المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

بروتين «يجدّد» القلب بعد إصابته بنوبة!

تتناول المقالة هذه دراسةً حديثةً حقّقت اختراقاً كبيراً في مجال أبحاث القلب.
فقد بيّنت الأبحاث أن حقن القوارض ببروتين جديد يسمّى VEGF-C يطلق عملية تساعد القلب على التعافي بعد النوبة القلبية.

معلومات عامة

أثناء النوبة القلبية أو عند الاصابة باحتشاء عضلة القلب، يتوقف تدفّق الدم الحامل للأوكسجين إلى القلب، ما يسبّب موت الخلايا ويُلحق الضرر بعضلة القلب. يرسل نظام المناعة الخلايا المناعية إلى “موقع الإصابة” في محاولة للتخلّص من الخلايا الميتة، ولكن الخلايا المناعية هذه تسبّب الالتهاب بدورها، ما يؤدّي إلى تليّف القلب. ويتبيّن على المدى الطويل أنّ الأضرار الناجمة عن الخلايا المناعية أكبر من المساعدة التي تقدّمها. فالنسيج الندبي للقلب المتليّف لا ينكمش كما يجب، ما يضعف قدرة القلب على ضخّ الدم وقد يؤدّي في نهاية المطاف إلى قصور القلب. لم يكن علماء الطب حتى الآن قادرين على حلّ المشكلة هذه. ولكن أخيراً، وجد فريق بقيادة باحثين من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة بروتيناً يخفّف من تلف عضلة القلب ويساعد القلب على استعادة وظيفة الضخ في حال حُقِن به المريض بعد الإصابة بنوبة قلبية. قاد الدراسة الجديدة أستاذ الطب التجديدي في مركز الطب التجديدي في جامعة أكسفورد التابع لمؤسسة القلب البريطانية (BHF) البروفيسور بول رايلي، ونُشرت النتائج في مجلة التحقيقات السريرية.

يساعد البروتين الجديد على “التخلّص” من الخلايا المناعية

صمّم البروفيسور بول رايلي وزملاؤه نموذجاً لفئران مصابين بنوبة قلبية، ثم قاموا بحقن بروتين يسمّى VEGF-C في بعض القوارض وتركوا مجموعة أخرى دون علاج. في المجموعة التي تم علاجها، لاحظ الباحثون أن البروتين أدّى إلى نمو شبكة من الأوعية اللمفاوية التي ساعدت على إزالة الخلايا المناعية بعد أن ساهمت في إصلاح القلب وتنظيف الحطام الخلوي.
هكذا، تواجدت الخلايا المناعية في موقع الإصابة لفترة كافية للمساعدة على الشفاء، ولكن ليس لفترة طويلة جداً تمكّنها من إحداث مزيد من الضرر. سمحت العملية العلاجية هذه باستعادة قدرة القلب على الضخ بالكامل تقريباً، بينما فقدت القوارض غير المعالجة ما يقرب من نصف وظائف القلب.

اكتشافات مهمة في أبحاث

يشرح البروفيسور ريلي الآلية الكامنة وراء النتائج قائلاً: “نحن نعلم الآن أنه لا يكفي مجرد إرسال الخلايا المناعية إلى القلب. نحن بحاجة إلى تعزيز المسارات التي تزيل الخلايا المناعية هذه بمجرد قيامها بعملها، حتى لا تبدأ في التسبّب بمزيد من الأذى، ما يُسهم في النهاية في إحداث ضرر طويل الأجل يؤدّي إلى قصور القلب…
أتاح لنا البحث هذا البدء ببرنامج لاكتشاف أدوية تعزّز

نمو الأوعية اللمفاوية وتزيل الخلاياالمناعية بسرعة. ونأمل في التوصّل إلى علاج يمكن إعطاؤه للناس بعد الإصابة بنوبة قلبية في غضون 5 إلى 10 سنوات”. ويقول البروفيسور جيريمي بيرسون المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: “تجديد القلب هو غاية ما تصبو إليه أبحاث القلب. وقرّبتنا النتائج هذه من فهم كيفية تحويل الأمر هذا إلى واقع”. ويتابع بيرسون: “يخلق استغلال النظام الليمفاوي فرصاً جديدة لإيجاد علاجات تحدّ من الضرر الناجم عن النوبات القلبية وتساعد على تجديد القلب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى