الأمير والرئيس الصيني: شراكة إستراتيجية
تناولت المباحثات الرسمية التي جرت أمس في العاصمة بكين بين سمو أمير البلاد والرئيس الصيني شي جين بينغ العلاقات الثنائية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، والسبل الكفيلة بدعمها وتنميتها في شتى المجالات.
واستعرضت المباحثات تعزيز التعاون بما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، ورفع مستوى الرفاه للشعبين الصديقين، وتعزيز سبل التقدم والتنمية، والسعي إلى توطيد الشراكة الاستراتيجية، سعياً إلى ترسيخ آفاق التعاون القائم، وأن يكون التعاون الصيني الكويتي الاقتصادي بين البلدين الصديقين ذا امتيازات وطابع خاص.
كما تطرقت المباحثات إلى التشاور والتنسيق حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر بشأنها.
وساد المباحثات جو ودي عكس عمق العلاقات الطيبة بين قيادتي البلدين، وروح التفاهم والصداقة التي تجمع الكويت والصين الشعبية، تمثيلاً لرغبة الجانبين بدعم التعاون الثنائي على كل الأصعدة وتطويره في مختلف الميادين.
وقبيل المباحثات، أقيمت، عصر أمس، في قصر الشعب بالعاصمة الصينية بكين، مراسم الاستقبال الرسمية لسمو أمير البلاد، وذلك بمناسبة زيارته الرسمية.
كما وجه سمو الأمير دعوة رسمية إلى الرئيس الصيني لزيارة الكويت.
البيان المشترك
وأكد البيان المشترك للكويت والصين أن سمو الأمير، والرئيس شي جين بينغ، تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول العلاقات المشتركة، وسجل زعيما البلدين تقييما عاليا للتطور الكبير الذي حققته العلاقات الثنائية وتبادلا الآراء على نحو معمق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتوصلا إلى توافق هام.
وحسب البيان فقد اتفق زعيما البلدين على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، مؤكدين على أنه يتفق مع المصالح المشتركة للبلدين والشعبين ويسهم في تعزيز التنمية والازدهار المشترك للبلدين.
وفي هذا الإطار يحرص الجانبان على إعطا الأولوية لمجالات عدة منها: الحفاظ على وتيرة التواصل والتشاور وتعزيزهما على كل المستويات، من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى لتوسيع دائرة التوافق وتوطيد وتعميق الثقة السياسية المتبادلة باطِّراد، ودعم الجانب الصيني للدور الرئيسي والواضح الذي يقوم به سمو الأمير لحل الأزمة الخليجية.
وأعلن الجانب الصيني دعمه لموقف الكويت العادل والبناء حيال قضايا المنطقة ودورها البارز في العمل الإنساني ويقدر الدور المهم لسمو الأمير في العمل الإنساني لما يحمله من لقب قائد للعمل الإنساني الممنوح من قبل الأمم المتحدة.
وأكد البلدان مجددا على تبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي لكلا البلدين، مؤكدين على تمسكهما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما تؤكد الكويت مجددا على التزامها الثابت بمبدأ الصين الواحدة، وان تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية، ودعمها للتطور السلمي للعلاقات بين جانبي مضيق تايوان، وقضية التوحيد السلمي للصين، ودعمها لموقف الحكومة الصينية من قضية تايوان.
الحزام والطريق
وأعربت الكويت عن ترحيبها ودعمها للمبادرة الصينية بشأن المشاركة في مشاريع بناء «الحزام والطريق» بشكل نشط.
ويرى البلدان ان التعاون في مجال الطاقة ركيزة مهمة للتعاون العملي بين الجانبين ويحرصان على دعم شركات البلدين لزيادة التعاون في مجالات تجارة النفط الخام وتنقيبه وتطوير موارد النفط والغاز الطبيعي.
وسيواصل البلدان تشجيع مؤسساتهما المالية على الاستفادة المتبادلة وفتح الفروع في الجانب الآخر وتعزيز المواءمة للخدمات المالية، بما يوفر دعما ماليا للتجارة الثنائية والتعاون الاستثماري.
ويحرص البلدان على إجراء التواصل بين شعبيهما بأشكال متنوعة وتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتربية والتعليم والصحة والبحث العلمي.
مجلس الأمن
ويؤكد الجانبان على أن قضية اصلاح مجلس الأمن الدولي تتطلب توافق الآراء بين جميع أعضائه والتقدم بشكل متوازن وصولا إلى أكبر قدر من التوافق وإيجاد حزمة الحلول كما يدعم الجانبان تسوية القضايا الإقليمية الساخنة سلميا عبر الحوار والمفاوضات السياسية.
وفيما أعربت الكويت عن تقديرها لموقف الصين العادل ودورها المهم في الشؤون الإقليمية، أعربت الصين عن تقديرها للجهود الكويتية الرامية إلى صيانة السلام والاستقرار في المنطقة وتدعم الكويت للقيام بدور أكثر إيجابية في الشؤون الإقليمية.
7 اتفاقيات مشتركة
بحضور سمو أمير البلاد والرئيس الصيني شي جين بينغ، جرت امس في قصر الشعب بالعاصمة الصينية بكين مراسم التوقيع على 7 اتفاقيات ثنائية بين البلدين الصديقين، وهي كما يلي:
1 – مذكرة تفاهم بشأن اقامة آلية للتعاون بين الحكومتين، وقعها عن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وعن الجانب الصيني مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي.
2- الاطار العام للتعاون الثنائي، وقعها عن الجانب الكويتي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح، وعن الجانب الصيني نائب رئيس لجنة التنمية والاصلاح تشانغ يونغ.
3- مذكرة تفاهم في مجال التجارة الالكترونية، وقعها عن الجانب الكويتي وزير التجارة والصناعة خالد ناصر الروضان، وعن الجانب الصيني ممثل التجارة الدولية نائب وزير التجارة فو زوينغ.
4- بروتوكول بشأن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية، وقعها عن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وعن الجانب الصيني رئيس هيئة الدولة للعلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع الوطني جان كو جيان.
5- الاطار العام لاتفاقية تعاون بين مؤسسة البترول الكويتية والمؤسسة الصينية للتأمين على الصادرات والائتمان sinosure، وقعها عن الجانب الكويتي الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول نزار العدساني، وعن الجانب الصيني رئيس المؤسسة الصينية للتأمين على الصادرات والائتمان وانغ تينغكي.
6- مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر للكويت والمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، وقعها عن الجانب الكويتي مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ د. مشعل جابر الاحمد، وعن الجانب الصيني رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية جيانغ زينغوي.
7- مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات وشركة هاواوي للتكنولوجيا بشأن تطبيق المدن الذكية لمشروع مدينة الحرير وبوبيان، وقعها عن الجانب الكويتي رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات سالم مثيب الاذينة، وعن الجانب الصيني رئيس هاواوي للتكنولوجيا اليانغ هوا.
استراتيجية المدن الذكية
قال رئيس الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات م. سالم الاذينة، امس، إن الكويت ممثلة بالهيئة وقعت مذكرة التفاهم مع شركة «هاواوي» الصينية بهدف تطبيق استراتيجية المدن الذكية بالكويت.
وأضاف الاذينة عقب مراسم التوقيع أن المذكرة تنقسم الى اربع مراحل، تتمثل في وضع شبكات البنى التحتية الذكية وأمن المعدات والشبكات الافتراضية والتحول الرقمي لمختلف الصناعات ومركزية إدارة المدن.
واوضح أن المذكرة تختص بتطبيق المدن الذكية في الكويت، ومنها مشروع مدينة الحرير والجزر، موضحا أنها وضعت مشروع «ميناء مبارك» انطلاقة تجريبية لمشاريع المدن الذكية المزمع إنشاؤها بالكويت، اذ ان مخرجات مذكرة التفاهم ستشمل الاستراتيجية المشتركة بين البلدين لتطبيق استراتيجية المدن الذكية بالبلاد. وذكر الاذينة أن مذكرة التفاهم تهدف ايضا الى تبادل الخبرات والإبداع التكنولوجي والتصميم العام والاستشارات لتحويل «ميناء مبارك» الى ميناء ذكي، وستتحمل تكلفة هذه الاستشارات والتصميم شركة «هاواوي» الصينية.