بقلم: جزاع فهد القحص

البيوت الشعبية بين الوفاء والإخلاء
نشرت هذه المقالة بتاريخ 20 يوليو 2016
البيوت الشعبيه هي مساكن مؤقته بنيت لايواء الأسر الكويتيه لحين ان تشملهم مساكن الرعايه السكنيه. وكذلك تحتضن هذه المساكن الشعبيه اسر اخواننا الكويتيين البدون والخليجيين من العسكريين ورجال الشرطه مقابل اجر مخفض.وكم من المأسي التي شهدتها هذه المساكن التي تفتقر للخدمات بل لأبسطها دوما.
فالجور الواقع يوميا على إخواننا الكويتيين البدون لم يستثني إستغلال الإستفاده من السكن في هذه البيوت الشعبيه من التضييق والتسلط في أبسط الطلبات، وللضغط على هؤلاء البدون الكويتيون لاجبارهم على مايريده عنصري نتن الفكر اوكل له امر تطفيشهم. ولعل ما تسعى اليه وزارة الداخليه من تنفيذ لقرار ادارة المساكن الشعبيه حصة الداخليه، والذي ينص على سحب البيوت ممن أوقيلوا او ممن توفاهم الله لرحمته.
فوزارة الداخلية بقرارها المتمثل بطلب الإخلاء بدون توفير البديل في ظل أرتفاع خيالي في الايجارات، يعد كارثة إنسانية، ولا غرابة في ذلك، لأننا نلاحظ التخبط الواضح للوزاره من خلال التنفيذ المستميت لقرار غير مدروس إطلاقا، فالقرار مستحيل التنفيذ بل لا يمكن تنفيذه، ولذلك بدأت الوعود الكاذبه للأعضاء بالتأجيل لبعد عيد الأضحى. ثم اكتشفنا ان الاوامر صدرت للتنفيذ بالأخلاء بالقوه، وبتشكيل فرق لأجل ذلك من البلديه والكهرباء.
وقوة الشرطه .. وتحت وطأة التعريه والضغط عبر تغريدات كتبتها وتصريح لي بالوطن الإكترونيه، تراجعوا عن التنفيذ. بل عاشوا التخبط بعينه، واسقط بيدهم من اصغر موظف الى الوكيل مرورا برؤساء الأقسام ومدير شئون القوه. فخرج علينا مدير شئون القوه بعد ثلاثة أيام من الصمت والتخبط والمقابلات مع الوكيل. ببيان يؤكد فيه ان الاخلاء سيكون بتاريخ 2016/8/2م وباستخدام القوه اذا رفض الساكنون تطبيق القانون كما ادعى.
وهنا اقول .. ان من أهم مبطلات القوانين أستحالة تنفيذها، لذا فقانون او قرار كهذا ياساده لايمكن تنفيذه.؟ ومن غير المعقول الطلب من اسر ضعيفة الدخل او معدومه ان تخلي مساكن سكنتها منذ اكثر من 35عاما تحت وطأت ايجارات خياليه ان وجدت.
ولايمكن اخلاء مايربوا عن 200 بيت من ساكنيها بالقوة الجبريه، ورميهم بالشارع، وتحميل عفشهم بشاحنات وزارة الداخليه.
لهذا طالبت مرارا وتكرارا من معالي الوزير والسيد وكيل الوزاره بالتروي واعطاء مهله سنه، والبحث عن الحلول المعقولة والمقبوله من شأنها أن تضمن عدم الظلم والأجحاف بحق من قدم للكويت الكثير. مما يؤكد ان هذا الامر يحتاج إلى القليل من التفكير العقلاني، والقلب المليئ من الانسانيه إلى جانب الوفاء.