المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

فيتامين د لا يرتبط بأداء الطلبة الأكاديمي

 

يقدر ان ما يزيد على %80 من البشر لديهم انخفاض او نقص شديد في معدل هذا الفيتامين، مما يفسر تزايد القلق العالمي حول تأثير انخفاض معدل فيتامين د في جسم جميع الفئات العمرية، وبخاصة بين الاطفال والمراهقين. وترتب على ذلك زخم الابحاث التي تعنى بآثار نقص هذا الفيتامين في الجسم ومضاعفاته على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية. وبالإضافة الى تأثيره السلبي في العضلات والعظام، اكدت عدة دراسات ان لهذا النقص تأثيرا في جميع العمليات الحيوية في الجسم، مثل عمل القلب والشرايين وتحليل الغلوكوز والحفاظ على اتزانه في الدم والقوة المناعية، والوقاية من مختلف انواع السرطان والامراض العصبية. وربطت دراسات اخرى بين انخفاض هذا الفيتامين والاصابة بعدة امراض خطرة ومميتة. ورافق هذا الاهتمام العملي جدل طبي حول تحديد معدل فيتامين د الذي يعتبر كافيا وملائما للحفاظ على الصحة ولا يسبب آثارا جانبية. فإن كنت تعتقد أنه كلما ارتفع معدل هذا الفيتامين في الجسم، كان ذلك افضل للصحة، فعليك ان تعلم بأن عدة دراسات اظهرت زيف هذا الاعتقاد. حيث اشارت عدة دراسات الى ان ارتفاع معدل فيتامين د لا يرافقه اثر وقائي من الامراض. لذا، لا يمكن القول بان تناوله يعتبر امرا وقائيا ومحافظا على الصحة.
وحصل دور فيتامين د في تطور الدماغ والعمليات الذهنية على اهتمام بحثي واسع أخيرا، واقترحت عدة دراسات ان معدل فيتامين د في الدم (هيدروكسي 25) له علاقة بتطور الدماغ وكفاءة القدرة الذهنية للبالغين. وذلك نظرا لاكتشاف وجود مستقبلات كثيرة لفيتامين د في مناطق دماغية تتعلق بالتعلم والذاكرة، مما يقترح بان لهذا الفيتامين دورا في تعزيز كفاءة عمل الدماغ. ومن جانب آخر، اشارت عدة دراسات الى ارتباط انخفاض معدل فيتامين د مع ضعف القدرة الذهنية في البالغين. واقترحت بان تناول هذا الفيتامين يعزز القدرات الذهنية خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ويحافظ عليها من الضياع والتدهور خلال مرحلة الشيخوخة. وخلصت مراجعة بحثية تضمنت اكثر من 26 دراسة الى دور هذا الفيتامين المفيد في دعم القدرات الذهنية وتعزيزها والحفاظ عليها للبالغين الكبار. بيد ان تقييم هذا الاثر بين المراهقين لم يحصل على اهتمام واسع، لذا قام باحثون من كلية الطب في جامعة الكويت بتقييم العلاقة ما بين معدل فيتامين د (في دم 1370 مراهقا) ومع ادائهم الاكاديمي. والباحثون هم د. عبدالرحمن وعبدالله الطيار ولمياء شعبان وريم الصباح وانور الحربي. ونشرت مجلة «التغذية» نتائج هذا البحث الذي خلص الى عدم وجود اي ارتباط ما بين معدل فيتامين د واداء الطالب الدراسي. كما وجد بأن علاج الحالات التي تعاني نقص هذا الفيتامين لم يسهم في تحسين قدراتهم الذهنية او الاكاديمية بشكل ملحوظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى