المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

أهم ما يجب أن تعرفه عن الأنسولين

 

قبل اكتشاف الأنسولين، كان السكري مرضاً مميتاً. لذا يُعتبر الأنسولين عموماً أول دواء “سحري” حقيقي كونه أنقذ حياة ملايين الناس. لكن لماذا يحتاج البعض إليه، وكيف يعطي مفعوله؟

اعتُبر السكري داءً بحد ذاته منذ فترة طويلة جداً، وكان الطبيب ماثيو دوبسون أول من رصد السكر في بول مرضى السكري منذ عام 1775. بدا الأولاد المصابون بالسكري هزيلين وشاحبين وكانوا يدخلون في غيبوبة قبل أن يموتوا.
في عام 1797، أثبت جون رولو أن الحمية قليلة السعرات الحرارية تطيل حياة مرضى السكري لكن لفترة قصيرة لأنهم يموتون في نهاية المطاف بسبب الجوع أو مضاعفات سوء التغذية. في بداية القرن العشرين، فهم الأطباء الآلية البيولوجية للسكري ومع ذلك عجزت العلوم الطبية عن ابتكار علاج فاعل.

أنواع السكري

يشير النوع الأول من السكري إلى أن الجسم يعجز عن تصنيع الأنسولين، ويرتبط الخلل على الأرجح بعوامل وراثية، أو بالتفاعل المناعي الذي يسببه فيروس معيّن.
النوع الثاني من السكري مختلف عن الأول، إذ يجد الجسم في هذه الحالة صعوبة في استعمال الأنسولين. يظهر الداء غالباً في مرحلة متقدمة من العمر، ويؤدي إلى وقف إنتاج الأنسولين في الجسم. وتنجم هذه المشكلة عن عوامل وراثية أو طبيعة أسلوب الحياة، لا سيما البدانة والحمية الغذائية السيئة.
يفتح هرمون الأنسولين الخلايا ويسمح بدخول الغلوكوز كي يُستعمَل كمصدر طاقة أو يُخزَّن على شكل وقود للجسم. من دونه، يبقى الغلوكوز في الدم ويمرّ بالكليتين ويصل إلى البول. في هذه الحالة، يدرّ مرضى السكري كمية كبيرة من البول لأن الغلوكوز يسحب الماء من الجسم، ما يؤدي إلى الشعور بالعطش.
كذلك يتراجع وزن الجسم وتخفّ طاقته حين يعجز الغلوكوز عن دخول الخلايا.

اكتشافه

استناداً إلى أعمال أطباء سابقين، عزل الطبيب الكندي فريدريك بانتينغ مع طالب الطب تشارلز بيست الأنسولين من بنكرياس الكلاب والبقر في عام 1921.
وخضع الأنسولين للاختبار للمرة الأولى في عام 1922 على الفتى ليونارد تومسون البالغ من العمر 14 عاماً، ونجح في تحسين صحته.
لم يسبق أن غيّر أي دواء في تاريخ الطب حياة هذا العدد من الناس فجأةً.
لذا نال بانتينغ جائزة نوبل في عام 1923 نتيجة لإنجازاته في بحوث السكري.

حِقَن

يُقسم الأنسولين بين نوع يعطي مفعولاً سريعاً لفترة قصيرة (يُؤخذ قبل وجبة الطعام) ونوع يعطي مفعولاً بطيئاً لفترة طويلة (يُؤخذ مرة أو مرتين يومياً للحفاظ على مستويات مستقرة من الغلوكوز)، علماً بأن بعض مرضى السكري يأخذ النوعين معاً.
تنقذ حقن الأنسولين حياة الناس لكنها لا تضاهي الأنسولين الذي ينتجه الجسم للسيطرة على مستويات الغلوكوز في الدم.

حين تتراجع تلك المستويات بدرجة فائقة، يدخل المريض في غيبوبة ويحتاج حينها إلى أخذ الأنسولين عبر الفم أو الحِقَن.
بدوره، يؤدي الارتفاع المزمن لمستويات الغلوكوز في الدم إلى تضرّر العينين والكليتين والأعصاب والقلب.
يمكن استعمال المضخات التي تراقب مستوى غلوكوز الدم باستمرار وتعدّل كمية الأنسولين المحقونة، أو يمكن اللجوء إلى جراحات زرع البنكرياس في بعض الحالات. لكن وجد الباحثون صعوبة في ابتكار حبوب أنسولين بديلة عن الحقن لأن الأنسولين يتلاشى داخل المعدة في هذه الحالة.
حتى الآن، تبقى حقن الأنسولين ضرورية للحفاظ على صحة مرضى السكري حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى