«الزكزكة» البروتوكولية لتيلرسون صعّدت لهجته ضد حزب الله
ساترفيلد يتابع المهمة ويلتقي بري وباسيل وحزب الله لا يعتبر نفسه معنياً
غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بيروت، وبقيت ارتدادات محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين حاضرة، بين قائل ان خطأ بروتوكوليا ارتكب في استقباله، وبيان رسمي متسلح بعبارة وردت في كلمته الخطية في سجل التشريفات الرئاسية، تضمنت الشكر على الاستقبال الحار الذي لقيه، ليؤكد بأن لا خطأ في الموضوع، وأن وزير الخارجية جبران باسيل أخرته زحمة السير التي تسبب بها الزائر الأميركي، أما الرئيس عون فقد التزم بالموعد الذي وصل اليه تيلرسون باكرا، رغم ان مصادر إعلامية تحدثت عن اضطراره للانتظار في الطائرة لنصف ساعة.
مصادر متابعة ردت الخلل البروتوكولي الى خلاف مسبق حول ترتيبات الزيارة، فقد أصرت وزارة الخارجية اللبنانية على ان يزور الوزير الاميركي مقرها في قصر بسترس ويلتقي الوزير جبران باسيل، كما درجت عليه العادة عند زيارة اي وزير خارجية للبنان، إلا ان الجانب الاميركي اعتذر اثناء تحضير الزيارة نظرا لضيق الوقت، ما أدى الى انزعاج ترجم من خلال ما حصل في القصر الجمهوري، حيث انتظر تيلرسون نحو 5 دقائق وحيدا في صالون القصر، قبل ان يدخل الوزير باسيل ويصافحه، ثم يدخل رئيس الجمهورية ميشال عون، وكان اللقاء الموسع بحضور اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام، ومسؤولين آخرين من مختلف المستويات، دون ان يكون بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، المعني في الجانب العسكري والتسليحي من المحادثات، وهذا ما لفت الجانب الاميركي.
وكان غياب العلم الاميركي لافتا في القصر الجمهوري، في حين حضر «بكثافة» في القصر الحكومي، وخلال المؤتمر الصحافي المشترك بين رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية الاميركي.
من جهته، الرئيس نبيه بري أبلغ زواره ان تيلرسون تحدث مطولا مع حزب الله، فرد عليه بمداخلة مفصلة عن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ثم توجه اليه بسؤال عن ردة الفعل الاميركية اذا كان من عدو للشعب الاميركي يحتل أرضه، هل تتفرجون عليه أم تهبون للسلاح والمقاومة؟
أما الوزير محمد فنيش (حزب الله) فقد لاحظ ان مجلس الوزراء لم يتطرق الى تصريحات الوزير الاميركي، وعن رد فعل الحزب على تصريحات تيلرسون قال فنيش، هذه التصريحات لا تعنينا، لأننا نعلم أنه لا أحد يتبناها داخل الحكومة، كما اننا لسنا بحاجة الى رسائل او تسجيل مواقف، فالوزير تيلرسون، أراد توجيه رسالة الى قوى محلية للقيام بشغب ما للتشويش على الموقف الموحد.
واستنتجت بعض الاوساط من هذا، ان تصعيد تيلرسون ضد الحرب، والذي محا واقعية تصريحاته حوله في عمان، ارتبط في جانب منه بعدم ارتياحه للاستقبالات التي سبقت وصوله الى السراي الحكومي، حيث اصطفت الأعلام الأميركية واللبنانية في استقباله.
إلى ذلك، نفت مصادر متابعة ان يكون الوزير الاميركي قد عرض مقايضة بين خط الموفد الأميركي السابق «هوف» وغض النظر عن حزب الله وسلاحه، وقالت ان الوزير باسيل أبلغ تيلرسون خلال خلوتهما القصيرة، ان المقاربة التي جاء بها مساعده ساترفيلد بشأن ترسيم الحدود غير مقبولة في لبنان، وقال ان الأمر يتعلق بخط اقتصادي يعطي لبنان حصته الكاملة من موارده النفطية.
ساترفيلد، الذي بقي في بيروت لمتابعة المحادثات، التقى ظهر امس الوزير جبران باسيل في قصر بسترس، ثم رئيس المجلس نبيه بري الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا يوم الاثنين حول هذا الموضوع، في حين تردد ان ساترفيلد سيتوجه الى تل أبيب ناقلا وجهة نظر لبنان في المسألة المطروحة.