- صاحب السمو افتتح مؤتمر إعادة إعمار العراق وأكد أن ما نشهده من حشد دولي واسع يمثل اعترافاً من العالم بحجم التضحيات التي تكبدها العراق
- العراق في مواجهته وتصديه للإرهاب كان يؤدي دوراً تاريخياً ومشرفاً لدحر التنظيمات الإرهابية التي أحالت حياة العراقيين
إلى جحيم - غوتيريس: العالم ممتنّ لموقف الكويت الرائد تجاه القضايا الإنسانية
- لدينا كل الثقة بأننا والمجتمع الدولي لن نتوانى في دعم الأشقاء في سورية واليمن بعد عودة الأمن والاستقرار لهم
- الدعم الذي نقدمه للعراق يأتي إيماناً بالدور الإنساني للأسرة الدولية فضلاً عما يمثله من استجابة لما دعتنا إليه الشرائع السماوية السمحة
- عالمنا اليوم يواجه أزمات وتحديات تتطلب عملاً جماعياً وتحركاً شاملاً لتحقيق الأمن والاستقرار
- اجتماعنا يعد رسالة قوية من دول التحالف والمجتمع الدولي للتعبير عن مدى الإصرار واستمرار المواجهة لهزيمة الإرهاب
- أمن واستقرار العراق يعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار الكويت والمنطقة
- الأمين العام للأمم المتحدة أكد أن برامج إعادة البناء والتنمية يجب أن تكون ملازمة لجهود منع الإرهاب في العراق
- البنك الدولي: ملتزمون بزيادة التمويل للمساعدة في بناء العراق
- الاتحاد الأوروبي: استثمارات بمبلغ 400 مليون دولار كمساعدات إنسانية في العراق
- رئيس الوزراء العراقي: نتطلع إلى شراكات إستراتيجية وتبادل منافع مع الجميع
أسامة دياب
افتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق صباح امس في قصر بيان. وفيما يلي نص الكلمة:
الأخ حيدر العبادي – رئيس وزراء جمهورية العراق،
الصديق أنطونيو غوتيريس ـ الأمين العام للأمم المتحدة،
الصديقة فيديريكا موغريني الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية،
الصديق جيم يونغ كيم ـ رئيس مجموعة البنك الدولي،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسرني بداية أن أتقدم بالترحيب الحار بكم في المشاركة في أعمال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق، والذي يأتي تواصلا لدور الكويت الإنساني في مؤتمرات عقدناها في هذه القاعة على مدى السنوات الماضية، كما نعرب عن التقدير البالغ لتلبية دعوتنا وما يعكسه ذلك من حرصكم وإدراككم لما ينطوي عليه من أبعاد تمثل أولوية قصوى لنا جميعا.
أصحاب المعالي والسعادة،
إننا في الوقت الذي نتقدم فيه للأشقاء بالتهنئة للانتصارات التي تحققت لهم والتي جاءت بعد تضحيات كبيرة وعزيمة صلبة فإننا نؤكد أن ما نشهده اليوم من حشد دولي واسع على المستوى الرسمي والشعبي والقطاع الخاص إنما يمثل اعترافا من العالم بحجم التضحيات التي تكبدها العراق في مواجهته للإرهاب وسعيا من المجتمع الدولي لمكافأته على تلك المواجهة حيث ان العراق في مواجهته وتصديه للإرهاب إنما كان يؤدي دورا تاريخيا ومشرفا لدحر التنظيمات الإرهابية التي أحالت حياة العراقيين في المناطق التي سيطرت عليها إلى جحيم فمن نازح بلا مأوى وجريح بلا علاج وجائع بلا طعام.
أصحاب المعالي والسعادة،
إن لقاءنا وما سيسفر عنه مؤتمرنا من نتائج يعد استمرارا لجهودنا جميعا وتفاعلا من المجتمع الدولي في سعينا لمواجهة الإرهاب وهزيمته والتصدي لكل ما يمثله من مخاطر وتحديات ولا نغفل في سياق الإشارة لتلك التحديات ما يتعرض له الأشقاء في سورية واليمن من معاناة مريرة جراء استمرار الصراع الدائر هناك ولدينا كل الثقة بأننا والمجتمع الدولي لن نتوانى في دعمهم بعد عودة الأمن والاستقرار لهم.
أصحاب المعالي والسعادة،
إننا ندرك حجم الدمار الذي لحق بالعراق جراء سيطرة تلك التنظيمات الإرهابية على بعض الأراضي العراقية وما ترتب على ذلك من قتال لتلك التنظيمات لتطهير التراب العراقي، الأمر الذي يتوجب معه على العراق اليوم الشروع في إعادة إعمار شامل لما تم تدميره من بنية تحتية ومرافق الحياة الأخرى وهو عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحده، مما دعانا إلى التوجه بالنداء إلى المجتمع الدولي بدعوته للمشاركة في هذا العمل وتحمل تبعاته وفي ضوء إدراكنا لحجم تلك التبعات فقد كان لابد لنا من التفكير في الدور الحيوي والمساند لنا وهو دور القطاع الخاص إيمانا منا بأن ذلك الدور قادر على المشاركة والعطاء، كما أنه قادر على التعامل مع ما سيطرحه الأشقاء في العراق من فرص استثمارية ومشاريع حيوية تتعلق بالبنية التحتية لبلادهم، وتجسيدا لذلك الدور فقد اجتمع بالأمس ما يزيد على الألفي شركة ورجل أعمال من القطاع الخاص تفعيلا لذلك الدور، وفي إطار فعاليات مؤتمرنا فقد اجتمع في اليوم الأول الخبراء رفيعو المستوى في المؤسسات التمويلية ضمن برامج إعادة الإعمار واجتمعت أيضا في ذات اليوم مؤسسات المجتمع المدني مشاركة منها بدورها في التخفيف من العبء الإنساني الذي يعانيه الشعب العراقي وهو الدور الذي يحظى دائما بتقديرنا واعتزازنا.
الكويت ـ أصحاب المعالي والسعادة،
لا يفوتني هنا أن أشير إلى أنه وفي إطار سعينا للإعداد لمؤتمرنا هذا فقد لمسنا كل تعاون وتجاوب من الأشقاء في العراق كما وجدنا كل الدعم والمساندة الفنية من المسؤولين في البنك الدولي من خلال اللقاءات والاتصالات معهم وأشير أيضا بالتقدير للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لجهودهم البناءة في هذا الإطار كمشاركين أساسيين لنا بالرئاسة.
كما لابد من القول بأن هذا الدعم الذي نقدمه للأشقاء في العراق يأتي إيمانا بالدور الإنساني للأسرة الدولية فضلا عما يمثله من استجابة لما دعتنا إليه الشرائع السماوية السمحة.
أصحاب المعالي والسعادة،
إننا في الوقت الذي نؤكد فيه أن مخرجات مؤتمرنا هذا ستسهم وبشكل فاعل في إعمار وبناء العراق وأن مؤشرات إيجابية تؤكد نجاحا تحقق لهذا المؤتمر وهو ما يدعونا للتفاؤل بمستقبل أمن واستقرار العراق الذي يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار الكويت والمنطقة كما أن هذا النجاح يدعونا إلى الثقة بأنه سيقود وبنجاح الأشقاء في العراق في المرحلة القادمة والتي ستشهد انتخابات شاملة لتتواصل العملية السياسية بمشاركة كل أطياف الشعب العراقي في سعي يهدف لتضافر الجهود لتحقيق وحدة العراق وسلامته وتحقيق آمال وتطلعات أبنائه في مجتمع متماسك ومتصالح ينعم بحياة طبيعية آمنة ومزدهرة.
وفي إطار استمرار مواجهتنا وحشدنا لجهود المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب فقد اجتمع في اليوم الثاني وزراء خارجية دول التحالف في مواجهة ما يسمى بتنظيم داعش وهو الاجتماع الذي يأتي ضمن سلسلة اجتماعاتهم لتنسيق مواقفهم وإعداد خططهم للمواجهة الطويلة والشاقة للقضاء على الإرهاب، كما أن هذا الاجتماع يعد رسالة قوية من دول التحالف والمجتمع الدولي للتعبير عن مدى الإصرار واستمرار المواجهة لهزيمة الإرهاب.
أصحاب المعالي والسعادة،
إن ما يواجهه عالمنا اليوم من أزمات وتحديات يتطلب من المجتمع الدولي عملا جماعيا وتحركا شاملا وعلى كل المستويات، مؤكدين أننا ندرك حجم هذه التحديات ومتحدون في مواجهتها وصولا إلى غاياتنا المنشودة بأن تنعم البشرية وأجيالها القادمة بكوكب آمن ومستقر خال من الغلو والتطرف والإرهاب لنحفظ لشعوب الأرض الحياة الحرة الآمنة والكريمة.
وفي الختام، فإنه يسرني أن أعلن أن الكويت وانطلاقا من التزامها بدعم الأشقاء في العراق ستلتزم بتخصيص مليار دولار كقروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق فضلا عن مساهمة الجمعيات الخيرية الكويتية.
أتوجه بالدعاء إلى الباري عز وجل بأن تكلل أعمال مؤتمرنا بالنجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعم الأمم المتحدة
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ان الصراع في العراق سبب له الكثير من الدمار، مؤكدا دعم الأمم المتحدة من خلال برامجها لخطط إعادة اعماره.
وهنأ غوتيريس، في كلمته بافتتاح مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق، الحكومة العراقية بانتصارها على ما يسمى تنظيم «داعش»، داعيا اياها الى تأمين مستقبل غير طائفي للعراق.
وقال ان الانتخابات العراقية المقبلة اساسية لإعادة البناء والاستقرار في العراق، مشددا على ضرورة ان تكون السياسة المناهضة للارهاب فعالة في نزع التطرف بين ابناء الشعب العراقي.
وذكر غوتيريس ان عشرات الآلاف من ابناء الشعب العراقي فقدوا اسرهم ومنازلهم اثر سيطرة «داعش» على بعض المناطق العراقية، مشيرا الى قيام الحكومة العراقية بجهد ودور كبيرين ازاء ازمة النازحين العراقيين جراء الحرب على «داعش».
واشار في هذا السياق الى المساهمات التي قامت بها الأمم المتحدة بمنظماتها وشركائها تجاه النازحين حول العالم ولاسيما في العراق، مضيفا «نحن الآن امام تحد كبير لبناء عراق جديد ومساعدة الحكومة العراقية في ذلك وتأمين وحدة العراق كاملة».
وأوضح الأمين العام للامم المتحدة ان برامج اعادة البناء والتنمية يجب ان تكون ملازمة لجهود منع الارهاب في العراق وان يكون مرتكزا على مبادئ حقوق الانسان، مضيفا ان ثمة عملا لمؤسسات المجتمع المدني والسياسيات المناهضة للارهاب في هذا الشأن.
وعن عملية المصالحة في العراق، اكد غوتيريس وجوب ان تتضمن تلك العملية المساءلة عن الجرائم التي تم ارتكابها الى جانب مساهمة العنصر النسائي في عملية صنع القرار، داعيا السلطات العراقية الى تطبيق قرار مجلس الامن 1325 بشأن المرأة والعمل على منع كل انواع العنف الجنسي ومواجهته.
وشدد على اهمية ان «تشمل المصالحة العراقية كل اطياف الشعب العراقي وان تكون حقوقها متساوية واتاحة الفرص للجميع».
وحول الانتخابات العراقية المقبلة، قال غوتيريس ان مشاركة النساء والاقليات والمجتمع المدني في العملية الانتخابية ستكون اساسية، مبينا انه «حان الوقت ان نظهر التضامن الدولي مع العراق، فالاسرة الدولية بكاملها تقف الى جانب العراق وتضاعف جهودها في ذلك».
كما اشاد غوتيريس بجهود صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والكويت بالوقوف مع العراق واستضافة مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق.
وثمن غوتيريس دور الكويت ومواقف صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في دعم سموه لدول المنطقة والعالم اجمع.
كما اشاد باستضافة الكويت المؤتمرات الدولية والتي تعمل على دعم ورعاية النازحين في دول العالم ومنها مؤتمرات المانحين لصالح الشعب السوري.
وقال ان «الكثير من رؤساء دول العالم ممتنون لموقف الكويت الرائد تجاه القضايا الانسانية»، معربا عن تهنئته للعراق على انتصاره على ما يسمى بتنظيم «داعش»
واكد ان صاحب السمو من اوائل الزعماء وقوفا مع مشكلة اللاجئين السوريين في وقت كان هناك لامبالاة من الاسرة الدولية.
وقال غوتيريس انه بفضل رؤية وشجاعة وصبر وعزم صاحب السمو تحقق جمع الاسرة الدولية بإقامة ثلاثة مؤتمرات في الكويت لتخفيف اوضاع اللاجئين السوريين.
واضاف «لن انسى عندما كنت المفوض الأعلى للاجئين في فترة مشكلة اللاجئين السوريين وهي اكبر ازمة انسانية في العالم وكان هناك لا مبالاة من الاسرة الدولية».
وقال مخاطبا سمو الامير «ولكن بفضل رؤيتكم وشجاعتكم وصبركم وعزمكم كان من الممكن ان نجمع الاسرة الدولية في هذه المكان ثلاث مرات من اجل جمع الموارد اللازمة من اجل تخفيف مشكلة الأوضاع الإنسانية للاجئين الانسانيين وهذا لن انساه».
رئيس البنك الدولي
بدوره، اكد رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم التزام البنك بزيادة التمويل للمساعدة في بناء العراق وإعماره، مشددا على ضرورة ازدهار العراق لمنطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.
وقال كيم في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق ان ثمة فرصا كبيرة للاستثمار في العراق وإعادة البناء فيه، موضحا أن عملية التنمية والبناء لا يمكن أن تتم بالموارد الحكومية وانما بمشاركة من القطاع الخاص، وأوضح كيم ان البنك زاد من التزامه نحو العراق من 600 مليون دولار في العام 2016 حسب المبادرة بين الطرفين الى 4.7 مليارات دولار في الوقت الحالي، مشيرا الى سعيه الى تقديم مبالغ اكبر من اجل تحقيق انتعاش اقتصادي والعمل على اعادة بناء الخدمات والبنية التحتية للمناطق المتضررة في العراق.
وبين ان التزام البنك حقق العديد من الخدمات لدعم الشعب العراقي وساهم في الاستثمار في العراق في مجالات النقل والزراعة والمصارف وغيرها لاعادة بناء ما دمره تنظيم «داعش».
الاتحاد الأوروبي
بدورها، أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني عن استثمار الاتحاد الاوروبي بمبلغ 400 مليون دولار كمساعدات انسانية ولتثبيت الاستقرار في العراق.
وقالت مورغيريني، في كلمتها خلال افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، ان تلك الالتزامات ستقدم من ميزانية الاتحاد الاوروبي وهي تختلف عن المساعدات الفردية لدول الاتحاد.
واضافت ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأميركية ساهما بـ 3.5 مليارات دولار العام الماضي دعما للشعب العراقي.
وقالت موغيريني ان الاتحاد الاوروبي يعمل على استثمار 400 مليون يورو في العراق لدعم الامن والاستقرار فيه، فضلا عن المساهمات الفردية للدول الاوروبية، مضيفة ان «لدينا استراتيجية جديدة في العراق من اجل تثبيت الاستقرار واعادة الاعمار».
واوضحت ان مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق جاء لازالة جميع العوائق والتحديات وايجاد الحلول لها، معتبرة ان المشاركة في ذلك المؤتمر من اجل بناء السلام في هذه المنطقة والعالم اجمع.
كما اشادت بدور الكويت الرائد في الجانب الانساني وبناء الحوار والجسور بين شعوب العالم بيد انها استدركت قائلة «اننا نعيش في منطقة بعيدة كل البعد عن السلم ولا يزال هناك توترا جديدا ينشأ ولكن العراق يعطينا الامل لبناء مستقبل افضل».
واشادت في هذا السياق بالجهود التي قامت بها دول التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، غير انها استبعدت ما اسمته «توقيف نشوء داعش من جديد»، مؤكدة وقوف الاتحاد الاوروبي الى جانب العراق في حربه ضد الارهاب واعادة الاعمار.
واشارت موغيريني الى وجود مناطق ومدن عراقية بحاجة ماسة الى استجابة حقيقية لاعادة الاعمار ودعم طارئ لمساعدة اهالي تلك المناطق والمدن في العودة اليها وممارسة حياتهم الطبيعية.
وتعهدت موغيريني بأن يقوم الاتحاد الاوروبي بتقديم مساعدات في مجالات الكهرباء والماء والمستلزمات الطبية والغذائية للمناطق المحررة في العراق اضافة الى اعادة تأهيل المدارس في عدد من المدن العراقية، فضلا عن تدريب القوات العراقية من قبل عسكريين اوروبيين..
الرؤية العراقية
من جانبه، اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تطلع بلاده لشراكات حقيقية استراتيجية وتبادل منافع مع الجميع، مضيفا «اننا نسعى للتكامل مع دول المنطقة ومع محيطها».
وأضاف في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق ان الرؤية العراقية ترتكز على مبدأ التكامل والتعاون مع دول المنطقة ليكون العراق «ساحة للتفاهمات المشتركة وبوابة للمصالح المشتركة».
وأكد ان تنمية العراق هي تنمية لجميع دول المنطقة، مضيفا «نتطلع الى أن يكون العراق جسرا للتلاقي وليس ساحة للصراع وان يكون بوابة لتبادل المنافع والمصالح».
وقال العبادي ان رؤية العراق الجديدة تتركز على مبدأ التكامل مع دول الجوار وليس التعاون فقط والاصرار على تحقيق النجاح أمام التحديات الكبيرة التي يعيشها.
واعرب عن تطلع العراق الى تحقيق «شراكات حقيقية واستراتيجية» بشكل يفهم الواقع العراقي ويدرك ما يعانيه ويعمل على حله، مؤكدا ان العراق الان يتطلع الى المستقبل بثقة والى خلق أجيال قادمة تحقق مفهوم التعايش والتصالح المجتمعي، لاسيما بعد الانتصار الكبير الذي حققه بدحر تنظيم «داعش».
وأضاف ان ما يعانيه العراق من وجود معوقات كثيرة تحول دون التطور الاستثماري كالبيروقراطية والقوانين غير الجاذبة والفساد الاداري والمالي جعل الحكومة العراقية تصدر حزمة من النظم والقوانين لخلق بيئة اقتصادية سليمة.
وذكر ان العراق يحتاج الى تجديد للبنى التحتية وخلق العمالة الماهرة وتدريبها بالشكل الكافي لإدارة وتشغيل الفرص الاستثمارية الموجودة، مشيرا الى ان العراق يعمل بجد وصبر لتحقيق نقلة نوعية جديدة ومواكبة العراق الجديد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للعراقيين.
واعرب عن امله في تعاون المشاركين بالمؤتمر في عملية اعادة البناء ودعم الاستقرار مؤكدا ان العراق كان حريصا في حربه ضد «داعش» على مراعاة الجوانب الانسانية فالهدف هو حماية المدنيين.
وقال ان العراق نجح في اعادة اكثر من نصف النازحين الى مناطقهم وهم ما يقارب خمسة ملايين نازح، مشيرا الى أهمية اعادة تأهيل الخدمات الاساسية في مناطق النازحين لتساهم بإعادة اكبر عدد ممكن.
ولي العهد شكر الجهات المساهمة بالإعداد للمؤتمر: ليوفق الله الجميع لما فيه خير ورفعة بلدنا العزيز
بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقيات شكر إلى كل من سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء انس الصالح ووزير الإعلام محمد الجبري ووزير الصحة د.باسل الصباح ووزير المالية د.نايف الحجرف ومدير عام الادارة العامة للاطفاء الفريق خالد المكراد ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية عبدالوهاب البدر.
عبر فيها سموه عن بالغ شكره وتقديره لجميع منتسبي الوزارات والجهات الحكومية المشاركة في الاعداد والتنظيم لمؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق الذي استضافته الكويت خلال الفترة من 12 الى 14 الجاري، مشيدا سموه بالمبادرة السامية من لدن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من أجل رفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق في أزمته الراهنة وتحقيقا لأمنه واستقراره والذي يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة، كما اشاد سموه بالمشاركة الفعالة للدول المشاركة بالإضافة الى المنظمات الدولية والقطاع الخاص بمختلف انواعه والذي جاء بنتائج مثمرة في هذا المؤتمر وتحقيق الاهداف المنشودة منه لإعادة اعمار العراق الشقيق.
داعيا الباري عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير ورفعة شأن بلدنا العزيز في ظل قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ذخرا للبلاد وقائدا للعمل الانساني.
كما بعث سموه ببرقية شكر إلى رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم والى السادة أعضاء مجلس الإدارة على مشاركتهم في الإعداد والتحضير لمؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، مثمنا سموه دورهم البارز لإنجاح هذا المؤتمر والمتمثل في جلب كبرى الشركات الاستثمارية ورجال الأعمال من مختلف الدول لتحقيق النتائج المرجوة منه سائلا الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح لبلدنا العزيز تحت ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الأمير ذخرا للبلاد وقائدا للعمل الإنساني.