لم تمضِ على ترقية بورصة الكويت رسميا في 24 سبتمبر الماضي سوى أيام قليلة ليبدأ المستثمرون الأجانب «خصوصا الصناديق الاستثمارية» في تخفيف مراكزها والاتجاه لبيع أسهمها للمستثمرين الكويتيين خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث أظهرت الإحصائية الشهرية لتداولات بورصة الكويت حسب فئات وجنسيات المستثمرين لشهر أكتوبر تحقيق الاستثمار الأجنبي صافي بيع بقيمة 5.3 ملايين دولار (ما يعادل 1.6 مليون دينار) خلال الشهر.
وتأتي التوجهات البيعية للمستثمرين الأجانب على عكس تداولاتهم خلال سبتمبر الماضي والذي شهد أكبر تدفق شهري للاستثمارات الأجنبية في تاريخالبورصة الكويتية بصافي شراء 192 مليون دولار (58.4 مليون دينار).
ومنذ بداية العام وخلال الأشهر العشرة الماضية، قام الأجانب بضخ 701 مليون دولار (212.4 مليون دينار) في الأسهم الكويتية كصافي شراء لتعاملاتهم خلال تلك الفترة ومازلت تلك القيمة بالرغم من التراجع في أكتوبر الماضي تتخطى اجمالي صافي الاستثمارات الأجنبية التي تدفقت في البورصة خلال السنوات الثلاث الماضية وتخطت في العام الحالي أكبر استثمارات سنوية تدفقت في البورصة الكويتية في تاريخها في العام 2014 والتي تخطت 600 مليون دولار.
وتركزت مبيعات الأجانب خلال الشهر الماضي من خلال صناديق الاستثمار والتي حققت صافي بيع بقيمة 29 مليون دولار (8.8 ملايين دينار)، بينما اتجهت تعاملات محافظ المؤسسات والشركات الى الشراء بقيمة 21.8 مليون دولار (ما يعادل 6.6 ملايين دينار)، كما اتجهت تعاملات الأفراد الى الشراء بصافي قيمة 1.8 مليون دولار (0.551 مليون دينار).
الكويتيون يشترون بكثافة
كثَّف الكويتيون من استثماراتهم على عكس الأجانب هذه المرة خلال شهر اكتوبر، حيث زاد الشراء على البيع بقيمة 19.7 مليون دينار (ما يعادل 65 مليون دولار) ليقلص من خروج الاستثمارات الكويتية من البورصة منذ بداية العام الى قرابة 190 مليون دينار (626 مليون دولار) بعد ان كانت قيمة خروج الاستثمارات الكويتية من البورصة بنهاية شهر سبتمبر 209.3 ملايين دينار بما يقارب من 691 مليون دولار تقريبا.
وأظهرت حصيلة تعاملات فئات المستثمرين بالبورصة الكويتية خلال أكتوبر الماضي وصول مشتريات الأفراد الكويتيين الى 99.3 مليون دينار مقابل مبيعات بـ 116.7 مليون دولار لتتآكل كل مشتريات الكويتيين.
وسجلت صناديق الاستثمار المحلية صافي بيع على الأسهم خلال شهر أكتوبر بلغت 2.67 مليون دينار من خلال عمليات شراء بقيمة 23.5 مليون دينار مقابل بيع بقيمة 26.2 مليون دينار.
على العكس، حققت محافظ العملاء صافي شراء على الأسهم الكويتية بلغت 27 مليون دينار من خلال عمليات شراء بقيمة 93.2 مليون دينار مقابل عمليات بيعية تقدر بـ 66.1 مليون دينار.
وكذلك حققت المؤسسات والشركات الوطنية صافي شراء يقدر بـ 12.6 مليون دينار من خلال عمليات شراء بقيمة 44.8 مليون دينار مقابل بيع بـ 32.2 مليون دينار.
الخليجيون على درب الأجانب
تــوافــقـت تعـــاملات الخليجيين مع نهج الأجانب كالغالب، فقاموا بعمليات بيعية خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث جاء صافي الاستثمار البيعي للخليجيين خلال شهر اكتوبر بضغط من مبيعات المؤسسات والشركات بمقدار 59.4 مليون دولار (ما يعادل 18 مليون دينار).
ويأتي صافي الاستثمار البيعي للخليجيين خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي الى 75 مليون دولار (ما يعادل 22.7 مليون دينار) بضغط من مبيعات الأفراد والمؤسسات التي وصل صافي مبيعاتهم خلال الشهور العشرة الماضية الى 45.9 مليون دولار (13.9 مليون دينار) و31.4 مليون دولار (9.5 ملايين دينار) على التوالي.
توقعات متفائلة
وكانت شركة «هيرميس» قد توقعت في تقرير سابق لها تدفق 2.4 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية الى البورصة الكويتية خلال العامين المقبلين وحتى مايو 2020 نتيجة انضمام السوق الى المؤشرات العالمية للأسواق الناشئة متوقعة تدفق 900 مليون دولار بعد تفعيل الانضمام لمؤشر فوتسي في سبتمبر الماضي و1.5 مليار دولار في حال الانضمام لمؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة بعد المراجعة في مايو من العام المقبل وإقرار الانضمام في مايو 2020.
ويراجع مؤشر مورغان ستانلي قابلية بورصة الكويت للانضمام الى المؤشر الأكبر عالميا في مايو المقبل مع توقعات إيجابية من شركات الأبحاث بقدرة البورصة على الانضمام واستقبال تدفقات استثمارية أكبر بكثير من التي استقبلتها نتيجة الترقية لمؤشر فوتسي.
