حلب: اشتباكات بين قوات موالية للنظام
تواصلت، أمس، الاشتباكات التي اندلعت منذ خمسة أيام، بين فريقين مواليَين للنظام السوري، في أحياء عدة شرقي محافظة حلب، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، وفق ما نقل ناشطون.
وأوضحت مصادر محلية أن تعزيزات عسكرية وصلت، أمس، إلى مسلّحي كفريا والفوعة، من بلدتَي نبّل والزهراء، بعد أن تمكّن مسلحو آل برّي من السيطرة على أحياء المرجة والميسَّر والصالحين (شرقي حلب)، مشيرة إلى «فشل شخصيات أمنية من النظام في حل الخلاف، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة، وهنالك حالة من حظر التجول».
وبعد سيطرة النظام على حلب الشرقية أواخر عام 2016، انتقلت الميليشيات العراقية والإيرانية من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب إلى شرقي حلب، كما اقتضى الاتفاق التركي ـــــ الإيراني، وعملت على توطين عائلاتها وعناصرها، فتنازعت مع مسلحي آل بري على العقارات.
وأفاد المحامي محمود كعيد بأن «ميليشيات آل برّي والميليشيات الأجنبية سيطرت على بيوت النازحين، وطرحتها للبيع، محققةً ثروات مالية لا يُمكن إحصاؤها، ثم تنازعت في ما بينها، لأن كل طرف يريد الاستيلاء أكثر والبيع أكثر».
بدوره، أفاد الناشط عبدالله قويدر بأن «أهالي كفريا والفوعة محسوبون على إيران، ولن يسمح النظام بالمساس بهم، وبالتالي سيتعامل معهم نظام الأسد بما يرضي إيران».
فوضى أمنيّة
أما المعارض عبدالغني حمادة، فيرى أنه «في ظل هذه الظروف الفوضوية ستكون الأجهزة الأمنية التابعة للنظام عاجزة عن ضبط الأمن في تلك المناطق التي تتصارع فيها الميليشيات الأجنبية والسورية».
على صعيد متصل، أكدت شبكات إخبارية محلية أن الميليشيات الإيرانية اعتقلت عدداً من عناصر ميليشيا «الدفاع الوطني» التابعة للنظام في ريف دير الزور الشرقي. وأوضحت «شبكة دير الزور 24» أن الميليشيات الإيرانية اعتقلت قرابة 20 من عناصر «الدفاع الوطني» في مدينة البوكمال المتاخمة للحدود العراقية، ويأتي ذلك عقب انسحاب ميليشيات إيران من مواقعها غربي نهر الفرات قبل أيام، بناء على تفاهمات وأوامر من موسكو، مع وصول تعزيزات روسية إلى المنطقة.
اتفاق إدلب
في غضون ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان:» أن فصائل مسلحة أطلقت قذائف هاون من المنطقة العازلة في إدلب نحو معسكر لقوات النظام في منطقة جورين في ريف حماة الشمالي، أدت الى مقتل جنديين، كما قصفت مواقع للنظام في ريف حلب الغربي، في أول خرق واضح لاتفاق إدلب، منذ نزع السلاح الثقيل من المنطقة العازلة.
وذكر «المرصد» أن «قوات النظام قصفت مناطق في المنطقة العازلة، ومنها مناطق زراعية قرب اللطامنة في ريف حماة الشمالي».
وقبل أيام، شهدت المنطقة العازلة بعض الاشتباكات المتقطعة بين الفصائل وقوات النظام، من دون استخدام السلاح الثقيل.
وكانت روسيا وتركيا توصلتا في سبتمبر الماضي إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، مع تسليم المعارضين سلاحهم الثقيل في المنطقة العازلة وانسحابهم منها.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من إدلب، في حين تتمركز فصائل ينضوي معظمها في إطار «الجبهة الوطنية للتحرير» في بقية المناطق، وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.
الى ذلك، أعلنت الناطقة باسم الحكومة الأردنية والتلفزيون الرسمي السوري، جمانة غنيمات، أمس، أن معبر نصيب الحدودي بين البلدين، المغلق منذ سنوات، سيعاد فتحه اليوم.
وقالت غنيمات إن «معبر جابر ـــ نصيب الحدودي بين البلدين الشقيقين يُعد شريانا حيويا لحركة التجارة بين الأردن وسوريا، وعبرهما الى كثير من الدول». (أ.ف.ب، الأناضول، شبكة شام)