برنار هنري ليفي يتساءل في كتابه: هل انهار الغرب؟
بعد مئة عام على صدور الجزء الأول من كتاب «انحدار الغرب» للفيلسوف الألماني أوسفالد شبينغلر، أصدر الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي أخيرا كتابه الجديد «الإمبراطورية والملوك الخمسة»، في ظروف مختلفة جدا، أبرز ما يميزها، الحرب في سوريا وهشاشة أوروبا وصعود التيار الشعبوي ونزعة الولايات المتحدة الأميركية للعزلة.
وقال الكاتب في مقابلة مع مجلة ليكسبرس الفرنسية، إن الازمة الحقيقية التي تعانيها الولايات المتحدة الاميركية الآن، تعود إلى نسيانها الموروث الأوروبي في معركتها ضد خمس قوى هي: روسيا والصين وايران وتركيا والدول العربية. ويتطرق برنار هنري ليفي في كتابه الـ43 الى الحقائق الجيوسياسية الجديدة، من خلال مثال كردستان، في عالم يقول انه فقد القطبية ويتميز بصعود قوى شعبية ودول ناشئة.
انسحاب أميركي
كان برنار هنري ليفي، في احدى ليالي شهر سبتمبر الماضي، بعد الإعلان عن استقلال الكرد عن بغداد، في مكتب نيجيرفان برزاني رئيس الحكومة في كردستان، وبينما كان هذا الاخير يتصل هاتفيا بحلفائه الغربيين، كانت بغداد وانقرة وطهران تعلن حصار كردستان المستقل، قبل ان تتمكن القوات العراقية من استرجاع كركوك بعد أيام. ويحلل ليفي في كتابه انطلاقا من استفتاء كردستان، نتائج الانسحاب الاميركي من المشهد العالمي، منذ تولي باراك اوباما السلطة والى غاية فوز دونالد ترامب.
ويعتقد برنار ليفي، الذي كان وراء التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا، أن تأخر الحل العسكري في سوريا، هو ما هجّر السوريين، بعكس ليبيا التي لم تشهد موجة نزوح لابنائها باتجاه الغرب بسبب الضربة الفرنسية ومقتل معمر القذافي. ويضيف «هناك شيء واحد يدفعني للاعتذار من الاجيال المقبلة وهو عدم قدرتي على اقناع القوى الكبرى بضرورة التدخل العسكري في سوريا.. لقد قتل 400 الف شخص ولجأ اكثر من 12 مليون سوري، بينما نزح نصف السكان وانتشر داعش في كل مكان.. هذه هي هزيمتنا، هذا هو عارنا وهذا هو الانتحار الحقيقي للديموقراطيات مثلما حصل دوما».
الديموقراطيات والتدخل العسكري
ويستأنف ليفي كلامه فيقول «كانت الديموقراطيات دوما ضد التدخل العسكري، وحصل ذلك خلال ابادة الارمن في 1915، وخلال الحرب الاهلية الاسبانية في 1936، وفي عملية أنشلوس في النمسا في 1938، وخلال ثورة بودابست في 1956، وأيضا حين ثارت بودابست ضد السوفيت في 1981.. إنه منحنى طبيعي والاستثناء هو شجاعة التدخل ولكن..».
ويرى ليفي في كتابه ان باراك اوباما ودونالد ترامب وجهان لعملة واحدة. ويقول «إن كان على الولايات المتحدة أن تدير ظهرها لوظيفتها الأصلية، على أوروبا أن تتسلم مشعل الديموقراطية ولكن هل تفعلها، هذا الشك، أعترف بانه يرعبني».
وفي قراءة في الكتاب نشرها في مجلة ليكسبرس قال وزير الخارجية الفرنسي الاسبق هوبير فيديرن إن ليفي يستنتج ان الغرب لم يفقد قوته وإنما خسر احتكار القوة.