا ما أبدى صانعو القرار رغبة في تحويل جزء من الاهتمام الذي تحظي به السياحة الشاطئية نحو منتجات سياحية جديدة تثمّن ما تحتويه هذه المناطق من إمكانيات طبيعية مميزة قادرة على استقطاب السياح محليين وأجانب.

ويشير الخبراء الاقتصاديون في تونس إلى أن مناطق عديدة في مرتفعات الشمال الغربي في البلاد تضاهي في قدراتها الطبيعية المنتجعات الشتوية الأوروبية التي يرتادها السياح من أماكن عديدة في العالم، منوهين إلى أن دولا عربية نجحت في اقتلاع نصيبها من السوق العالمية للسياحة الشتوية القائمة أساسا على الأنشطة المتعلقة بالثلوج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى