المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

دور مشاريع ريادة الأعمال في التنمية المجتمعية و الاقتصادية في الوطن العربي

بقلم . عمر الحلبوسي

يتجاهل الكثير دور مشاريع ريادة الأعمال في تنمية الأوطان اقتصاديا و اجتماعيا وتحقيق نقلة نوعية نحو آفاق الحلول الناجحة التي ستغير من واقع البلدان وتحل الأزمات التي تعصف بها أو على الأقل التخفيف منها بغية الشروع في تنمية هذه المشاريع لاستيعاب أكبر عدد من الأفراد ضمنها للتخفيف من أزمة البطالة التي أصبحت من الأزمات المستعصية في الوطن العربي نتيجة عدم الشروع الجاد من قبل الحكومات لإيجاد حلول حقيقية تضمن توفير فرص عمل للشباب العاطل عن العمل و الذي حصل على شاهدة تخصص من جامعة أو معهد ما ,لكن شبح البطالة قضى على آماله في تحقيق أهداف حياته و مستقبله في بيئة مغلقة تحتاج لوسائل نهوض متنوعة تخرجها من فلك حلقة مغلقة تدور فيها منذ عام 1916م وحتى وقتا الحالي.

فقد أصبح بإمكان دولنا العربية أن تستغل مشاريع ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة وتنميتها وفق رؤيا وخطة  إدارية و اقتصادية واقعية تهدف لتحقيق أهدافا سامية تعود بالنفع على الاقتصاد القومي للبلد و تنمية المجتمع من خلال احتضان مشاريع رواد الأعمال وتوفير البيئة الملائمة لهم لنجاح مشاريعهم التي ستحقق تنمية اقتصادية عظيمة للبلد وستتعاظم كل ما تقدم الوقت إذا احسنت الدولة قيادة هذه المشاريع وتحويلها لمشاريع رائدة كبيرة يمكن أن تنافس إقليميا فيما لو و توفرت كل سبل النجاح اللازمة .

فهناك بعض المجتمعات واجهة العديد من  التحديات الكبيرة في الجهود التي تقوم بها لدفع عجلة التنمية إلى الأمام وقد وجدت في مشاريع ريادة الأعمال الحل الأمثل, حيث ساهمت مشاريع ريادة الأعمال  في تحقيق النمو الاقتصادي وذلك عن طريق تأسيس منظمات أعمال محلية فعالة مما يساهم بصورة كبيرة في التطور المحلي من خلال توفير فرص العمل وتوفير الوظائف الخالية وزيادة العوائد المختلفة للبلدان, وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر بلدان العالم تحولا نحو المشاريع الريادية التي أسهمت في تحقيق نجاحات تنموية هامة ومتنوعة.

إن المشاريع الريادية لا يمكنها أن تحقق الهدف المنشود منها ما لم توفر البيئة المناسبة التي تتضمن كل عوامل النجاح التي تؤدي لنقطة تحول للاقتصاديات المختلفة وتنقلها نحو الانتعاش الذي سينعكس إيجابا على المجتمع كله, ومن أبرز عوامل نجاح مشاريع ريادة الأعمال.

1- هدف المشروع : لا يمكن أن يقوم مشروع من دون هدف, فلذلك يجب تحديد هدف المشروع منذ بدايته لكي تسهل عملية إتمام باقي مراحل المشروع.

2- دراسة الجدوى: إعداد راسة الجدوى لكافة جوانب ومتطلبات المشروع بغية معرفة كافة تفاصيل اللازمة لقيام المشروع.

3- إعداد استراتيجية محكمة للمشروع: يتطلب نجاح المشروع إعداد استراتيجية شاملة للمشروع تكون بمثابة الخارطة التفصيلية للسير عليها بغية الوصول للهدف المنشود الذي من أجله اقيم المشروع.

4- التمويل: لا بد أن يتم تأمين التمويل الكافي لقيام المشروع و توفير متطلبات انطلاقه الأساسية .

5- فريق العمل: تشكيل فريق عمل من أصحاب المهارة والخبرة و إشاعة روح الانسجام بين فريق العمل و الصبر والمثابرة و التفاني في انجاز المهام الموكلة بكل عضو في الفريق.

6- رضى المستهلك: إن عصب نجاح أي مشروع هو رضى المستهلك و العمل على المحافظة عليه وتلبية متطلباته بتوفير سلعة ذات جودة و سعر مناسب.

 

إن المشاريع الريادية توفر الكثير من الحلول الاقتصادية للبلدان النامية التي تشهد ضيقا اقتصادية وتراجعا مجتمعيا بسبب أزمات البطالة و الاقتصاد التي تسببت في كوارث مجتمعية انعكست سلبا على أمن و استقرار مجتمعاتنا العربية التي أضحت ساحات لعب سياسيا و عسكريا واقتصاديا وفكريا للقوى العالمية التي تهدف لتدمير ما بقي لنا من أوطاننا و مجتمعاتنا العربية , ومن أبرز العوائد الإيجابية لمشاريع ريادة الأعمال نلخصها بالنقاط التالية.

1- تلعب مشاريع ريادة الأعمال الدور المهم والحيوي  في دعم التنمية الاقتصادية كونها من أبرز محركات التنمية الاقتصادية التي يمكن الاعتماد عليها لحل مشاكل الضيق الاقتصادي.

2- القدرة على استيعاب الكثير من الأيدي العاملة و بذلك تعد من أنجح الحلول الحالية لتقليل من نسبة العاطلين عن العمل , وكذلك تعد بيئة مناسبة لاستثمار الطاقات البشرية.

3- الدخول لمجالات صناعية جديدة تنغي الدولة عن الاستيراد المكلف لهذه الصناعات التي تحملنا أموالا كثيرة نتيجة استيرادها مرورا بكل المراحل حتى وصولها للبلد ومن ثم بيعها للمستهلك بأسعار مرتفعة.

4- تساعد مشاريع ريادة الأعمال على إحداث تغيرات ملموسة في المجتمعات و تقليل نسبة الفقر من خلال فرص العمل التي وفرتها , وكذلك من خلال زيادة معدل الدخل الوطني لكلا من فرد  والأسرة والذي سيوفر الادخار و الاستثمار ويعمل على زيادة الدورة الاقتصادية.

5- تعمل مشاريع ريادة الأعمال على زيادة الإبداع و الابتكار و الذي يسهم في دعم التنمية الاقتصادية و دفعها نحو الأمام بغية الصعود إلى ذرى القمة .

إن تحقيق الرفاه الاقتصادي و معالجة مشاكل البطالة و رفع مستوى الدخل للفرد سينعكس إيجابا على الوضع العام للوطن و يمنع الكثير من الشباب من الانجراف في الطرقات الملتوية التي تحمل في طياتها مرامي سلبية يمكنها أن تزعزع الوضع الداخلي للوطن, كما أن مشاريع ريادة الأعمال ستحقق منعطف كبير على كافة الأصعدة حتى السياسة منها لكون البلد رفع ناتجه القومي و استغنى عن بعض المواد التي كان يستوردها و التي كانت تشكل عليه ورقة مساومة من قبل المصدرين و تخلص من ضغط البطالة التي كانت تشكل عبء خطير على الوطن و لها انعكاسات سيئة جدا فيما لو استغلها الأعداء بتحريك جيش العاطلين نحو حراكات تمردية تزعزع أمن البلد وتجره نحو هاوية المواجهة بين الشعب و قوى الأمن .

إن الحل للمشاكل الاجتماعية و الاقتصادية يكمن بالمشاريع الريادية التي بإمكانها أن تحقق تنمية كبيرة تنتشل الوطن من سوء الوضع الحالي إلى قمة النهضة الاجتماعية و الاقتصادية التي ستقربنا كثيرا نحو مجاراة دول سبقتنا في الكثير من المجالات المختلفة, الفرصة متاحة أمام دولنا العربية والحل ليس بالأمر الصعب , لكن يبقى السؤال المثير هل ستستقل دولنا العربية هذه الفرصة وتحقق نهضة اجتماعية واقتصادية وتحل كافة مشاكلها؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى