«الكويت عصية على الإرهاب» يوثق أحداثاً لا تنسى من ذاكرة الشعب
أصدر الزميل الإعلامي د.أحمد أبوسيدو كتابه الجديد تحت عنوان «الكويت عصية على الإرهاب» بمناسبة ذكرى تفجير مسجد الإمام الصادق.
ويعد الإصدار الجديد للإعلامي المخضرم رقم 25 والذي تضم مكتبته العديد من الموضوعات الوطنية الكويتية والإعلامية والتاريخية.
ويتناول الكتاب الذي يوثق موقفا لا ينسى لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، بوصوله إلى موقع الحادث بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحكام والأمراء والزعماء على مر العصور والأزمان وخلق هذا الموقف تلاحما ومحبة وألفة بين أبناء الشعب الواحد مما افشل مخطط تفكيك الوحدة الوطنية الكويتية.
وكلمة صاحب السمو الأمير «هذولا عيالي» أصبحت رسالة وطنية للأجيال المقبلة حيث تعرضت الكويت، أرض المحبة والسلام وأرض الإنسانية العالمية، لحادث إرهابي مفجع في يوم يسعى المسلمون فيه إلى ذكر الله ويذرون البيع، وخلال شهر نزل فيه القرآن على نبي الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ففي السادس والعشرين من شهر يونيو 2015م وفي يوم الجمعة المبارك من شهر رمضان الفضيل وخلال صلاة الجمعة تعرض مسجد الإمام الصادق رضي الله عنه لعمل انتحاري من مجرم قاتل يسمي نفسه بـ«داعشي»، لم يراع منفذوه حرمة الشهر الفضيل ولا حرمة يوم الجمعة المبارك رغم أن هذا العمل الشنيع بعيد كل البعد عن قيم وأساسيات شريعة الدين الإسلامي الحنيف وقتل النفس التي حرمها الله.
لقد حمى الله سبحانه وتعالى الكويت، عبر تاريخها الطويل، من المؤامرات المختلفة، حيث تصدت برعاية من الله وواجهت من خلال قياداتها ورجالاتها الفتن المختلفة ووقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة الإرهاب الأسود، متعاونين متكاتفين في لحمة واحدة وصف واحد من سنة وشيعة وحضر وبدو، وقد شهد لهم الجميع بأروع بطولات التضحية والذود عن الوطن وترابه.
وقد أثبت الحادث المفجع في مسجد الإمام الصادق هذا التلاحم والتكاتف من جميع أبناء الكويت بعد أن فوجئوا بتواجد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه وأطال عمره، وشاهد الجميع تواجده الأبوي والانساني الحنون في موقع الانفجار في بادرة هي الأولى من نوعها بالعالم وأنه القائد الوحيد الذي ذهب بنفسه إلى موقع الانفجار دون حماية أمنية وقبل أي مسؤول آخر، فكانت المفاجأة الكبرى أن هب جميع الحضور من المواطنين لاحتضان سموه والالتفاف حوله خوفا على حياته لخطورة الموقف فقال كلمته التاريخية والدموع تذرف من عينيه: «هذولا عيالي»، وقد تحقق بهذا الموقف غير المسبوق صدق المشاعر واللحمة الوطنية بين القائد وشعبة.
وكان لهذا الموقف البطولي أن وقفت جميع شعوب دول وزعماء العالم إلى جانب الكويت منددة بهذا العمل الإجرامي البشع الذي لا يمت للإسلام بصلة.
كما أن كلمة سموه الأخيرة أمام حشد من المواطنين في إحدى المناسبات الوطنية عندما سمع كلمة «يبا» من المواطنين فقال: هذه الكلمة عندي كلمة كبيرة، وأحس أنكم كلكم مثل أولادي، وقد تركت هذه الكلمة لسموه في نفوس جميع الكويتيين وشعورهم بأن قائدهم ليس قائدا سياسيا أو حاكما بل هو أيضا أب حنون يشعر بأبوته ويضحي من أجلها وهذا ما تفقده شعوب العالم أجمع.
وقد أثبتت المقاييس والنتائج كافة، الفشل الذريع المستهدف لتفجير مسجد الصادق والجريمة النكراء فلم يحقق مدبروها أهدافهم ولم ينجحوا في أهدافهم الخسيسة بشق الوحدة الوطنية الكويتية أو إثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة.
إن الوحدة الوطنية الكويتية هي السياج المنيع لحفظ الوطن، فالكويت دائما على قلب رجل واحد لا فرق بين سني وشيعي وحضري وبدوي، فقد عاشوا على مدى العقود أسرة واحدة وإخوة في السراء والضراء وكانوا يدا واحدة ضد المعتدين على أرض وتراب وطنهم.
ويجسد هذا الكتاب وثيقة تاريخية لتعاضد وتلاحم أبناء الكويت تحت قيادة أميرهم في كافة المواقف التي صاحبت هذا العمل الإجرامي وغيره وكانت ردود الفعل الإيجابية صدمة موجعة على وجوه وقلوب أهل الفتنة.
ففشلت أهدافهم، وسيكون رسالة وطنية للأجيال المقبلة تؤكد هذا التلاحم الوطني المتميز والفريد.
وليرع الله الكويت وأهلها ويحفظها من كل مكروه.
وقد تضمن الكتاب عدة أبواب، حيث تناول المسجد في الإسلام، كما تم توثيق الحدث في وصول صاحب السمو الأمير إلى مسجد الإمام الصادق بعد الحادث مباشرة وصور دموع سموه يبكي حزنا على ضحايا التفجير وأهداف تفجير مسجد الإمام الصادق وصور تفجير المسجد.
وقد أمر سموه بسرعة ترميم المسجد والاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء وردود فعل الحادث محليا وعربيا ودوليا، وكذلك توثيق توافد المواطنين والمقيمين إلى مقبرة الجعفرية لتشييع شهداء الكويت وكذلك توافد آلاف الرجال لمسجد الدولة الكبير والنساء إلى دسمان لتقديم العزاء، إضافة إلى زيارة المصابين من التفجير في المستشفيات.
وقام المؤلف د. أحمد أبوسيدو بإجراء لقاءات مع إمام المسجد، ومع ذوي الشهداء ولقاءات مع المصابين بعد أن مَنّ الله عليهم بالشفاء، كما وثق الكتاب قيام صاحب السمو الأمير، بافتتاح مسجد الصادق بحلته الجديدة بعد تجديده.
كما رعى سموه ذكرى تأبين الشهداء وألقيت كلمات وأشعار تؤكد الوحدة الوطنية وفشل أهداف هذا الحادث الإجرامي لزعزعة اللحمة الوطنية الكويتية.
كما وثق الكتاب الذكرى الثالثة لشهداء جامع الإمام الصادق، برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، مؤكدا بقوله إننا لن نسمح للظالمين بالتخفي بيننا.
كما وثق أبوسيدو تفاصيل الحادث وأسماء الشهداء والتحقيقات التي تمت لاكتشاف المجرمين.
كما تم توثيق ردود الفعل لجميع الطوائف والمسؤولين من رئيس مجلس الوزراء ووزراء ورئيس مجلس والمجلس البلدي ووزير الإعلام ووكيل الوزراء ومختلف اللجان الإسلامية والكتاب والتيارات المختلفة وجمعيات النفع العام في الكويت، إضافة إلى مجموعة من السفراء المعتمدين بالكويت وردود فعل دول مجلس التعاون والدول العربية والعالمية ووزراء الداخلية العرب ومنظمات عربية ودولية، إضافة إلى توثيق زيارة كبار المسؤولين للمصابين في المستشفيات للاطمئنان عليهم.
وأخيرا تم توثيق ردود فعل الصحف المحلية على الحادث.
كلنا عيالك يا أبو ناصر
قام الزميل د.أحمد ابوسيدو بتأليف قصيدة بعنوان «كلنا عيالك يا أبوناصر» قال فيها:
بيــن مسجــدي الصــادق والكبيـــر
نشهد يابو ناصر إنك الصادق الكبير
دموعـــك وحزنـــك يــا أغلــى أميـــر
هــزت مشــاعر كـل صاحــب ضميـر
«هــذولا عيالي…» كلمتــك يــا شيــخ
أنارت القلوب ودفنت الفتنة والشرور
كلنــا… عيالــك يــا أبــو ناصــر
وانــت أبونــا وأخونـــا والأمــير
السنة والشيعة من بدو وحضر ومقيمين
كلهم فدوة لك يا صاحب القلب الكبير
التاريــخ سجــل حضــورك للصوابــر
ما عملها قبلك في العالم لا رئيس ولا أمير
خاطرت بروحك وعمرك وانت صائم
ووصلت لعيالك دون موكب أو تحضير
يشهد لحبــك واخلاصــك وانسانيتــك
من سنين شعوب العالم الغني قبل الفقير
غرست فينا قيم التلاحم والتراحم والمحبة
فعززت الوحدة الوطنية وعريت الخنازير
الكويتيون ما عرفوا الكراهية عبر التاريخ
وعاشوا بأرضهم وبحرهم في حب وفير
الكويتيون تلاحموا في السراء والضراء
وتعاونوا في الغوص وصدوا الأعاصير
أسوار الكويت وجزرها وسفنها ورجالها
تشهد تلاحم فريد بين الشعب والأمير
****
إرهابكـــم كفــر… لا جهــاد ولا ديــــن
قتلتوا المسلمين في البيت الأمين
سجــــدوا لله يشكـــــرون ويكبـــرون
وتكبروا للقتل والتفجير اللعين
تحرقوا جثث الطاهرين المصلين
وتحــرقوا كتــاب الله المبـــيـــن
أين الإسلام منكم يا جهلة مأجورين
الاسلام منكم براء والسنة والشيعة متحدين
انقلب السحر على الساحر اللعين
وانتصر الله صاحــب الحــق اليقين
أنا كويتي بالولاء والروح ومسلم صاحب عقل ودين
لن تفرقوا بين أطياف المؤمنين
ندعــو الله باســم المواطــن والمقيم
أن يحفظ لنا كويتنا ويطيل عمر أميرنا الأمين