خطواتٌ فاعلة لتهدئة أولادك المشاغبين
إبنك كثير الحركة فهو يتكلمّ ويقفز باستمرار ولا تجيدين التحكم بحركته الصاخبة والمتواصلة.
تتعدّد الاستراتيجيات التي تسمح لك بكبح طاقته الفائضة، فأنت تودّين التنعمّ ببعض الراحة من دون جلبة. طبّقي النصائح التالية لاسترجاع الراحة والهدوء في بيتك.
الخطوة الأولى: بسّطي الوضع
يطوّر الأولاد ذكاءهم من خلال حركاتهم ويشير فرط نشاطهم إلى يقظتهم الفكرية وسرعان ما يختارون اهتمامات أكثر هدوءاً في مراحل لاحقة من نموهم.
إذا أردت أن تهدّئي ابنك، يجب أن تُنَمّي لديه صورة إيجابية عن نفسه. هنّئيه على طاقته الجميلة لأنه سيستعمل هذه الطاقة نفسها كي يتجاوز المصاعب حين يكبر.
ستكون ملاحظات الناس ونظراتهم له أساسية كي يشعر بالتصالح مع نفسه. لكن إذا أخبرته بأنه صعب المراس، سيبني صورة سلبية عن نفسه. يجب أن تتقبلي اختلاف تصرفاته.
على صعيد آخر، لا تسارعي إلى اعتباره مصاباً بفرط النشاط لأن هذه الحالة تترافق مع ثلاثة مؤشرات: نقص الانتباه (أو ضعف التركيز) والحركة الدائمة والاندفاع. إذا كان ابنك كثير الحركة لكنه يستطيع أن يركّز على ما يسمعه أو يقوم بأي نشاط يروق له، يعني ذلك أنه مشاغب بكل بساطة ويمكن أن تساعديه على تفريغ طاقته.
الخطوة الثانية: ابحثي
كي تساعدي ابنك على استرجاع الهدوء، يجب أن تفهي سبب حركته المفرطة. يبالغ الأهالي في تحفيز أولادهم اليوم لذا يسهل أن يعتادوا على تلاحق النشاطات في حياتهم اليومية. ابدئي بالتساؤل عن الفسحة التي تعطينها لابنك كي يرتاح ولا يفعل شيئاً.
يجب أن تعرفي أن الأولاد يحتاجون إلى الشعور بالملل. في لحظات مماثلة، يمكنهم أن يفكروا ويجدوا الأفكار التي تسمح لهم بالاعتناء بنفسهم. تحققي من جدول ابنك اليومي. ربما تتعلق المشكلة الحقيقية بجدولك الخاص إذا كان لا يسمح لك بالاهتمام به. يكون سلوكه في هذه الحالة وسيلة لجذب انتباهك لأنه لا يشعر بوجودك في حياته.
اعتادي تخصيص وقت لابنك. حين تعودين من العمل مثلاً، إلعبي معه طوال نصف ساعة قبل أن يستحم ويتناول العشاء. وفي الصباح، خذي الوقت الكافي لتناول الفطور مع أفراد العائلة.
تكلمي معه باستمرار حول مجريات يومه وأخبريه القصص قبل أن ينام في المساء.
يتعلق سبب شائع آخر لفرط الحركة بالتعب الجسدي. إذا لاحظتِ أن ابنك لا يجلس في مكانه بعد الحضانة أو المدرسة أو في حال لم يأخذ قيلولة في النهار، يعني ذلك أنه مرهق ولم ينم مدة كافية. يجب أن تكوني صارمة في ما يخص موعد نومه ومدة القيلولة وستلاحظين أنه سيصبح أكثر هدوءاً.
تزيد حركة الأولاد أيضاً حين يعيش المقربون منهم حوادث مقلقة، أو يغيرون مكان إقامتهم، أو ينفصلون، أو يخسرون عملهم، أو ينجبون طفلاً جديداً…
في حالات مماثلة، يجب أن تُطمئِني ابنك وتتكلمي معه صراحةً وتبسّطي الوضع إلى أن يسترجع الهدوء.
الخطوة الثالثة: أوضحي له خياراته
لتخفيف حركة ابنك، يجب أن تشرحي له السلوكيات التي تطرح مشكلة وتلك التي تنتظرينها منه.
افرضي عليه قواعد جديدة وواضحة وانزلي إلى مستواه، وانظري في عينيه وأخبريه بالأخطاء التي يرتكبها، واكشفي له السلوكيات الصحيحة.
كرري له القواعد في كل مرة يتصرف فيها بطريقة شائبة لأنه لن يتغير منذ المرة الأولى.
اشرحي له أن سلوكه ليس محبذاً في المجتمع. حافظي على هدوئك حين تعلّمينه قواعد السلوك ولا تقمعي حركته لأن العقاب من دون أن يفهم سببه سيزيد المشكلة سوءاً.
على صعيد آخر، لا تترددي في تكليفه بعدد من المسؤوليات بدءاً من تحضير المائدة والمشاركة في التسوق وصولاً إلى إعداد وجبات الطعام…
ستساعدينه بهذه الطريقة على إيجاد مكانته الصحيحة أو الدور الذي يناسبه وسط العائلة ولن يحتاج في المرحلة اللاحقة إلى البحث عن نفسه عشوائياً.
الخطوة الرابعة: اقترحي نشاطات بديلة
تزيد حركة الأولاد إذا لم يعترض الراشدون على سلوكهم في أبكر مرحلة ممكنة. حين تشعرين بأن ابنك يحاول أن يفرض سلطته، تدخلي سريعاً.
أبلغيه بأنه يبدو عصبياً جداً واقترحي عليه نشاطات بديلة يمكن أن تثير اهتمامه.
لكن لا تمنعيه من التحرك لأنه يحتاج إلى الحركة، بل ساعديه على تفريغ طاقته الفائقة.
بما أن ابنك يحتاج إلى التحرك، اختاري له نشاطات جسدية في الخارج:
اقصدي الحديقة معه أو تنزها على الشطّ أو إلعبا كرة القدم أو اركبا الدراجة الهوائية…
يمكنه أن يستعمل طاقته الجسدية أيضاً في فترات محددة. في لحظات أخرى، اقترحي عليه نشاطات حركية وخصصي له فترات هادئة كي يلعب خلالها بألعابه القماشية أو ألعاب البناء.
شجّعيه أيضاً على الرسم أو التلوين أو مشاهدة عرض للدمى المتحركة أو التنكّر.
أو يمكن أن تفتحي أمامه كتاباً مصوراً وتجلسيه في حضنك كي تقرآ معاً.
أو اجلسي معه لمشاهدة فيلم رسوم متحركة لكن لا تتركيه أمام الشاشات (تلفزيون، أو حاسوب لوحي، أو هاتف ذكي…) طوال ساعات بحجة أنه يبقى هادئاً لأن حركته المفرطة ستصبح أشبه بقنبلة مؤجّلة. يمكنك أن تداعبيه وتحضنيه أيضاً لأن الحنان أحد أفضل الأدوات لاسترجاع الهدوء. إذا لم يهدأ فوراً، اقترحي عليه تمريناً بسيطاً لاستعادة الاسترخاء. لجذب انتباهه، أشعلي شمعة واطلبي منه أن يطفئ لهبها عبر النفخ عليها بوتيرة هادئة ومتلاحقة.
الخطوة الخامسة: شجّعيه على المتابعة
ربما تميلين كمعظم الأهالي إلى التركيز على السلبيات في مقابل الإغفال عن الإيجابيات.
حين يرضخ ابنك ويجلس كي يقرأ كتاباً، أو يمارس نشاطاً هادئاً، أو يوقف الركض حين تطلبين منه ذلك، هنّئيه على ما فعله! أخبريه بأنه يستطيع أن يفتخر بنفسه ثم أعطيه مكافأة صغيرة كي يشعر بقيمة ما فعله وكي يتشجع على تكرارا سلوكه الجيد لاحقاً. لكن يجب ألا تصبح المكافأة عادة مألوفة كي لا تفقد قيمتها.