عقدة القوة تسيطر على النجمات
منذ ثلاث سنوات ونجماتنا العزيزات يحرصن على أن تكون أدوارهن قوية، وأقصد بالنجمات هنا سعاد عبدالله وحياة الفهد وهدى حسين، في كل عمل يجب أن تكون هي الرئيسة والسيدة المطاعة، التي تأمر وتنهى وتصرخ بالجميع، وهي التي تتابع كل شيء ويخاف منها الكل حتى أقوى الرجال لا يستطيعون أن يواجهوها أو يكسروا لها كلمة.. أو يرفضوا لها طلبا.
لا نريد أن نعود إلى الماضي.. لنكن في الحاضر أفضل، «عبرة شارع» مسلسل جميل، سعاد عبدالله فيه سيدة لا يشق لها غبار، هي الأولى في كل شيء ومن بعدها الطوفان، هذه كلمتها ويبدو أنها مستمتعة جدا بهذه الكلمة التي نسمعها كل يوم قبل بداية الحلقة، وعلينا طبعا أن نؤمن بها إيمانا كاملا، وتثبت هذا أحداث المسلسل، فلا يمكن أن نتصور فنانا واحدا، ولو كان من الصف الأول مثل داود حسين، أن يقف في وجهها أو يخالف رأيها.. دائما هي الصح والغالبة في كل المشاهد.
«مع حصة قلم» مسلسل محترم جدا.. تقدم فيه حياة الفهد دور المرأة الأولى في البيت، وأقصد في المسلسل وليس في البيت الأبيض، كل من في المسلسل مرتبط بها وهي التي لها الكلمة الفصل في جميع الأمور المتعلقة بكل المشاركين في المسلسل، لا يمكن أن يفعل واحد منهم شيئا إلا بموافقتها ورضاها، أو عن طريقها، حتى من فكر أن يتزوج امرأة أخرى (باسم عبدالأمير) اختار ابنتها، وحتى الأب القاسي الشديد البخيل كان في يوم من الأيام زوجها وكان قاسيا عليها، ووصلت إلى موضوع الشرطة والقبض عليها.. كان لابد أن تقوم هي بهذا الدور، كل شيء في المسلسل هو حياة الفهد، ولابد أن يحرص الجميع على رضاها.
هدى حسين في مسلسل «عطر الروح» تقدم نمطا جديدا فهلويا في القصة، لم نفهم منها شيئا، سوى أن عبدالمحسن النمر عاقد النونة ويرتدي أجمل البدلات، ومحمد صفر يهدد ويتوعد، ولكن هي مختلفة عن الجميع.. متسلطة وعالمة ودكتورة وقوية وصاحبة الأمر والنهي في الأسرة، زوجة المعمى عليه، وأم الأسرة المنكوبة التي اختلفت مع أخ زوجها، وهي التي تأمر وتنهى وتخطط وتنفذ، وهي التي تعالج المريض ويحبها الدكتور حسين المنصور منذ سنوات طويلة، وتصرخ على المريض المسكين، وبنظرة واحدة منها يقف الجميع طوعا لأمرها.
لا أعرف ما سر هذه الرغبة الكبيرة من قبل الفنانات الكبيرات في تقديم شخصية المرأة المتسلطة، يقولون في الأمثال الإعلامية.. الإنسان يعشق تقديم الدور الذي يفتقده في الحياة، فهل ينطبق هذا المثل عليهن؟! سؤال كررته كثيرا في ذهني وأنا أشاهد أدوارهن الـover جدا والزائدة عن الحد في المسلسلات، لماذا يستحوذن على كل هذه المواصفات، مع أن الحياة الطبيعية هذه الأيام ليست كذلك إلا في حالات معينة، سعاد متسلطة وحياة متسلطة وهدى متسلطة، وبعدين؟
هل تحاول هؤلاء الفنانات أن يوصلن رسالة إلى المجتمع بأن المرأة أقوى من الرجل؟ لأن في كل هذه المسلسلات المرأة هي الأقوى، حتى في مسلسل «عطر الروح» الذي يبدو أن عبدالمحسن النمر انتصر على هدى حسين وأسرتها، إلا أنها قالت وبكل قوة «الشاطر يضحك في الأخير، ومن ضحك أخيرا ضحك كثيرا» يعني لا تفرح كثيرا يالنمر، فأيامك قليلة وساعاتك محدودة، والقادم سيكون مفاجأة لك، لأنه ليس من المنطق الدرامي الكويتي هذه الأيام أن يقوى رجل على المرأة.