المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

السرطان.. اكتشافات وعلاجات جديدة

 

كرس كثير من الباحثين حول العالم جل اجتهادهم وسنوات ابحاثهم لفهم السرطان، وايجاد طرق اكثر فعالية لعلاجه والوقاية منه. وقد نشرت عدة مجلات ابحاثا متقدمة خلال الاشهر السابقة. وفي التالي نذكر اهمها:
< المستقبل يبشر بابتكار تقنيات لتدمير خلايا السرطان ذاتيا
< البيئة الحمضية تضعف خلايا السرطان

1 – قتل الخلايا الثانوية
قيمت دراسة امكانية تحفيز التدمير الذاتي للخلايا السرطانية الثانوية. وللتوضيح، فخلايا السرطان الثانوية هي الخلايا التي تتحرر من الورم الخبيث الاساسي لتسافر وتصل الى اماكن متفرقة في الجسم وتسبب انتشار المرض. وانتشار الخلايا الورمية يمثل تحديا كبيرا في خطة علاج المصابين بالسرطان. واشارت التجارب المخبرية الى ان ايقاف نشاط مكون في الخلية يسمى (لايسوسوم)، يفقد الخلايا السرطانية الثانوية القدرة على الحياة، فتموت. وقد قام الباحثون بتقييم امكانية استغلال هذه التقنية لتحفيز تدمير هذه الخلايا، وكانت النتائج مبشرة. بيد انها لا تزال ضمن اطار الابحاث المخبرية.

2 – دور الحموضة
قام فريق بحث اسباني بتقييم تأثير الظروف البيئية المحيطة بخلايا السرطان فيها، لاكتشاف طرق تسهم في إضعافها. وخلصت دراساتهم الى ان السرطان يحتاج الى بيئة قلوية حتى تكون فعاليته في قمتها، وانه كلما زادت حمضية البيئة قلت كفاءة عمل خلايا السرطان وقوتها. وعلق الباحث ميغيل دوران فريجولا قائلا «لا تزال ابحاثنا تعتمد على التجارب المخبرية ولم تجرب الى الآن على جسم بشري. لكننا سنبدأ قريبا في اختبارها على الحيوانات، مما سيسمح بتطبيقها على البشر مستقبلا. واعتقد ان ذلك سيؤدي الى ابتكار طرق جديدة لمحاربة هذا المرض الخبيث».

3 – منع البروز
من الدراسات الواعدة، دراسة على مستوى خلوي اجريت لتقييم دور بروتين يسمى Wnt يتحكم في انقسام وتكاثر الخلايا وتكوين خلايا السرطان. ويعرف الباحثون ان هذا البروتين له دور في عملية ارسال اشارات تحفز وتنظم عملية انقسام الخلايا. وخلال هذه العملية، فقد تأخذ الامور طريقا خاطئا لتنقسم الخلايا بشكل خبيث ومرضي فيتكون السرطان. ولاحظ الباحثون ان وجود بروز على بعض الخلايا (يسمى سايتونيم) له دور يسبب تغيرا في اشارت البروتين Wnt . وبأن منع تكون هذا البروز يمنع حدوث الخلل في عمل هذا البروتين وبالتالي يقي من تكون الخلايا الخبيثة. وعليه، يعتقد الباحثون ان ابتكار علاجات تمنع تكون هذا البروز (سايتونيم) على الخلية سيمنع الاصابة بالسرطان.

4 – نوم السرطان

وفق دراسة استرالية يمكن ان نجبر خلايا السرطان على النوم، عبر استخدام مركبات تسهم في ايقاف نشاط خلايا السرطان. وبينت د. آن فوس من معهد والتر وإلايزا في استراليا بأن هذه المركبات تقوم بتثبيط بروتينات تسمى كات 6 -أ وكات 6 -ب. وقالت: بدلا من الاستعانة بعلاجات تضر الخلايا السليمة مثل العلاج الكيميائي والاشعاعي، يمكن الاستعانة بجيل جديد من العقاقير المضادة للسرطان يمكنها اخماد وايقاف السرطان بشكل دائم ومن دون أذية الخلايا السليمة. حيث تقوم هذه المركبات بإيقاف انقسام خلايا السرطان عبر اغلاق قدرتها على التكاثر، مما يوقف نشاطها فيضمحل المرض. ولا يزال لدينا الكثير من العمل حتى نصل الى ابتكار جيل جديد من العقاقير لتجربته على المصابين بالسرطان. ولكن اكتشافاتنا المبدئية تقترح ان هذه العلاجات قد تكون ذات فعالية كبيرة في تأخير ومنع الانتكاسة المرضية.

5 – ما هو سبروتي 1 و2 ؟
بالإضافة الى اكتشاف طرق لإضعاف السرطان، قيمت بعض الدراسات ميكانيكية دفاعات الجسم الطبيعية وكيفية زيادة فاعليتها في محاربة السرطان. على سبيل المثال، وجدت دراسة ان كفاءة خلايا المناعة في محاربة خلايا السرطان تتضاعف إذا تم الغاء او مسح جزيئين يسميان سبروتي 1 و2. فعندما تم مسح الجينات المسؤولة عن هذين الجزيئين، لاحظ الباحثون تحسنا في عمل خلايا المناعة من النوع ت، التي تعتبر من أشرس واقوى سلاحات الجهاز المناعي. وبالإضافة الى زيادة قوة خلايا المناعة ت، فان ازالة هذه الجينات سمحت لهذه الخلايا بتذكر آلية التغلب والقضاء على خلايا السرطان، مما زاد من فعاليتها وسرعتها في القضاء عليها في كل مرة تواجهها مستقبلا. وعلق الباحثون «تقترح ابحاثنا طرقا لتحسين الهندسة الوراثية (عبر علم الجينات) لزيادة فعالية الجهاز المناعي ضد السرطان. فتقنية الهندسة الوراثية يمكنها ان تقوم بمسح جزيئي سبروتي 1 و2 من الخلية حتى يجعلها أكثر قدرة على محاربة السرطان». ومن جانب آخر، قام باحثون من جامعه كاليفورنيا في سان دييغو بفحص كيفية دعم بعض الجينات لعمليات بدء وتطور السرطان. واكتشفوا ان شريحة من الصبغة الوراثية DNA تسمى المعزز الوراثي او eRNAs تحتوي على معلومات ورسائل تعزز نشاط جينات تحفز تكاثر الاورام السرطانية، وان هذه الجينات كانت اقل فعالية وكفاءة اذا تم مسح هذا المعزز. لذا، اقترح الباحثون فائدة هذا التعديل الوراثي ضمن تقنية الهندسة الوراثية لعلاج مرض السرطان.

6 -التدمير الذاتي للسرطان
قيمت دراسة طرقا تحفز التدمير الذاتي للسرطان. حيث قام الباحثون بتحديد مركب كيميائي يمكن ان يقطع مصدر الطاقة للخلايا السرطانية في فئران مختبر مصابة بنوع شرس من سرطان الدماغ يسمى غلايوبلاستوما. وللتوضيح، مصدر الطاقة في خلايا السرطان هو مكون صغير يسمى الميتوكندريا. ووجد الباحثون ان حذف مركب يسمى KHS101 اسهم في منع انتاج الميتوكندريا للطاقة، وترتب على ذلك موت خلايا سرطان الدماغ. والاهم هو ان هذه التقنية كانت فعالة في علاج وقتل جميع خلايا السرطان (حتى الثانوية). وعلق الباحث قائلا: هذه خطوة في طريق طويل سيؤدي في النهاية الى اكتشاف عقار يمكنه استغلال هذه العملية الكيميائية لعلاج السرطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى