المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

اعتلال الجهاز العصبي بعد العلاج الكيميائي

 

بعد أشهر من العلاج الكيماوي غالبا ما يصاب المريض باعتلال الجهاز العصبي الذاتي. قد ينهي المريض العلاج الكيماوي من دون ان يختفي الاعتلال هذا. فهل يتحول ذلك إلى حالة مزمنة؟

يُعتبر اعتلال الجهاز العصبي الذاتي أحد تأثيرات أدوية العلاج الكيماوي الجانبية النادرة. ولما كان هذا الاعتلال نادراً وأسبابه كثيرة، فيجب أن يخضعك الطبيب لتقييم دقيق كي يتحقق من أن أعراضك لا تعود إلى أسباب مختلفة.
يُشكل الاعتلال العصبي المحيطي، الذي يؤدي إلى الخدر، والوخز، والألم في اليدين والقدمين، تأثيراً جانبياً أكثر شيوعاً لأدوية العلاج الكيماوي، مقارنة باعتلال الجهاز العصبي الذاتي. ولما كان الاعتلال العصبي المحيطي ينشأ نتيجة للعلاج الكيماوي، فإن أعراضه تختفي تدريجياً في غضون بضعة أشهر بعد انتهاء العلاج، مع أن اختفاءها يستغرق أحياناً فترة أطول. وفي بعض الحالات، يدوم الاعتلال العصبي المحيطي الناجم عن العلاج الكيماوي سنوات أو قد يصبح دائماً، مع أن هذه الحالات نادرة. وتتوافر علاجات للتحكم في الأعراض.
يسبب بعض أدوية العلاج الكيماوي اعتلالاً عصبياً، في حين لا يؤدي البعض الآخر إلى تأثيرات مماثلة. حتى مع الأدوية التي يُحتمل أن تكون سامة للأعصاب، يطوّر %30 فقط من المرضى الذين يتلقونها اعتلالاً عصبياً محيطياً بسبب العلاج. لكن خطر الإصابة باعتلال عصبي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسة للحد من مقدار العلاج الكيماوي الذي يُعطى للمريض.
صحيح أن اعتلال الجهاز العصبي الذاتي أقل شيوعاً من الاعتلال العصبي المحيطي، إلا أنه ينجم أيضاً عن العلاج الكيماوي. تنشأ هذه الحالة عندما تتعرض الأعصاب التي تتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية للتلف. فيؤثر تلف الأعصاب هذا في الرسائل التي يبعث بها الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي الذاتي، مثل القلب، والأوعية الدموية، وغدد العرق.

إعادة التأهيل

يؤثر اعتلال الجهاز العصبي الذاتي في ضغط الدم، وقدرة الجسم على التحكم في حرارته، وعملية الهضم، ووظائف المثانة، والوظائف الجنسية. وترتبط الأعراض المحددة التي يعانيها المريض مع هذا الاضطراب بالأعصاب المتضررة.
يعاني بعض مرضى هذا الاعتلال الدوار حين يقفون، أو يُصابون بعدم تحمل الجهد (حالة يعجز معها نظم القلب عن التكيّف بشكل ملائم مع ارتفاع مستوى النشاط).

يواجه مَن يعانون اعتلال الجهاز العصبي الذاتي أيضاً تبدلاً في أنماط التعرق أو إحساساً بحريق في اليدين أو القدمين. كذلك يصعب عليهم إفراغ المثانة أو يعانون سلس البول.
علاوة على ذلك، تؤدي التغيرات في الجهاز الهضمي الناجمة عن هذا الاعتلال إلى أعراض مثل الشعور بالشبع بعد بضع قضمات من الطعام، وفقدان الشهية، والإسهال، والإمساك، وانتفاخ البطن، والغثيان، والتقيؤ، وصعوبة البلع، وحرقة المعدة.

في حالة مَن يعانون اعتلال الجهاز العصبي الذاتي الناجم عن العلاج الكيماوي، تظهر الأعراض تدريجياً عادةً خلال مسار العلاج. وقد تزداد تفاقماً طوال أسابيع بعد الانتهاء من العلاج. وفي حالات كثيرة، تبدأ الأعراض بالتحسّن بعد ذلك، مع أن اختفاءها التام قد يستغرق أشهراً عدة أو ربما أكثر.

يساهم العلاج في التحكم في الأعراض. ويستند نوع العلاج الذي تحتاج إليه إلى أجزاء جسمك المصابة باعتلال الجهاز العصبي الذاتي.
تحقق الأدوية غالباً نجاحاً كبيراً في ضبط الأعراض، شأنها في ذلك شأن التغييرات في نمط الحياة، مثل التمرن، وتعديلات النظام الغذائي، وزيادة استهلاك السوائل.

ابقَ على تواصل مع طبيبك واحرص على إخباره بكل ما زلت تعانيه مع اعتلال الجهاز العصبي الذاتي.
وإذا استمرت الأعراض، فمن الأفضل أن تستشير طبيب أعصاب بغية التأكد من هذا التشخيص ومناقشة احتمال اللجوء إلى خيارات علاجية إضافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى