المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

العراق: التظاهرات تتمدد.. واقتحام مطار النجف

اتسعت رقعة الاحتجاجات التي انطلقت منذ الأحد الماضي في محافظة البصرة جنوبي العراق، وشهدت قتل متظاهر وإصابة 3 آخرين، جراء ما قال محتجون إنه «إطلاق نار لجأ إليه الأمن لتفريق متظاهرين»، لتشمل محافظات النجف وكربلاء وبابل، وذلك للمطالبة بتوفير فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية.
وحاصر محتجون غاضبون فندق الشيراتون الذي يقيم فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد وصوله إلى المدينة صباح أمس، بينما قال عاملون في ميناء أم قصر للبضائع إن نحو 100 محتج أغلقوا الطريق المؤدي للميناء.
وذكر أحد العاملين في الميناء إن الطريق المؤدي إليه مغلق، ولا تستطيع الشاحنات الدخول أو الخروج. في وقت طلب المسؤولون في الميناء من الموظفين العودة إلى منازلهم.
من جهته، أفاد الملازم في الجيش محمد خلف بأن قوات الأمن منعت محتجين غاضبين من اقتحام مقر «شركة نفط البصرة» المملوكة للدولة. وقال إن «مئات من المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر شركة نفط البصرة وسط المدينة، وهتفوا ضد المسؤولين في الحكومة الاتحادية ومسؤولي الشركة النفطية».

وأوضح خلف أن «قوات الأمن كانت عززت وجودها في محيط شركة النفط، وتم منع المتظاهرين من اقتحام المبنى بعد أن حاولوا إزلة الأسلاك الشائكة عند المدخل». وأضاف أن «قوات الأمن أبلغت المتظاهرين بأن أي محاولة لاقتحام الشركة سيتم التعامل معها وفق الإطار القانوني على أنها تعدّ على المؤسسات الحكومية»، مردفاً إن «المتظاهرين تفادوا التصادم مع قوات الأمن».

بدوره، كشف مصدر أمني عن وصول قوة من جهاز مكافحة الإرهاب (قوات النخبة في الجيش) من بغداد إلى البصرة، لتأمين حقول النفط ومقار الشركات النفطية الأجنبية.زيارة العبادي
ولم تهدأ وتيرة الاحتجاجات، رغم زيارة العبادي البصرة وإعلانه إجراءات في شأن 10 آلاف فرصة عمل كشفت عنها الحكومة، الخميس، وإقالته قال قائد عمليات البصرة جميل الشمري.
وقال محمد جبار (29 عاماً) وهو خريج جامعي عاطل عن العمل: «لن نتوقف حتى تُلبّى مطالبنا». وأضاف: «إذا لم يوفروا لنا وظائف ويحسّنوا الخدمات الحكومية مثل المياه والكهرباء، فسنغلق البصرة ونوقف إنتاج النفط».
ونفد صبر عراقيين مثل نوري مالك (34 عاماً) العاطل عن العمل منذ عشر سنوات. وقال مالك: «إذا لم ينفّذوا مطالبنا، فسنقوم بخطوات تصعيدية. سنوقف نشاط شركات النفط ولن نسمح لهم بتوظيف أجانب».
من ناحيتها، انتقدت حركة الصادقون في البصرة قيام العبادي خلال زيارته الى المدينة بجلب «فريقه الأمني وليس الوزاري»، محذّرة من الراغبين بـ«خلط الأوراق» في تظاهرات المحافظة.
وقال مسؤول الحركة عدي عواد إن «زيارة رئيس الوزراء الى البصرة خطوة جيدة، ولكن كان المتوقع ان يجلب معه فريقه الوزاري وليس الأمني».

توسّع الاحتجاجات
وتظاهر المئات في محافظات كربلاء وبابل والنجف تضامناً مع متظاهري البصرة، مطالبين باتخاذ إجراءات فورية وسريعة للحد من التردي الحاصل في القطاع الخدمي وتفشي الفساد الإداري والمالي.
ففي قضاء الهندية، شرقي كربلاء، خرجت تظاهرة غاضبة، احتجاجاً على تردي خدمات وزراة الكهرباء، وللمطالبة بتحسين واقع تجهيز الكهرباء لهم.
وأمهل المتظاهرون محطة الخيرات 72 ساعة لتحسين الكهرباء، مهددين بإغلاقها في حال عدم تنفيذ ذلك.
وفي النجف، اقتحم متظاهرون مطارها، وتجمعوا قرب مجلس المحافظة وسلموا مطالبهم.
وفي الناصرية، منعت القوات الامنية بعض متظاهري المدينة من اقتحام منزل محافظ ذي قار يحيى الناصري، واستخدمت القوات القنابل المسيلة للدموع لغرض تفريقهم.
وطالب عدد كبير من المتظاهرين بإقالة المحافظ، وحاولوا اقتحام منزله، لكن القوات الامنية قامت بمنعهم.
كذلك، اقتحم عشرات المتظاهرين في محافظة ميسان مبنى المحافظة في مركز مدينة العمارة، احتجاجا على سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء وقلة فرص التعيين.
وتظاهر العشرات أمام مبنى مجلس بابل، احتجاجاً على سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء وشحة الماء، ونصبوا خيام الاعتصام.

المرجعية تتضامن
بدوره، أعلن المرجع الشيعي علي السيستاني تضامنه مع التظاهرات التي تشهدها البصرة، وقال إن المحتجين يواجهون «النقص الحاد في الخدمات العامة» مثل الكهرباء في ظل حرارة الصيف الخانقة.
وقال مساعد للسيستاني: «لا يسعنا إلا التضامن مع أعزائنا المواطنين في مطالبهم المحقة، مستشعرين معاناتهم الكبيرة».
ويصعب حاليا على الساسة العراقيين مواجهة أي تصعيد خطير في البصرة، إذ يحاولون تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات البرلمانية، التي أجريت 12 مايو، وشابتها اتهامات بالتزوير.
في غضون ذلك، وصل وفد برئاسة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، إلى العاصمة الإيرانية طهران لبحث إعادة خطوط استيراد الطاقة الكهربائية إلى الخدمة بعد توقفها قرابة شهر.
وذكرت وزارة الكهرباء أن الوفد سيبحث إعادة خطوط استيراد الطاقة الكهربائية من إيران إلى العمل، بعد توقفها أربعة أسابيع، لأسباب تخص تحويل المبالغ المستحقة، فضلا عن أسباب فنية أخرى. وأضافت أن الوفد يسعى إلى حل المسائل المتعلقة بأسباب توقف هذه الخطوط الأربعة، التي تجهز منظومة الكهرباء العراقية بما يقارب 1200 ميغاواط، حيث من المؤمل أن تسهم في زيادة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في البصرة وبغداد والمحافظات الأخرى.
والبصرة، التي عانت طويلا من الإهمال، واحدة من مدن قليلة في الشرق الأوسط من دون نظام فعال لمعالجة المياه. وكثير من ممراتها المائية عبارة عن برك تصريف آسنة. ويقول مسؤولون حكوميون إن اللوم يقع على أزمة التمويل الحكومي الناجمة عن انخفاض أسعار النفط لسنوات. (أ.ف.ب، رويترز، الأناضول، السومرية.نيوز)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى